Okaz

07 الرأي talalbannan@icloud.com د. طلالصالح بنّّان كاتبسعودي Abdullateef.aldwaihi@gmail.com عبداللطيفالضويحي كاتبسعودي @hailahabdulah20 هيلة المشوح كاتبةسعودية نقطة آخر السطر كاتبسعودي عبداللطيفبن عبدالله آل الشيخ @ALSHAIKH2 الثلاثاء ، م 2025 نوفمبر 11 هـ 1447 جمادىالأولى 20 21325 الس ة الثام ة والستون العدد السعودية.. حين تحفظ روح الشرقمن التبخر لم يكن تص يح السعودية لل ئيس الأم يكي مجرّّد بيان سياسي، بل لحظة كونية نادرة: دولة تقول «لا» في زمنٍ تُباع فيه كل الـ «نَعَم». فالموقف الـسـعـودي ليس رفـــضاً للتطبيع، بـل رفــض لتطبيع الاخــــتلال. ليس تعنّّتاً ضد إسـ ائـيـل، بـل تمسّك بمع ى الـوجـود الع بي قبل أن يتحوّل الـشـ ق الأوســـط إلــى متحف للذاك ة المفقودة. في زمنٍ تذوب فيه الحدود بين الأخلاق والمصالح، جاءت السعودية لتضع حدّاً للسيولة الأخلاقية التي اجتاحت السياسة الدولية. قالت للعالم —بلغة الصمت الهادئ— إن ا لا نقيس الحاض بميزان الصفقات، بل بميزان العدالة. فـ «الدولة الفلسطي ية» ليست ورقة تفاوض، بل شاهد عدلٍ على بقاء الضمي الع بي حيّاً يخطئ من يظن أن الموقف السعودي انفعال عاطفي، أو تك ار لموقف تاريخي. إنـه قــ ار مب ي على رشــدٍ جـديـدٍ فـي الدبلوماسية السعودية؛ رشـد يُـــدرك أن التطبيع بلا دولة فلسطي ية يع ي انتحار المع ى الذي قامت عليه المملكة م ذ نشأتها: نص ة القضايا العادلة دون شعارات. السعودية تع ف متى تُصافح، ومتى تُصعّد، ومتى تت ك العالم يتساءل. إنها تمارس فنّ الانتظار الاست اتيجي، حيث يُصبح الصمت أداة ضغط، والثبات تكتيكاً، والوضوح شكلاً من أشكال الهيم ة الأخلاقية. لقد نقلت الـصـ اع مـن جغ افيا الـــسلاح إلــى جغ افيا الش عية: مـن يمتلك الحق هـو من يملك المستقبل. بي ما تسعى الـقـوى الكب ى إلـى تحويل الـشـ ق الأوســـط إلـى لوحة مقايضة: أمـن مقابل تطبيع، ونفط مقابل اعت اف، خ جت السعودية لتقول إن هذه اللعبة لا تمرّّ من بوابتها. «لا علاقات بدون دولة فلسطي ية» ليست ش طاً، بل حدّ أعلى للك امة السياسية. إنها ليست مفاوضة على جغ افيا، بل على حقّ الوجود الإنساني في العدالة. ا آخ من القوة: قوة ولأن ال ياض تُدرك أن إس ائيل لا تفهم إلا لغة القوة، فقد قدّمت شكلً الموقف. قوة ال فض التي لا ت ُفع بالصوت بل بالثقة. قوة الدولة التي لا تبحث عن موقعٍ في الصورة، بل تص ع المشهد ذاته. حين أكدت السعودية هذا الق ار أمام واش طن، لم تكن فقط تُخاطب البيت الأبيض، بل تُعيد توزيع موازين المع ى في العالم الع بي. لقد سحبت البساط من تحت «الصفقات المؤقتة» وأعادت للموقف الع بي صوته المفقود. كأنها تقول: الش ق الأوسط لن يُعاد تشكيله في واش طن أو تل أبيب، بل في ال ياض. فـالـذي يملك بـوابـة الـحـ مين يملك مفاتيح الـوعـي الجمعي للأمـــة، ومتى قـال «لا» توقّف التاريخ لحظة ليفك ّ. قـد يظنّ البعض أن هـذا المـوقـف مـجـرّّد سياسة خارجية، لك ه فـي حقيقته سياسة داخـل الوجدان الع بي. إنه ت ميمٌ للثقة في أن العالم ما زال فيه من يقول لا في وجه العبث، ومن ي بط المستقبل بالحقّ لا بالمصالح. فالسعودية اليوم لا تُفاوض على دولة فلسطين، بل تُفاوض على بقاء الفك ة التي تجعل الإنسان إنساناً. ولذلك، فإن عبارة «لا علاقـات بدون دولة فلسطي ية» ليست جملة دبلوماسية، بل وثيقة بقاءٍ للش ق. وثيقة تقول للعالم: قد تتبدّل التحالفات، وقد تتغيّ الخ ائط، لكنّ الضمي السعودي هو آخ ما يُباع. لماذا تدهورت العلاقات الاجتماعية والروابط البشرية؟ وليمة التواصل ومجاعة العلاقات ال فسية الاجتماعية..! تق ع م ظمة الصحة ج س الخط ، في تق ي لها من تدهور العلاقات الاجـتـمـاعـيـة وانــتــشــار الــعــزلــة وتــفــاقــم مـــؤشـــ ات الـــوحـــدة، وتـــحـــذر من تأثي ات وتداعيات كل ذلك على الصحة الاجتماعية وال فسية والصحة العامة ككل. ومــا يثي الاسـتـغـ اب، حقيقة، أن هــذه الـظـاهـ ة تأتي في الــوقــت الـــذي بلغت فـيـه كمية ونـوعـيـة وســائــل الاتــصــال الـتـي توف ها ذروتـــهـــا. فــلــمــاذا تـــدهـــورت الـــعلاقـــات الاجـتـمـاعـيـة والـــ وابـــط البش ية فهل إذا وصلت فيه وسائل الاتصال ذروتها، تتدنى وتت دى ال وابط والعلاقات الاجتماعية بين البش . لماذا لم تتأث العلاقات الاجتماعية إيجابياً وتتعمق ال وابط الاجتماعية ـــوع وســـائـــل الاتـــصـــال الاجـتـمـاعـيـة وتــتــحــسّــن نـفـسـيـة الـــفـــ د بــكــثــ ة تـــ الحديثة؟ هل وسائل التواصل الاجتماعي سبب في ما وصلته الحالة ال فسية الاجتماعية للإنسان حسب تق ي الصحة العالمية بأن واحداً من بين كل ستة أشخاص يعاني من الشعور بالوحدة، ولماذا أصبحت الــوحــدة بين الـشـبـاب والمـــ اهـــقين أكـثـ م ها بين كـبـار الـسـن وإن كانت خطورتها على كبار السن أكث ؟ قد تكون ظاه ة التواصل الاجتماعي أحد أسباب الحالة التي يعاني م ها الشباب والم اهقون، لكن المؤكد أن ه اك ظواه أخ ى أسهمت في انتشار هذه الظاه ة المقلقة والمخيفة على المدى القصي والمتوسط. ــاك اعــتــقــاداً بـــأن تـجـ بـة كـــورونـــا والــعــزلــة الــتــي صاحبتها كـمـا أن هــ أسهمت في ما وصله الف د والمجتمع من تدهور نفسي اجتماعي بما في ذلك من انحدار مستوى العلاقات الاجتماعية، كما ي ى البعض أن «ال يوليب الية» التي تطرّّفت بتح يض الف د بالاعتماد على نفسه فقط والاكتفاء الذاتي نتيجة للمبالغات العالية بالح ية الف دية، كانت من بين الأسباب الجوه ية التي فاقمت الإحساس الف دي المتزايد بالوحدة ومـا صاحبها مـن معاناة نفسية-اجتماعية، والـتـي كـان مـن نتائجها ــى للإنـــســـان حـــتـــماً تـــآكـــل الــــ وابــــط الاجــتــمــاعــيــة الـطـبـيـعـيـة الـــتـــي لا غــ الطبيعي ع ها والعيش بدونها، والتي تم ح الإنسان الطبيعي المع ى والهوية والانتماء. كـمـا أنـــه لـيـس مـــن بـــاب المــصــادفــة أن يــ بــط الـبـعـض تــأثــيــ ات صـعـود ال أسمالية بما أحدثته وتحدثه مـن تغيي ات عميقة فـي نفس الف د وروابط المجتمع من تأثي ات، بما ت طوي عليه من حمى ثقافة الإنجاز الف دي المستم وال كض المحموم في دواليب الإنتاج، ما أدى ويؤدي إلى تحويل الوقت والجهد إلى أموال لا تهدر في ع ف ال أسمالية، بما يعزز تضخم الف دية والت ك لدور الآخ ين. يبدو أن الأمــ ليس عـابـ اً أو مــحــدوداً، وهــو مـا جعل الصحة العالمية تعتب «الــوحــدة والـعـزلـة الاجتماعية» أكـثـ خـطـورة على الصحة من التدخين أو السم ة لارتباطهما بمخاط على أم اض القلب والسكتات الـدمـاغـيـة والــخــ ف والمــــوت المـبـكـ . وهـــو الأمـــ الـــذي دفـــع بـعـض الـــدول لتعيين وزراء مختصين بـ «شؤون الوحدة»، لما يعكسه الوضع من قلق متزايد للظاه ة التي قد تقوض العلاقات الاجتماعية السلمية، وت سف مقومات ال سيج الاجتماعي والسلم الأهلي. المجتمعات الع بية، وم ها المجتمع السعودي، كغي ها من مجتمعات معرّّضة لهذه الظواه ، خاصة أن الإحصاء ات تتحدث عن أن السعوديين سـاعـات على التواصل الاجتماعي مقارنة بالمعدل 3 يقضون حـوالـي دقيقة، بالإضافة إلى معدل التغيي الذي 24 العالمي حوالي ساعتين و تم بـه المملكة على مختلف الأصـعـدة والـــذي يتطلب دراســـات معمقة ومـ كـبـة ومـسـتـمـ ة لـــدراســـة حـجـم وتـأثـيـ الــظــاهــ ة وتـداعـيـاتـهـا على المديين الم ظور والبعيد. كما أن ا بحاجة لخطوة استباقية في المملكة ربما تأسيس هيئة تحت عباء ة مجلس شـؤون الأسـ ة لتقديم الحلول والإجـــ اء ات والتش يعات الـضـ وريـة للتخفيف مـن حجم الظاه ة ومعالجة آثـارهـا السلبية لو وجـــدت، بالإضافة لميزانية تخصص لـلـدراسـات والحلول المبتك ة في هذا الصدد. الصحة العالمية تعتبر «الوحدة والعزلة الاجتماعية» أكثر خطورة علىالصحة من التدخين أو السم ة أنا م كموإليكم؟! يوم الثلاثاء الماضي كان يوماً تاريخياً في الولايات المتحدة سياساً، قيماً وح كة (نخبوياً وشـعـبـياً). كما أنـه كـان يــوماً تـاريـخـياً، للديمق اطية، بكل مـا تع يه من تعدّدية سياسية.. وصيغة الفصل بين السلطات.. واحـتـ ام المؤسسات السياسية وال خب السياسية، للإرادة العامة للمواط ين.. والقطع: من أنه لا توجد قوة بعي ها تستطيع أن تتحكم أو تحتك مؤسسات الـدولـة، مهما كـان نفوذها أو غ اها أو تأثي ها في ح كة مؤسسات الدولة، بعيداً أن إرادة ال اس. أيضاً: تتجلى تاريخية يوم الثلاثاء الماضي، في م ونة ال ظام السياسي الأم يكي، في إحداث التوازن في ح كته، بالس عة والحسم اللازمين، متى ظه خلل ما على المستويين السياسي والاجـتـمـاعـي، مـن شـأنـه أن يـحـدث تــحــوّلاً خـطـيـ اً، فـي مـسـار الديمق اطية، ح كة وقيماً. في ذلكم اليوم ذهب الأم يكيون للتصويت، في أربعة مواقع مهمة، على المستوى المحلي، سوف يكون له صدىً على المستوى الإقليمي (الفيدرالي)، في الانتخابات التش يعية ال صفية. تـطـوّر إست اتيجي على المستوى المحلي، بــدءاً مـن مستوى المدن (نيويورك) وولايتي (نيوج سي وف جي ا)، حتى أنه طال ما يشبه التعديلات الدستورية، لإعادة تقسيم الدوائ الانتخابية، لأكب وأغ ى وأكث الولايات كثافة سكانية وحضوراً في مؤسسات الدولة الفيدرالية، (كاليفورنيا). لكن الحدث الأهم والأكب ، في هذه التحوّلات في الممارسة الديمق اطية الأم يكية، ـة نــيــويــورك. بأغلبية سـاحـقـة تـغـلّـب المـ شـح مــا حـــدث فــي انـتـخـابـات عـمـدة مـديـ الديمق اطي (زهـ ان ممداني)، على م افسه المستقل، حاكم الولاية السابق (أندرو كـــومـــو)، الــــذي نـافـسـه فـــي الانــتــخــابــات الـتـمـهـيـديـة الــســابــقــة، كـمـ شـح عـــن الـحـزب الديمق اطي، ليطيح بـه بالض بة القاضية، فـي انتخابات يـوم الـثلاثـاء الماضــي، ع دما تحوّل كم شح مستقل. زهـ ان ممداني، ب تيجة تلك الانتخابات التي أوصلته لم صب العمدة، في مدي ة نـيـويـورك، أحـــدث تــحــوّلاً، فيما يشبه الـصـدمـة، على مستوى قيم وحـ كـة ال ظام الـسـيـاسـي الأمــ يــكــي. مــن حـيـث الـقـيـم، مــا كـــان يعتب مــحــ ماً «تــــابُــــوواً»، تـجـاوزه ممداني، بكل ثقة وشجاعة، غي عابئٍ بما قد يسببه له ذلك من ح ج ومشاكل، قد تهدد مستقبله السياسي، بل ربما حياته. لقد قدم ممداني نفسه لمواط ي المدي ة ومــؤســســات الـحـكـم فـيـهـا ومجتمعها الـسـيـاسـي وعــلــى مـسـتـوى الــــبلاد بـأسـ هـا، بأنه: ديمق اطي اشت اكي.. مسلم.. ملون (غي أبيض)، وأعلن ص احةً أن ما تفعله إس ائيل في غـزة هو إبــادة جماعية مم هجة، وهــدّد بـأن لو حـدث أن وطـأت قدما رئيس الـــوزراء الإس ائيلي ب يامين نت ياهو، أث اء ولايته عمدةً ل يويورك، فإنه سيعتقله، على خلفية حكم صدر بذلك من محكمة الجزاء الدولية، أدانه بارتكابه بٍ فـي غــزة ت حدر لمستوى الإبـــادة الجماعية. هـو لـم يص ح بكل ذلـك، ٍر جـ ائـمَ حــ فحسب، بل ن اه يؤكد على أنه لن يعتذر عن أيٍ من ذلك. تـحـوّلات في عقيدة الشعب الأم يكي، بمؤسساته ال سمية وغي ال سمية، كانت تعتب كمح مات تحميها قوانين وأعـ اف، تعكس خطوطاً حُم ْاً، يحظ الاقت اب م ها. لكن ممداني، لم يكت ث بذلك، والأهم والأخط ، بال سبة لقيم ال ظام السياسي، أن تلك الص احة رغم جُرْْأتها، وافقه عليها شعب مدي ة نيويورك، ليصبح عمدة للمدي ة، بدءاً من ي اي القادم. ـظـام الـسـيـاسـي، لــم يـكـن مــمــدانــي، بأقل عـلـى مـسـتـوى حـ كـة مـؤسـسـات ورمــــوز الـ جـــ أة وصــ احــة. قـد لا نـبـالـغ، إذا مـا قل ا: إن فــوز مـمـدانـي، جــاء رغـــماً عـن الحزب الديمق اطي، الذي دخل تلك الانتخابات على ورقته!؟ لا زعيمي الأقلية في مجلسي الكونج س، ولا أحد من أسـاطين الحزب المؤث ين في الحزب، بمن فيهم ال ؤساء السابقون، من أمثال: بل كيل تون، ولا حتى ال ئيس أوباما، أيّدوا عل اً أو من وراء حجاب، مسي ة ممداني السياسية، دعك من الجمهوريين، عدا السي اتور (المستقل) عن ولاية في مونت (ب ني ساندرز)؟! كما لم يدعمه أساطين المال والأعمال (الديمق اطيون) في المدي ة، إلا ال زر اليسي ، ممن لا تتحكم في سلوكياتهم الأيديولوجية السياسية، وتقودهم رغبة مخلصة في تحسين أوضاع المدي ة ومحاربة الفساد فيها، بما فيهم بعض اليهود. لقد اعتمد ممداني على جيشٍ من المتطوعين، قوامه عش ات الآلاف، ط قوا كل باب وحض وا كل تجمع في المدي ة، ليوصلوا رسالته لل اخبين، كلاً بلغته، اقت اباً من ثقافته. ما دفع ال اخبين للتصويت له، ب نامجه الانتخابي (الاشت اكي)، الـذي لا يخجل هو نفسه من وصفه بذلك، لأنه يهدف إلى خدمة الطبقة الفقي ة المهمشة في المدي ة، بوعده لهم: بـأن تكون المدي ة قابلة للعيش فيها. لقد وعدهم: بتجميد إيجارات المساكن، لأكث من مليوني مواطن.. وبمواصلات س يعة ومجانية.. وبضخ موارد للارتـــقـــاء بـالـتـعـلـيـم والــصــحــة والـــخـــدمـــات الاجـتـمـاعـيـة وتـقـلـيـص الـبـيـ وقـ اطـيـة المتضخمة.. ومـحـاربـة الـــغلاء فـي الاحـتـيـاجـات المعيشية لـلـسـكـان.. وتـوفـيـ الأمـن المحت ف الكفء لسكان المدي ة، الذين يتجاوز تعدادهم الثمانية ملايين إنسان. ذلك الب نامج الانتخابي، الـذي وعد به ممداني، سكان مدي ة نيويورك، مخاطباً إياهم، بلغة ع بية فصيحة (أنا م كم وإليكم). لم يكن يع ي ع ب المدي ة، حص ياً، بل الخ يطة التعددية للمدي ة، التي تتشكّل من أج اس وأع اق وأديان ومذاهب، تعكس تكتلاً سكانياً، من المهاج ين، يعود بالديمق اطية كونها مـ آة للخ يطة الإنسانية للمجتمع، لا لخدمة مصالح أقلية ع قية أو مالية أو فئوية، بعي ها. السودان.. بينماضيالانقلابات ومستقبلمجهول! تــبــدو مـسـيـ ة الـــســـودان كـأنـهـا لــوحــة مـعـقـدة مــن انـــقلابـــات عسك ية، ثورات شعبية، وتحوّلات سياسية متلاحقة ومآسٍ إنسانية متجدّدة. ، دخلت الــبلاد في دوامـة 1956 فم ذ نيلها استقلالها عن مص عـام متك رة من تغيي ال ظام بقوة الانقلابات والأحزاب، ما عكس هشاشة ـيـة، فـــأول انــــقلاب نفذته المـؤسـسـات المـدنـيـة وسـلـطـويـة الأجــهــزة الأمـ بقيادة الف يق إب اهيم عبود، 1958 القوات المسلحة كان عام وكـــان انـــــقلاباً عـسـكـ ياً نــاجــحاً ضــد الـحـكـومـة المدنية التي تشكّلت من ائتلاف حزبي «الأمة» و«الاتحادي قاد العقيد 1969 الديمق اطي»، بعد ذلك وفي عام جعف محمد نمي ي انقلاباً أسّس لحكم دام نحو عاماً. ثم جاء تمهيد للانقلابات المتلاحقة في 16 حدثت محاولة 1971 السبعي يات: فـي يوليو انــــقلاب قـصـيـ ة بـقـيـادة هـاشـم الـعـطـا بـدعـم من الـحـزب الشيوعي لك ها فشلت خلال أيـــام، وعـاد أُطــيــح ب مي ي 1985 نـمـيـ ي إلـــى الـسـيـطـ ة، وفـــي عـبـ انـتـفـاضـة شـعـبـيـة وانـــــقلاب عـسـكـ ي قــــاده الـفـ يـق عبدال حمن سـوار الـذهـب، ما أنهى حقبة نمي ي ودشّــن فت ة وصل إلى السلطة 1989 انتقالية جديدة ولم تكن هذه ال هاية، ففي بواسطة ض بة عسك ية عم حسن البشي ، الذي حكم السودان نحو ،2019 ثلاثين عـــاماً انـتـهـت بانتفاضة شعبية ثــم انــــقلاب فــي أبــ يــل بقيادة 2021 ليدخل السودان م حلة انتقالية قصي ة انتهت بانقلاب الف يق عبدالفتاح الب هان. هذه الدورة الطويلة من الانقلابات ت كت دولة مثقلة بالج اح، وضعيفة المؤسسات، ما جعلها ع ضة لانفجار جديد من الص اعات الداخلية، وهـذا التسلسل الـــــــــطـــــــــويـــــــــل مــــن الانقلابات -التي قُدرت بأكث من ستة ناجحة وعدة محاولات فاشلة أخــ ى- يتيح خلفية ضـ وريـة لفهم كيف أن مؤسسات الحكم المدني ظلت عاجزة أو ضعيفة، وكيف أن الع ف السياسي والقوة العسك ية هيم تا على المشهد السوداني م اراً. 2023 من رحم هذا التاريخ المتقلب اندلعت الح ب الأخي ة في أب يل بين الجيش وقــوات الدعم الس يع، التي تحوّلت من ش يك في السلطة إلى خصم دموي، ومع اتساع رقعة القتال، تـحـوّلـت مدي ة الـفـاشـ فـي إقليم دارفــــور إلــى رمز لـلـمـأسـاة الإنــســانــيــة فـــي الــــــبلاد، بـعـد أن شـهـدت حصاراً طويلاً وهجمات متك رة وعمليات قتل بالهوية أودت بحياة المئات، وفق تقاري الأمم المتحدة وم ظمات حقوقية دولية وباتت تعاني المدي ة من نقصحاد في الغذاء والدواء وانقطاع المساعدات الإنسانية، فيما نزح آلاف المدنيين إلى م اطق أكث أم اً وسط تحذي ات من مجاعة وشيكة يقف الــســودان الـيـوم على مفت ق تـاريـخـي جـديـد، بين ـمـا يعاني اســتــمــ ار الـــدمـــار أو بـــدايـــة طــ يــق الــــــخلاص. وبـيـ الشعب السوداني من ويلات الح ب، يبقى الأمـل معقوداً على مساع ع بية ودولية صادقة، تتقدمها المملكة أمام هذا المشهد القاتم ليب ز الموقف السعودي كصوت متزن ي ادي بالتهدئة ودعم الاستق ار. فقد أكدت المملكة الع بية السعودية م اراً رفضها لأي تصعيد أو محاولات لتقويض وحدة السودان، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق ال ار وحماية ــى الـتـحـتـيـة، كــمــا واصـــلـــت جــهــودهــا فـــي مـــســـار جــدة المـــدنـــيين والــبــ الـتـفـاوضـي، وسـاهـمـت فـي المـــبـــادرات الإنـسـانـيـة والإغـاثـيـة بالتعاون مع الأمم المتحدة وش كائها الدوليين لطي صفحة الص اع وفتح باب السلام الذي يستحقه هذا البلد الع يق. استمرار الدمار أو بداية طريق الخلاص؟! مهرجان «الرياضيات لغة العلوم» بمكة.. يعزز ثقافة الابتكار ويجذب الزوّار بأنشطته التفاعلية. (واس) البرنامج الانتخابي، الذيوعد به ممداني،سكان مدي ة نيويورك، مخاطباً إياهم، بلغة عربية فصيحة (أنا م كموإليكم). لميكن يع يعرب المدي ة، حصرياً، بل الخريطة التعددية للمدي ة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==