Okaz

07 الرأي الخميس م، 2025 نوفمبر 27 هـ 1447 جمادىالآخرة 6 21339 السنة الثامنة والستون العدد د. عليمحمد الحازمي كاتبسعودي سلطان السعد القحطاني كاتبسعودي @SultanAlsaadQ nyamanie@hotmail.com نجيبعصام يماني كاتبسعودي الأمل جسر من نور يمتد بين قلب متعب وغدٍ لم يأت بعد @massaaed محمد الساعد كاتبسعودي @Alhazmi_A القيصر كان يريدكم أن تسمعوه.. اسمعوووه! يكشف التبدّّل الأخير في الموقف الأمريكي تجاه الحرب الروسية - الأوكــرانــيــة لـحـظـةً واقـعـيـةً سـيـاسـيـةً نـــــادرةًً، لحظة تـــ رك فيها واشنطن – ولو متأخر – طبيعة ال ول الكبرى، وحجم نفوذها، وعـمـق مصالحها الاستراتيجية. فما استوعبه دونــالــ ترمب، على خلاف معظم قـاد أوروبــا، هو أن موسكو لن تقبل بأي حـــال مــن الأحــــوال أن يستمر تـمـ د حـلـف الـنـاتـو إلـى ح ودها المباشر . فح ود الأمن القومي الروسي، كـمـا يــراهــا الـرئـيـس فلاديـمـيـر بــــوتين، خطوط حمراء لا يمكن المساس بها، خطوط سي افع عنها بالح ي والنار، دون تردد أو حسابات تجميلية. الـــ ول الكبرى لا تتعامل مـع أمنها القومي كـــوجـــهـــة نــــظــــر، بـــــل كــــقــــانــــون كــــونــــي ثـــابـــت. والــــتــــاريــــخ الـــطـــويـــل لــــلــــعلاقــــات بين مــوســكــو وواشنطن يكشف أن الخلاف والص ام لا يمنعان العقلانية مـن الظهور حين تقتضي الــضــرور ذلـك. فلكل منهما مـجـالات نفوذ وحـــ وداً استراتيجية لا يمكن السماح بتجاوزها. ومـا إن تتجاوز حركة سياسية أو عسكرية الحدّّ المتفق عليه ضمنياً، حتى تصبح إعلان حرب ق تت حرج إلى ما لا يمكن توقّعه. ولعلّ أبرز مثال على ذلك ما ح ث خلال أزمة الصواريخ الكوبية . فـــي تــلــك الــلــحــظــات الــتــي كــان 1962 عــــام فيها الـعـالـم يحبس أنفاسه خشية خطأ واح يحوّل الكوكب إلى رماد، حافظ الرئيس الأمـريـكـي جــون كيني ي ونـظـيـره السوفيتي على قـنـا تواصل مفتوحة، يتبادلان من خلالها المعلومات حول أماكن الصواريخ وتحركاتها. لق أدرك الطرفان أن تجاوز الح ود الاستراتيجية الكبرى ليس خياراً، وأن الحفاظ على تـوازن الرعب ضرور وجودية لا مجال للمغامر فيها. اليوم يب و أن التاريخ يعي نفسه بصور ج ي . فخطة ترمب، أو ما يُنسب إليه من توجّه لإعاد تقييم ال ور الأمريكي في الحرب الأوكرانية، تـعـكـس اســتــيــعــاباً لـتـلـك الـحـقـيـقـة الـقـ يـمـة: هـنـاك حـــ ود لا يمكن لــلــ ول الـكـبـرى القفز فوقها في تعاملها مع بعضها البعض. أي تهاون في فهم هـذه المعادلة ق يجر العالم إلى نزاع أكبر بكثير مما نراه اليوم، خصوصاً في حقبة العولمة حيث باتت «العطسة الشرقية تــمــرض أهـــل الـــغـــرب»، كـمـا أثـبـتـت جـائـحـة كــورونــا عن ما هزّت كوكباً بأكمله انطلاقاً من بؤر صغير . وإذا لم تُستوعَب المصالح الروسية على نحو واقعي، فق يستيقظ في داخل «القيصر» جرح الاتحاد السوفيتي الق يم، ويرى نفسه مــ فــوعاً – أو مضطراً – إلــى اسـتـعـاد مـا يـــراه حـــ وداً تاريخية ل ولته. بـوتين، كما يب و، لا يزال يحمل جرح انهيار الاتحاد السوفيتي في قلبه. وهو جرح لم ين مل، ولن يسمح – من وجهة نظره – بأن يتكرر خطأ التاريخ مرتين، مهما كلّف ذلك من أثمان. ولذلك.. كان يري كم أن تسمعوه. اسمعوووه. الدول الكبرى تتعامل مع أمنها القوميكقانون كوني ثابت العقيدة السعودية.. تتصدّىلحسابات بألفوجه..! م، وقعت انـفـجـارات ضخمة هــزّت ليل 2003 مايو 12 فـي منتصف ليل الـريـاض الآمــن إثـر قيام عـ د مـن الإرهــابــيين باسته اف ثلاثــة مجمعات سكنية بسيارات مفخخة في وقت متزامن، وقعت التفجيرات في مجمعات سكنية م نية يسكنها سعوديون وأجانب، منهم أمريكيون وأوروبيون، وهـي على التوالي «مجمع در الـجـ اول، مجمع الحمراء ومجمع شركة فينيل». م، كانت تسته ف الوجود 2006 التفجيرات وما تلاها طوال ثلاثة أعوام الــســعــودي، لـقـ اســتــطــاع «أعـــــ اء وأعـــ قـــاء» المـمـلـكـة اخـــتـــراق مجموعات مح ود من الشباب واستخ امهم لاسته اف المملكة التي بقيت عصية عليهم طوال عقود، فما كان منهم إلا القيام بعمليات عسكرية داخل الم ن السعودية. اليوم ومع تغيّر أساليب الحروب انتقل الأع اء من تفجير الم ن إلى تفجير الـعـقـول والـتـحـريـض وتشكيك المــواطــنين فـي قيادتهم ومـحـاولـة الفصل بينهم، إنـه أحـ عناصر الجيل الخامس من الـحـروب، التي تعتم على التكنولوجيا في استه اف ال ول. وبلا أي شك فإن انكشاف مواقع الحسابات المعادية، التي استمرت على مـــ ى ســنــوات تـسـتـهـ ف المـمـلـكـة وقـيـادتـهـا وشـعـبـهـا ووجـــودهـــا وإرثـهـا الحضاري، لا يقل بشاعة عن عمليات التفجير التي قـام بها إرهابيون في الم ن السعودية، فجميعها عمليات ترهيب، وتشويه، وقتل، واغتيال سمعة. لم تكن تلك التفجيرات عملاً فردياً، وكذلك الحملات الممنهجة على منصات وحتى اليوم- ليست فردية، بل انخرطت فيها 2011 التواصل – منذ العام دول، وأجـهـز اسـتـخـبـارات، وتنظيمات، وخـونـة، اجتمعوا على كراهية السعودية والعمل على تجريف مكانتها أو إزاحتها إن أمكن، وهو ما تكرر منذ قصف الم ن السعودية في الستينات وحملات الإذاعات الموجهة، إلى توظيف منصات التواصل لخلخلة البنية الاجتماعية وإشعال الفتن بين الشعوب ومحاولة عزل السعودية والسعوديين في دائر نمطية مشوّهة داخل الإقليم العربي. وهـــو أمـــر لا يمكن تصنيفه كمماحكات أو خلافــــات فــي مـلـفـات، بــل هي حــروب أشـ ضـــراو مـن الـحـروب التقلي ية، وكـل دولــة عــ و فـي الإقليم تعجز عن التأثير، تكمل دورها دولة أخرى في استه اف المملكة. لا ب من الإقرار أن أع اء ال ولة السعودية لن يتزحزحوا عن محاولاتهم استه اف المملكة العربية السعودية – وجوداً، وقياد ، وشعباً-، ولذلك فإن بناء «استراتيجية دفاع مستمر » تستن على ما يمكن تسميته بـ «العقي الـسـعـوديـة»، سيبقى أولــويــة دائـمـة للتص ي لـلـحـروب وحـــملات تشويه السمعة الموجهة للسعودية، الـتـي بــ أت منذ الـ ولـة الأولـــى ومشروعها الإصلاحـــــي الــفــكــري، مــــروراً بـالـتـجـنّـي عـلـى المـلـك عـبـ الـعـزيـز ومـشـروعـه الوح وي التنموي، وصولاً إلى الحملات الممنهجة الممت لليوم. هذا الأمر وأقص هنا التزوير والاتهام والحروب المباشر وغير المباشر م وحـتـى 1727 المــوجــهــة ضـــ الـــــبلاد الــســعــوديــة، لـــم تـتـوقـف مـنـذ الـــعـــام اليوم، انخرطت فيه دول وحكومات وأحـزاب وتنظيمات وتيارات عربية وإسلاموية وعلمانية ويسارية، لأسباب ع ابحثها فيما يلي: أولاً: كراهية المشروع العربي الذي تمثّله السعودية في شكله «النقي»، وهو امت اد للمشروع العربي الذي قوّض الإمبراطوريات الفارسية والرومانية ومخلفاتها المتجذر في وجــ ان الكثير من أبناء الجغرافيا التي كانت ترزح تحت الاحتلال الفارسي والروماني، والتي ظهرت كمشاعر شعوبية مـنـذ الــخلافــة الأمـــويـــة، ونـجـ هـا الــيــوم فــي الـسـيـاسـات والـــحـــملات مهما تخفّت وراء أرديةٍ أخرى. ثانياً: كراهية للإسلام في شكله «السلفي النقي» الذي أطلق العقل وأبقاه «عربياً» خالصاً كما نزل في مكة والم ينة، بعي اً عن المذاهب التي اختلطت بثقافات ق يمة من بكتاشية وصفوية وفاطمية! ثالثاً: كراهية للمكانة التي اُختُصََّ بها السعوديون من خ مة للحرمين الشريفين، والـثـروات التي وهبها الله للبلاد التي تجلّت فيها العبقرية «الب وية» بتوظيفها لخ مة الــبلاد والعباد فيما فشلوا فيه، فـضلاً عن الحجم الجغرافي للمملكة الذي يحسّون أمامه بأنهم صغار جغرافيّاً. رابعاً: وقوفهم ض التراث العربي الأصيل والحقيقي المتجذر في الأقاليم الـسـعـوديـة، وصـ مـتـهـم مــن الإرث المـتـنـوع الـــضـــارب عـمـيـقاً بين القبائل والأســـــر، الــــذي يـظـهـر جــلــياً فـــي الـــتـــراث الإنــســانــي الــســعــودي فـــي قهوته وطعامه وطرازه العمراني وقصائ ه ورقصاته الشعبية.. إلخ. خــامــساً: فشلهم الــذريــع وعـلـى مـــ ى عـقـود فــي فــك الارتـــبـــاط الـوثـيـق بين القبائل والأســـر الـسـعـوديـة، والأســــر الـحـاكـمـة، فــالــولاء والالـتـفـاف حول ال ولة حمى المملكة العربية السعودية في كثير من الأحـ اث والمؤامرات الجسام. ســــــادساً: مــحــاولــة الــوقــيــعــة بين الـــ ولـــة الــســعــوديــة والــــولايــــات المـتـحـ الأمريكية –الحليف الأبرز-، وهو ما أشار إليه ولي العه السعودي خلال زيارته الأخير لواشنطن، عن سؤاله عن قيام تنظيم القاع الإرهابي بهجمات الحادي عشر من سبتمبر. ســـابـــعاً: الانـــخـــراط فــي مـشـاريـع تعطيل الـنـجـاحـات والــقــفــزات التنموية والاقتصادية والتكنولوجية التي تستلهم قيماً وإرثاً حضاريّاً موغلاً في التاريخ، وعلى شباب متعلم ونابه من أبناء الأقاليم السعودية. ولذلك كله سيبقى من يمكن تسميتهم بـ (الأع قاء) يعملون ليل نهار على استه اف السعودية وقيادتها وشعبها، ومحاولة شيطنتهم واغتيالهم معنوياً، خوفاً من بروز شخصية المملكة وتفوقها حضاريّاً. إن ق ر هذه الـبلاد أن تبقى دائـماً مستنفر لل فاع عن مكتسباتها وعن وجودها، فأي غفلة مع هذا الكم الهائل من الأع اء والاسته اف ق تلحق بها الـضـرر، وهـي في الوقت نفسه ميز من حيث لا يري خصومها، إذ ت فع «الأمة السعودية» للتلاحم ال ائم حفاظاً على بلادهم ومكتسباتهم. بناء «استراتيجية دفاعمستمرة» تستند علىما يمكن تسميته بـ «العقيدة السعودية»،سيبقىأولوية للتصديلحملاتتشويه السمعة الموجهة للسعودية الزيارة التيأكّدتمسار المستقبل..! في الوقت الذي يشه فيه الاقتصاد العالمي واحـــــــ مــــن أكـــثـــر مـــراحـــلـــه ضــبــابــيــة خلال السنوات الأخير ، تؤك السعودية تحركها فــي مـسـار مختلف تـــمـــاماً. فبينما تنكمش التوقّعات في العواصم الاقتصادية الكبرى، وتتصاع مخاوف الركود، وتستمر أسعار الفائ المرتفعة في إضعافشهية الاستثمار حـــــول الـــعـــالـــم، يـــبـــرز الاقـــتـــصـــاد الـــســـعـــودي كـحـالـة منفصلة عــن الـسـيـاق الـــ ولـــي، حالة تتقدّّم بينما يتراجع الآخرون، وتبني بينما تـتـردد دول كثير فـي اتـخـاذ الــقــرار. العالم اليوم يعيش دور تباطؤ واضحة؛ التجار الـ ولـيـة تفق زخمها، أسـعـار الطاقة تتأثر بضعف الـطـلـب الـصـنـاعـي، الأســــواق المالـيـة تــعــيــش حــســاســيــة كـــبـــيـــر تـــجـــاه أي تــغــيّــر فــي سـيـاسـات الــفــائــ ، وحـتـى الاقــتــصــادات الــكــبــرى الـــتـــي كـــانـــت تُـــعـــرف بــقــ رتــهــا على امتصاص الص مات باتت تبحث عن حلول تبقيها فوق خط النمو على أقل تق ير. ومع ذلــــك، تـخـطـو المـمـلـكـة فـــي لـحـظـة اقـتـصـاديـة أكثر اتساعاً من أي وقت مضى، ليس لأنها محصّنة من التباطؤ العالمي، وإنما كونها تــبــنــي اقــــتــــصــــاداً لا يــعــتــمــ عـــلـــى الـــظـــروف الخارجية بق ر اعتماده على مشروع تحوّل داخلي عميق. مــنــذ ســـنـــوات، تـتـجـه الــســعــوديــة نــحــو إعــــاد تشكيل اقتصادها جـــذرياً، بعي اً عـن دورات النفط التقلي ية، وبعي اً عن قـراء الاقتصاد من منظور موسمي أو ظرفي. الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير الصناعات، وتوسيع قطاع اللوجستيات، ودخول مجالات التقنية، والـــــذكـــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي، والـــطـــاقـــة الــنــظــيــفــة، كــلــهــا خـــطـــوات تــشــيــر إلــــى أن المــمــلــكــة تسير وفـق نموذج اقتصادي ج ي تـمـاماً؛ نموذج يراهن على المستقبل، لا على تقلبات الأسواق الآنية. هذا النموذج هو ما يفسر ق رتها على التحرك بثقة بينما تتباطأ حركة الاقتصاد العالمي. بعي اً عن تحسّن الظروف الاقتصادية الـعـالمـيـة يصنع الاقـتـصـاد الـسـعـودي ظـروفـه الـخـاصـة. لا ينتظر تــراجــع الـفـائـ كــي يب أ الاسـتـثـمـار، ولا يـربـط نـمـوه بــمــزاج الأســـواق ال ولية، بل يقوم على رؤية أوسع من دورات الاقتصاد التقلي ية. فــــي قـــلـــب هـــــذا الــــتــــحــــوّل، جــــــاءت زيـــــــار ولـــي العه الأمـيـر محم بـن سلمان الأخـيـر إلى الـــولايـــات المـتـحـ لتضيف بـعـ اً أكـثـر عمقاً لـهـذا المـشـهـ . الــزيــار كـانـت امــتــ اداً طبيعياً لاقتصاد سعودي يتحوّل من اقتصاد يعتم عـلـى سـلـعـة واحـــــ إلـــى اقــتــصــاد يــقــوم على الابـــتـــكـــار والـــشـــراكـــات الـتـقـنـيـة والاســتــثــمــار الــــنــــوعــــي، وهــــنــــا تــــخــــرج مـــــن كـــونـــهـــا حـــــ ثاً سياسياً أو بروتوكولياً. العالم يناقش اليوم كيفية الـــخـــروج مــن مـرحـلـة الـتـبـاطـؤ، بينما كــانــت الـــريـــاض فـــي واشــنــطــن تـبـحـث كيفية قياد المرحلة القادمة من الاقتصاد العالمي، من خلال اتفاقات تمت إلـى قطاعات الذكاء الاصطناعي، والطاقة الج ي ، والصناعات الــ فــاعــيــة، والاقـــتـــصـــاد الــرقــمــي، والـتـقـنـيـات الحيوية، وهي القطاعات ذاتها التي ستحدّّد شـكـل المـنـافـسـة الاقــتــصــاديــة خلال الـعـقـ يـن الـقـادمين. بهذا المعنى، حملت الزيار رسالة واضـــحـــة: إن الــشــراكــة الــســعــوديــة الأمـريـكـيـة تـنـتـقـل مـــن علاقــــة طــاقــة تـقـلـيـ يـة إلـــى علاقـــة تــكــنــولــوجــيــة واســـتـــثـــمـــاريـــة عـــالـــيـــة الــقــيــمــة، علاقـــــة تـعـكـس طـــمـــوحاً اقـــتـــصـــادياً يـتـجـاوز اللحظة الـراهـنـة إلـــى مــا بـعـ هـا. زيــــار ولـي العه الأخـيـر لـلـولايـات المتح دلـيـل على أن المملكة تتحرك الـيـوم استجابةً وصناعة لــلــواقــع الــحــالــي والمـسـتـقـبـلـي مـــــعاً. مـــن يـقـرأ بين السطور لتلك الـزيـار سيشعر لوهلة أن الرسالة كانت واضحة للعالم أجمع، وهي أن الاقتصاد السعودي لا يبحث عـن مكانه في خريطة العالم فقط، وإنما يسعى ليكون أح الــذيــن يـرسـمـون تـلـك الـخـريـطـة فــي الـسـنـوات القادمة. إن الــــربــــط بين هـــــذا الــــتــــحــــوّل وبين تــبــاطــؤ الاقـتـصـاد الـعـالمـي يكشف الــفــارق الكبير في طــريــقــة تـفـكـيـر المــمــلــكــة. فـبـيـنـمـا تـــتـــردد دول كثير فـي اتـخـاذ خـطـوات جريئة خلال فتر التباطؤ، تتحرك السعودية بطريقة معاكسة؛ تــوســع اســتــثــمــاراتــهــا، تـبـنـي قـــ راتـــهـــا، تعق شراكات استراتيجية، وت خل مجالات ج ي لا تــــزال حـتـى الــــ ول المـتـقـ مـة تـتـعـامـل معها بحذر. هذه ليست مجرد قراء متفائلة، فهذا واقــــع تـــؤكـــ ه مـــؤشـــرات الــنــمــو، والاســتــثــمــار، والـبـنـيـة التحتية، وقــــ ر المملكة عـلـى جـذب شركات عالمية إلى الرياض في توقيت تتراجع فيه حركة الاستثمار ال ولي. مسير الشمس.. خطاب الأملفيزمن العتمة..! الأمــل، ذاك الخيط الرفيع الــذي يت لى مـن السماء، يمسك بـه الإنـسـان في لحظات العتمة، فيتعلق به كما يتعلق الغريق بخشبة نجا . هو ليس مجرد شعور عابر، بل هو سرّ الحيا نفسها، والنور الذي يتسلل عبر شقوق الج ار مهما طال الليل. الأمل ليس فكر عابر ولا وهجاً قصير العمر، بل هو النبض الذي يُبقي القلب حيّاً حين يطول الصمت، وهو الزهر التي تنمو على أطراف الصخر لتعلن أن الحيا أقوى من كل انكسار. الأمل أن تصدّّق أن الشمس، مهما غابت، عائ من ج ي ، وأن العمر مهما شاخت أيامه، سيزهر في ربيع آخر. هكذا غنّت نجا الصغير ، بصوتها الموشّى بالشجن، وصوتها المضمّخ بــالــحــنين، فـأيـقـظـت فــي الأرواح عــطــشاً لـلـضـيـاء، وكـأنـهـا تـحـمـل وجـــ ان الإنسانية كلها في حنجرتها. كلمات الأبنودي انسكبت من صوتها كج ول رقراق، لتصبح الأغنية أكثر من لحن، بل مـرآ لـروح تتشبث بالضياء بع العواصف كابتهال معلّق بين السماء والأرض، ترتله نجا كما لو أنها تبث وجع المحبين جميعاً، تسكب في قلوبهم وع اً لا يخلف. «مسير الشمس من تاني. تنوّر فوق سنين عمري. وتصبح غنوتي تاني من تاني وترجع فرحتي في ص ري وبكر وردتي تطرح فى يوم ما تعود مع النسمة» الأمل في قصي الأبنودي ليس مجرد انتظار سلبي لحبيب غائب، بل هو ثور داخلية ض اليأس والإحباط وقهر الانتظار. نـجـا الـصـغـيـر ، بصوتها الـحـالـم، جعلت مـن الانـتـظـار سـفـراً روحــانــياً، ومشواراً ممت اً على جسر من الصبر. كأنها تقول إن الله يعوّض العاشق، ويعي للأرواح المرهقة فرحتها في اللحظة التي لا يتوقعها القلب، ولهذا تردد بص ق: «وبكر وردتي تطرح... في يوم ما تعود مع النسمة حبيبي بكر راح أفرح وأتعجب على القسمة». وللأمــــل وجـــوه مـتـعـ د هــو رجـــاء المـحـب فــي لـقـاء مــن ابـتـعـ ، وهـــو يـقين المظلوم بع ل الله، وهو انتظار الفجر بع الليل. ق يطول غياب الغائب، وق يثقل الهم الروح ويُرهق الخطوات، لكن هناك يقين داخلي يهمس: «سنة سنتين تغيب عني... لكن تهرب من الشوق فين. وأنا لو ناري تتعبني. راح أتحمّل سنة واتنين». فلسفة عميقة تؤك أن ع ل الله أكبر من قسمة البشر، وأن ما يظنه الإنسان خسار ق يكون ب اية لرحمة، وما يب و ظلاماً ق يكون تمهي اً لشروق ج ي . «لح ما ترجع الأيام. عليها شمس مش بتنام». أحسنت نجا وهي تحرك الخواطر بهذا المزج الب يع بين الحزن والأمل، بين الانكسار والنهضة، حتى أصبح صوتها هو صوت الحب نفسه، وأصبح العاشق يشعر أن الصبر ليس مرار ، بل هو درب مُعطّر باليقين، فالانتظار ليس مجرد وقت ضائع بل هو رحلة إيمان، ففي كل غياب بذر حضور، وفي كل جرح وعدٌٌ بالشفاء، وفي كل دمعة غيثٌ من الرجاء. فالأمل، ليس وع اً بغدٍٍ وردي فقط، بل هو إيمان بأن العطاء الإلهي أوسع من ح ود العيون، وأن التعجّب من القسمة لا يعني رفضها، بل إدراك أن وراءها حكمة لا ت ُرك إلا حين يسكب الربيع الأخضر نوره في القلب فالأمل ليس وع اً مـؤجلاً، بل هو حيا تُعاش، وقو تنبض في العروق، وجسر من نور يمت بين قلبٍ متعب وغدٍٍ لم يأت بع . «ومسير الحب حيجيبك». «بيت الهروب» يقدّمتجربة تفاعلية تعرّفالزوّار بقصصالماضيوأسرار البلدة القديمة فيالعُلا. (واس) الأمل ليسفكرة عابرة ولا وهجاً قصير العمر، بلهو النبضالذييُبقيالقلبحيّا حين يطول الصمت

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==