Okaz
07 الرأي @badrhussain1969 د. بدر الحسين كاتبسوري نقطة آخر السطر عقل العقل كاتبسعودي @akalalakal كاتبسعودي رسومعلىبعضالطرق السريعة! لسنوات مضت، كانت وزارة النقل تنفي على لسان مسؤوليها عـن نيتها خصخصة بعض الطرق في المملكة من خلال رسوم تدفع عن استخدام هذا الطريق أو ذاك، قبل أيــام صـرح وزيــر النقل والـخـدمـات اللوجستية صالح الجاسر بأن الوزارة سوف تبدأ بالخصخصة وسوف تكون البداية في طريق جدة - مكة السريع، وهذه الخطوة يقابلها البعض ويرفضها البعض الآخر، وأعتقد أن التجربة خير بـرهـان، والكثير من الــدول الخليجية والأوروبـيـة لديها خطوط برية سريعة وفيها الكثير تديره وتستثمره شركات محلية وعالمية مقابل رسوم هي أقرب إلى الرمزية، ويفترض أن هـذه الطرق ذات الرسوم أن تكون في حالة جيدة من حـيـث جـودتـهـا وإنــارتــهــا بـالـكـامـل، وأن تـتـوفـر فيها محطات ومـراكـز خدمة على أعلى المستويات، وأن يكون هناك متابعة عليها في حال وجود مشكلة مرورية بالمعنى الصريح، يفترض بهذه النوعية من الطرق أن تكون مريحة جداً ويتوفر بها جميع الخدمات ومرافق سكنية حديثة وليست مرتفعة السعر، هذا في حال نجحت هذه التجربة وعممت على طرق برية رئيسية مثل طريق الرياض-الدمام أو الرياض - القصيم وغير ذلك من الطرق الأخـرى، قد نجد الشاحنات وبعض السيارات تفضّل استخدام طـرق قديمة أو موازية ولا يعني هـذا عـدم الاهتمام بهذه الطرق الفرعية، مثل هـذا التنوع سـوف يخلق حـراكاً اقــــتــــصــــادياً كـــبـــيـــراً ســـــــواء فــــي الــــطــــرق ذات الرسوم الإلزامية أو الطرق الأخـــرى، حيث سـوف تنتعش المــدن والـقـرى التي تمر بها الـطـرق المجانية، تنويع مصادر الدخل مهم وعنصر أساسي في فلسفة ورؤية المملكة القائمة على الدفع بالقطاع الخاص المحلي والأجنبي في الاستثمار بقطاع النقل بشكل عام وخاصة النقل البري والسكة الحديدية والتي تأخرنا في طرحها فـي بـرامـج التخصيص، والمملكة تتمتع بمكانة جغرافية مـمـيـزة، وتأتي في منطقة تربط قـارات العالم ودول آسيا والخليج وصـولاً لأوروبــا، تخيل خطوط سكك حـديـدة حديثة تربط المملكة مـع دول الخليج مــروراً لبلاد الشام، وكلنا نسمع عن الجسر البري من شرق المملكة إلى غربها. البعض منا لديه حساسية مفرطة تجاه رسوم الطرق بين المـــدن، وأنـــا أؤمـــن أن التخصيص لـهـذه الطرق مفتاح التغير فـي جــودة الـطـرق لدينا، ولا يعني هذا أن تكون الرسوم مرتفعة بل مناسبة لجميع الطبقات الاجتماعية مثل ما بين عشرة وعشرين ريــــالاً لـلـرحـلـة، ويعتمد عـلـى طـــول المـسـافـة لهذا الــطــريــق، وكـلـنـا يـعـرف أن التقنية وتطبيقاتها تـــخـــدم مــثــل هــــذه المـــشـــاريـــع، عـلـيـنـا إيـــجـــاد حـلـول مـبـتـكـرة وبــأســعــار مـعـقـولـة لـتـحـسين حــالــة الـطـرق البرية والتي يعاني البعضمنها من رداء ة الحال، ففي حـال إن استثمرت شركات في بعض الطرق سـوف يخلق منافسة قوية بين الشركات المشغلة وقد تكون هذه الرسوم دافعاً للبعض في استخدام أكثر من راكب في العربة في مثل هذه الـرحلات، أو استخدام وسـائـل نقل أخــرى مثل السكك الحديدية فـي حـال توفرها. هناك دول غنية جداً تستخدم رسوم الطرق وفي الأنفاق الممتدة تحت البحار، وكل هذه الرسوم تستخدم في تطوير هذه الطرق حتى تكون فيها الرحلة سهلة وآمنة، وقد تكون السرعة فيها مرتفعة في بعض مساراتها. الأدوات.. ترَفٌ أم احتياج..؟ تزامن وجود الأدوات مع وجود الإنسان على كوكب الأرض، وسعيه الحثيث إلى توفير احتياجاته المعيشية. ويُعَدُ تطور الأدوات انعكاساً لتطور الفكر الإنساني؛ حيث تطورت الكتابة - على سبيل المثال- بدءاً من التدوين على الألواح الطينية في الحضارة البابلية إلـى الكتابة عبرَ لوحةِ مفاتيح ذكية متصلة بحاسوب يحفظ ما يُكتَبُ آليّاً، وينقله عبر الشبكة العنكبوتية إلى جميع سكان المعمورة الأدوات ضرورة حياتية في جميع العصور، وركائز رئيسة للإنجاز، ومفاتيح لــلــنــجــاح، ومــمــكِــنــات ضـــروريـــة لأداء المـــهـــام، وتـسـيـيـر دفــــة الـحـيـاة اليومية، ومن غير الأدوات يتعذَر على الإنسان القيام بكثير من الأعمال سواء على المستوى الشخصي أم على مستوى بيئة العمل. وفـــي سـيـاق مـتَـصـل، فـــإنَ الأدوات الـرقـمـيـة والتقنية وغيرها تساعد الإنسان على تطوير عاداته العقلية؛ لأنها توفر بيئة محفِزة على التفكير والاستمرارية فـي الـتـطـور، ولأنَــهــا وسيلة لتوسيع آفـــاق المعرفة، ودعم الإبداع والتفكير النقدي، والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة. ولا شـكَ في أنَ الأدوات تتفاوت بالجودة والفاعلية؛ فــــــالأدوات ذات الـــجـــودة الـعـالـيـة تـسـاعـد الإنـــســـان على تقديم أداء متميز وبجودة عالية، إذا ما أحسنَ استخدامها، أمـا الأدوات غير الجيدة فينتج عنها -على الأغـلـب- أداء غير جيد وإن كان المستخدمُ خبيراً. وجديرٌ بالذكر أنَ الأدوات تتنوَع بتنوُع الحاجة إليها؛ فــالأدوات التي يحتاج إليها المحاسب تختلف عن الأدوات التي يحتاج إليها المحامي أو المهندس أو الطبيب، والأدوات التي يحتاج إليها الشاعر تختلف عن الأدوات التي يحتاج إليها الكاتب أو الرسَام. وفـــي ســيــاق مُــتَــصــل، فــــإنَ الإنـــســـان الـحـصـيـف هـــو مـــن يُــعــمِــل عـقـلَـه فـــي معرفة احتياجاته بدقة، ويسعى إلى توفير الأدوات التي تمكِنه من تلبية احتياجاته التي قد تكون كتباً ومراجع، أو برامج تدريبية نوعية، أو حضور ندوات ثقافية وحلقات نقاش في مجال تخصصه الدقيق. ومـهـمـا يـكـن مــن أمـــر، فـــإنَ الـبـشـريـة تعيش الآن عـصـر الأدوات؛ حـيـث تتنافس الشركات والمصانع والمختبرات والمعامل على توفير أدقّ الأدوات التي تجلب الراحة والرفاهية للإنسان؛ مما يسهم في تقليص الجهد البشري، واخـتـصـار الــوقــت، والارتـــقـــاء بـجـودة الأداء، وتـحـسين جـودة الحياة. ومن أهم الأدوات التي توصَل إليها العقل البشري هي الذكاء الاصطناعي الذي أدهش العالم بما يقدمه من خدمات في مجال البحث والكتابة والتأليف وتوفير المـعـلـومـات الـتـي تتعلق بالعلوم الطبية والأدبـيـة والهندسية علاوة على خدمات التصميم والرسم وغير ذلك. ومن جانب آخر، ثمة أدوات معنوية تتعلق بالإنسان نفسه لا تقل أهمية عن نظيرتها المادية، ومنها الصبر والالــــتــــزام والمـــثـــابـــرة ومــجــاهــدة الـنـفـس بُـغـيـة تحقيق الأهـداف المنشودة. ويُضاف إلى ذلك التحلّي باللباقة في التواصل مع الآخرين على المستوى الاجتماعي وعلى مستوى بيئَتي العمل والتعلُم. وخلاصـــة الـقـول: إنَ تـوفُـر الأدوات المُعينة على الإنـجـاز والـتـحـسين واختصار الوقت نعمة عظيمة في عصرنا الراهن، وإنَ استخدامها بفاعليَة وكفاء ة يحتاج إلى معرفة شاملة بخصائص هذه الأدوات ومزاياها وتدريب نوعي على كيفية استخدامها. هل تتخيّل أن عالم الاحتيال المالييتحول إلىوحشرقمي لا يمكن إيقافه عبر مراكز الاتصال؟ في زمن أصبحت فيه التقنيات هي سيد الموقف، وعالمنا ينسج خيوطه بسرعة هائلة مـن الاتــصــالات والتطبيقات الـرقـمـيـة، يظهر نــوع جـديـد مـن المافــيــا الـرقـمـيـة. هـؤلاء المـحـتـالـون لا يقتصرون على عمليات سـرقـة عــابــرة، بـل أصـبـحـوا يمتلكون أدوات وطــرقاً تُعدّ من أخطر الأسلحة في تاريخ الإجـــرام. تحركهم أنظمة منظمة، وتُسخر لهم تقنيات لا يُمكن تصورها، لتنفيذ خدع تبتلع ملايين الدولارات، وتدمر مصداقية وموثوقية المؤسسات، وتزرع الرعب في قلوب الملايين، وتدمر الاقتصاد. هل تعلم أن الأرقام تتحدث، وأن حجم تهديدات المافيا الرقمية يفوق التصور؟ هل تعلم أن التقديرات تشير إلى أن الخسائر العالمية من جرائم الاحتيال السيبراني ؟ أرقام مرعبة تعادل ستة 2025 تريليون دولار أمريكي سنوياً بنهاية 15 ستتجاوز ، مع تزايد مستمر وتطور 2024 أضعاف ميزانية فرنسا وبريطانيا مجتمعتين لعام دائم في الأساليب، ليصبح المشهد أكثر رعباً وأسرع تهديداً. وفي خضم المعركة، تبرز شبكات إجرامية تمتلك مخططات منظمة، ونماذج تجارية فعالة بشكل مذهل. شبكات تدار كأنها شركات كبرى، تستخدم استراتيجيات ذكية، وتحول عمليات الاحتيال إلى صناعة مربحة تتجاوز أرباح أسواق المخدرات المقدرة .2023 لعام UNODC مليارات دولار أمريكي، وفقاً لتقرير 507 و 472 بين ) أن خسائر الاحتيال عبر الإنترنت FBI( ويُظهر تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي ، مع توقعات بازدياد هائلة. والأمر 2023 مليار دولار أمريكي في 10.3 وصلت إلى الأخطر أن المحتالين لم يعودوا يقتصرون على الطرق التقنية التقليدية، بل استغلوا )، لينتجوا مقاطع فيديو Deepfake( الـذكـاء الاصطناعي، وتقنية التزييف العميق وأصوات مزيفة، تُشبه الحقيقة إلى درجة أن التعرف عليها أصبح شبه مستحيل. هل تصدق أن شبكات المافيا الرقمية تستخدم نماذج أعمال منظمة ومحكمة، تتفوق على شركات البيع الكبرى؟ أحد أهم نماذج الأعمال المستخدمة من قبل المحتالين هي مراكز الاتصال الاحتيالية، التي تعمل بشكل منسق، وتروّج لمنتجات وخدمات وهمية، عبر الآتي: • مكالمات هاتفية تستهدف الضحايا بأرقام مـزورة، تبدو كأنها من جهات رسمية أو بنوك معروفة. • رسائل نصية وبريد إلكتروني مـخـادع، تتنقل من جهاز إلـى جهاز، وتُـخـدع من خلالها العقول غير المدربة. ، تُشفر مكانك، وتحجب هويتك، لتمرر عملياتهم بكل أمان. VPN • شبكات • ابتكار أساليب الإقـنـاع والــخــداع، وتطوير سيناريوهات تنطلي على الضحايا بسرعة. والمعروف أن أنشطة هذه المراكز تتمثل في إعـداد فرق مدربة على التلاعب النفسي، ووضـــع خطط محكمة لتحويل الأمــــوال، سـرقـة الـبـيـانـات، أو الابــتــزاز، وكــل ذلــك من خلال قواعد بيانات شخصية ضخمة، وأنظمة اتصال حديثة، وخبراء متمكنين في التلاعب العقلي. كيف تنفذ المافـيـا الرقمية عملياتها؟ ومــا هـي المـــوارد التي يعتمدون عليها لبناء المراكز؟ وتختلف مستويات الأداء لهذه المراكز بناء على المـوارد الرئيسية المتاحة لها والتي تعتمد على الخبرة والقوة المالية، ومن أهمها: • جمع البيانات الشخصية للفئات المستهدفة بطرق متعددة. • بناء قواعد بيانات ضخمة للبيانات الشخصية للفئات المستهدفة. • أنظمة اتصال وبرمجيات لتوجيه المكالمات بشكل آلي وجذاب للفئات المستهدفة. • خبراء في التلاعب النفسي يملكون القدرة على الإقناع. • رصد الأحـداث والمناسبات التي تساعدهم على استهداف فئات محددة في أوقات معينة. كيف ستتحول هذه التهديدات؟ حالياً، يتم العمل على تطوير نماذج تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحيث تكون قادرة على صياغة سيناريوهات ابتكارية وواقعية، وتوظيف تقنيات التزييف العميق لجعلها أكثر إقـنـاعاً. كما يتم استهداف الضحايا المحتملين عبر الاتصال والـــدردشـــة التفاعلية بـاسـتـخـدام الــذكــاء الاصـطـنـاعـي، فـي مـحـاولـة لأتمتة عمليات الهندسة الاجتماعية وجمع البيانات الشخصية بشكل ابتكاري. هل الاستراتيجيات الحالية قادرة على التعامل مع هذا الوحش الرقمي؟ تشير جميع الأحـــداث والتقارير الحديثة إلــى أن الاحـتـيـال المالـــي فـي تطور سريع، ويـحـتـاج لمـواجـهـة مـتـجـددة تـواكـب الـتـطـور التقني. هــذه التحديات الـجـديـدة تؤكد الحاجة إلى استراتيجيات أمنية مرنة ومبتكرة، تعتمد على تطوير استراتيجيات الـــوقـــايـــة، والاســـتـــثـــمـــار فـــي أدوات الــكــشــف المــبــكــر والــتــعــلــم الآلـــــي، وبـــنـــاء تـحـالـفـات استراتيجية مــع الـجـهـات الأمـنـيـة فــي الــــدول الـنـظـيـرة والمــؤســســات المالــيــة الـدولـيـة، وإعادة تشكيل مراكز استقبال البلاغات المختلفة، وتبنّي الوعي المبتكر المستمر لدى المستخدمين، وبناء وحـدات بحثية في الجامعات المختصة. فالحماية من الاحتيال المالــي لن تكون ممكنة إلا إذا تمكنت المؤسسات والأفـــراد من التعامل مع الأساليب الجديدة، وتعزيز دفاعاتهم بشكل دائم لمواجهة هجمات ذكية ومتطورة. الدولة التيكُلِفََت بالعظمة لـيـسـت كـــل الـــــدول تــتــكــوّن مـــن جــغــرافــيــا، فـبـعـضـهـا يُـــصـــاغ مـــن رســـالـــة، وبعضها من اختبارٍ إلهي يضعها في مركز التاريخ لتكون شاهدةً على معنى الثبات وسط العواصف. والمملكة العربية السعودية واحدة من تلك الكيانات النادرة التي لا يمكن تفسير وجـودهـا بمعادلات السياسة وحـدهـا؛ لأن نشأتها لـم تكن فعل توسّعٍ ولا إرثاً استعمارياً، بل كانت حالة نهوضٍ من رحـم الاضطراب إلى رحابة النظام، ومن رمالٍ ممزقة إلى كيانٍ يتكئ على عقيدةٍ واحدة ودستورٍ من السماء. منذ أن أطلّ فجر التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه- والعالم يراقب تجربة مختلفة تماماً: دولة قامت على الشرعية الدينية والسياسية معاً، فجمعت بين ما فرّقته الأمم، ونجحت في أن تجعل من العقيدة مشروع بناء، لا شعاراً يُرفع في المساجد فقط. ولذلك لم يكن غريباً أن تتحوّل المملكة إلى محورٍ عالمي، يُقاس موقف كل دولةٍ من العالم العربي و الإسلامي بمدى قربها أو بعدها من الرياض. لكن كل نهضةٍ عظيمة تُولد معها حاقدين بحجمها، فكما تُنبت الأرض الخصبة سنابلها، تُـثـيـر فــي الــوقــت ذاتـــه غـيـرة الـصـخـور العقيمة من حولها. ولأن السعودية حملت شرف خدمة الحرمين الشريفين، كان من الطبيعي أن تتكاثر حولها أصـوات الحقد والشك، تـارةً باسم الدين، وتــارةً باسم السياسة، وأحياناً باسم «حقوقٍ» يطالب بها من لا يحترم حقّ الله في الحقيقة. إن المـمـلـكـة لــم تـدخـل مـرحـلـة الـبـنـاء مــن فــــراغ، بــل مــن تــاريـــخٍ طـويـل من الاستهداف، ومن محاولاتٍ متكرّرة لزعزعة مكانتها الرمزية في العالم الإسلامي. ومـع ذلـك، فـإن ما يميّز هـذه الـدولـة أنها لا تـرد على أعدائها بالصوت، بل بالإنجازات. تتقدّم خطوةً في الاقتصاد، وخطوتين في الثقافة، وثلاثاً في السياسة، حتى صـار خصومها أســرى لـــردّات فعلٍ دائـمـة، لا يمتلكون فيها زمـام المبادرة ولا حتّى القدرة على الفهم. اليوم، في زمن الرؤية والطموح، تتجلّى الحقيقة بوضوحٍ أكبر: السعودية لم تعد فقط مركز الإسلام، بل أصبحت مركز الـقـرار العالمي الجديد. هي الدولة التي تتحدث بثقةٍ في الملفات الكبرى: من الطاقة إلى السلام، من البيئة إلى الذكاء الاصطناعي، من مستقبل المدن إلى مستقبل الإنسان نفسه. وما يثير دهشة العالم هو أن هذا الصعود المتسارع لم يفقدها جذورها، بل زادها التصاقاً بمرجعيتها الأولى: الكتاب و السنة. فهي لا تـرى في الحداثة تناقضاً مع الإيـمـان، بل استمراراً له في شكل مدنيٍ متقدّم. ولعلّ سـرّ هـذه القوة يكمن في معادلة القدر والطموح، فهي تعرف أن الحسد قدرٌ لا يُلغى، وأن الهجوم ثمنٌ للريادة، لكنها في المقابل تعرف أن التاريخ لا يحفظ إلا من يعمل، وأن من خدم الحرمين الشريفين بحقّ، يخدم الإنسانية كلّها. وهـذا الوعي هو ما جعل المملكة لا تنشغل بالخصومات الصغيرة، بل تصنع حولها فضاءً من المبادرات الكبرى: ، مـــبـــادرات الـــشـــرق الأوســـــط الأخـــضـــر، الــتــحــولات الثقافية 2030 رؤيــــة والفنية، مشاريع النيوم والبحر الأحـمـر، وحتى الــدور الإنساني الذي تمتدّ أذرعه لجميع الأمصار. إن مـن أراد أن يفهم الـسـعـوديـة عليه أن يـــدرك أنـهـا لا تسير على هوى اللحظة، بل على إيقاع الرسالة. ومــن أراد أن يفسّر عظمة موقعها الـجـغـرافـي فعليه أن يـقـرأ تاريخها السياسي، ومن أراد أن يهاجمها فليستعد ليصطدم بثباتٍ لا يلين. فهي لا تُحارب لتُثبت وجودها، بل لتصون معناها، وهذا هو الفرق بين الدول العابرة، والدول التي تُخلّد. قــدَر السعودية أن تظلّ في الواجهة، وقــدَر خصومها أن يظلّوا خلفها يفسّرون نجاحها بتآمرٍ لا وجود له إلا في عقولهم. فالدولة التي جمعت بين الحرمين، والتوحيد، والرؤية، لا تخشى شيئاً؛ لأنها تعرف من أين جاءت وإلى أين تتجه. هي تعرف أن الله إذا شَـرَفَ أرضاً بخدمته، ابتلاها بالعظمة، وأحاطها بالأضداد لتزداد ثباتاً. تلك هي المملكة العربية السعودية: ليست مجرد دولةٍ في التاريخ، بل قدرٌ يمشي فوق الأرضبثقةٍ من السماء مواجهة الاحتيال السيبرانيتتطلب استراتيجيات أمنية مرنة، وتحال اتدولية، واستثماراً في أدوات الكشفوالوعيالتقنيالمستمر.. القط العسيرييزيّن جناح ال ن التراثيفيمعرض«بنان». (واس) رسوم رمزية تُُمكِِّن من طوير البنية التحتية الذكاء الاصطناعي أبرز أدوات العصر الحديث عبداللطيفبن عبدالله آل الشيخ @ALSHAIKH2 الأحد ، م 2025 نوفمبر 16 هـ 1447 جمادىالأولى 25 21328 السنة الثامنة والستون العدد مختصفيالأدلة الجنائية الرقمية @Dr_Almorjan عبدالرزاق بن عبدالعزيز المرجان
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==