الثقافة 11 Weekly الأسبوعية بدائل «كلاسيكية» أم امتدادٌ نمطي بصورة أكثر حيوية ؟ @alma33e ) عليفايع (أبها تزايدت أعداد وأنشطة بيوت الثقافة حدّ اعتقاد المتابعين للمشهد الثقافيفيالسعودية، أنّها البديل الأمثل عن الأندية الأدبية وعنفروع جمعية الثقافة والفنون، وفيظلّ الاهتمام الملحوظ، علىمستوىبنيتها التحتية والتجهيزاتفيمقار بيوت الثقافة التياُفتتحت، إلاّ أن هناكحواراً تفاعلياً بينشرائح ثقافية؛ عنماهيّة وهويّة المؤسسات الأحدثوجمعياتها العمومية وصلاحية المجالس، ويتساءل النخبعنها؛ هل غدت بيوت الثقافة والجمعيات بديلاً لمؤسساتكلاسيكية عريقة قامت بدورها الثقافيوالأدبيعلىقدر استطاعتها ومساحةظروفها، أم أنها امتدادطبيعي، ربما يوقعفينمطية المحاكاة؟ بيوت الثقافة وجمعيات الأدب المهنية.. ي الطائف التشكيلي فيصل الخديدي أن � رأي؛ فيرى مدير جمعية الثقافة والفنون ف �� ن ذوي ال � دد م � رأي ع �� وهنا استنارة ب داد الزمني ارتقى بها لتصبح بيت � ت � جمعية الثقافة والفنون منظمة ثقافية غير ربحية فاق عمرها الخمسين عاماً، والام خبرة في المجالات التي تشرف عليها من فنون مسرحية وأدائية وسينمائية وفنون بصرية وموسيقية وأدبية. وأضاف: كانت الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة متنفساً وحاضنة للمثقفين والفنانين بمختلف أجيالهم وتطلعاتهم، ولا يزال لما هو قائم منها الفضل الكبير في رعاية المبدعين في الفنون والثقافة المحلية، وخرجت من عباء تها وساهمت بشكل كبير في تشكيل هوية وملامح الفنون السعودية؛ وعلى الرغم من كل العقبات التي تجاوزتها وتتجاوزها تبقى مظلة مهمة لا غنى عنها، وتغييبها أو غيابها لا يخدم ي في �� ال �� غ �� ا ال � ن � ن � ذي يعيشه وط ��� ي ال �� ن �� ف �� ي وال � اف � ق � ث � اح ال �� ت �� ف �� راك والان �� ح �� ال المجالات الثقافية والفنية، مؤكداً أنّ مرتكزات جودة الحياة جعلت الجمعية بجميع فروعها تستعجل المواءمة وتحقيق أعلى معايير الحوكمة لتكون نابضة بفاعلية؛ مع الجمعيات الأدبية التي لا يتعارض حضورها مع حضور غيرها من المؤسسات وبيوت الثقافة؛ كون لكلّ دوره، وثقافتنا تستحق فتح المجال لمزيد من المؤسسات وفق تنظيم واضح ومحدد بلوائح وتوصيف ع مشرف �� واق �� ع ل � ي � م � ج � ود ال � ه � ج � ول ب �� وص �� ات يضمن ال � م � ه � م ومستقبل مشرق لثقافة المجتمع، ويسجل حضوراً عالمياً مبهراً بهوية سعودية. فيما أوضح مدير جمعية الثقافة والفنون في أبها أحمد السروي أنّ تكامل العمل بين المؤسسات الثقافية لخدمة الحراك الثقافي والفني مهمّ وهو أحد الأهداف الأساسية روي أنّ ��� س ��� د ال ��� ؤك ��� ة. وي �� اف �� ق �� ث �� ا وزارة ال �� ه �� ي �� ى إل � ع � س � ي ت �� ت �� ال استضافة الفعاليات الثقافية والفنية في بيوت الثقافة تُعد خطوة جيدة، ولعلّ من أهدافها الوصول إلى شرائح أوسع الجهات، وتعزيز حضور � ع المهمات ب � وزي � ن المجتمع وت � م الجهات � رات ب �� ب �� خ �� ادل ال �� ب �� ا ت �� م �� ي ورب � ن � ف � ي وال � اف � ق � ث � ل ال � م � ع � ال الفاعلة. لكنّ السروي لا يرى أنّ بيوت الثقافة بديل عن مؤسسات ثقافية عريقة كجمعيات الثقافة والفنون؛ لأنّ الطرح في هذه الحالة ال: إنّ الجمعيات تمتلك خبرة طويلة في �� روي ق � س � لا يكون دقيقاً. ال العمل الفني تخطيطاً وتنفيذاً وإنتاجاً وتُعد بحكم تخصصها وتراكم تجاربها وتاريخها الممتد لنحو نصف قرن أحد أبرز الكيانات التي أدت دوراً محورياً في دعم العمل الثقافي والفني، ومأسسته، وتطوير ممارساته وتفعيله ي جمعيات �� ل ف � م � ع � اق ال � ط � ى أنّ ن �� ة إل �� اف �� ه، إض � ي � ارس � م � ات م �� اه �� ج �� ه وات � ال � ك � بمختلف أش ل برامج تدريبية � ع، إذ ساهمت في تطوير الممارسات الفنية من خ �� الثقافة والفنون أوس فنية ومشاريع مبتكرة مع جهات ذات صلة وتنظيم معارض وفعاليات تعزز التنوع الثقافي، كما تمتاز بمرونتها وقدرتها على التفاعل مع مختلف توجهات الممارسين. ولفت السروي إلى أنّ هناك تحديات تواجه جمعيات الثقافة والفنون وفي مقدمتها ضعف الموارد المالية وغياب المقرات الدائمة، هذه المعوقات أدّت إلى تراجع كبير في حضورها، مما أثّر سلباً في قدرتها على تنفيذ البرامج والفعاليات النوعية التي اعتادت تقديمها، وبالتالي فإنّ دعم هذه الجمعيات وإيجاد مقرات ثابتة لها تتوافر فيها البيئة المناسبة للفنان خيارات مهمة من شأنها الارتقاء بجودة المنتج الفني وتمكينها بالتوازي مع الدور الذي تقدمه بيوت الثقافة، وكلّ هذا سيسهم في بناء مشهد ثقافي متكامل تتوزع فيه الأدوار بوضوح وتكامل ويُعزز المسار نحو تنمية ثقافية شاملة ومستدامة. وعدّ الإعلامي سعيد جندب بيوت الثقافة في شكلها الحالي أكثر أناقة من المكتبات العامة بلمسات فنية، وإن كانت رؤيتها ا العائد منها للمثقف � اذا تقدم بيوت الثقافة للمثقف والباحث؟ وم �� اءل جندب: م � س � وبرامجها لم تتضح بعد للمهتم، وت ذي قامت به منذ سنوات الأندية الأدبية وجمعية الثقافة � واء مكافأة أنشطة أو دور في نشر الإنتاج ال � س والفنون؟! وذهب إلى أنّ ما ظهر له لا يعدو كونه تزييناً لواقع جميل، وإضافة لمسات أخاذة دون قواعد تنظيمية واضحة، لافتاً إلى أنه لم يطّلع على أسماء مديري بيوت الثقافة إلا أنه لا يستبعد أنهم ليسوا من أصحاب التجارب الأدبية والثقافية والفنية، ويخشى أن يكون المنتج أقل من الطموحات بل ومعدوم الأهلية للوصول لذائقة الملتقي. وأضاف: بيت الثقافة مكانه المناسب في عمق المدن أو بالقرب من جامعة أو جهات سياحية ليكون وجهة وليس في داخل محافظة كما هو شأن بيت الثقافة في منطقة عسير، الذي تم إنشاؤه في أطراف محافظة كم. 45 أحد رفيدة ويبعد عن عاصمة المنطقة أبها روع جمعية الثقافة ���� ة وف �� ي �� ة الأدب �� دي �� ى أنّ الأن �� دب إل � ن � ت ج � ف � ول ذا ما فشلت فيه � والفنون كانت جاذبة وداعمة ومتفاعلة وه بيوت الثقافة إلى الآن! ويؤكد القاصحسين بنصبح أن بيوت الثقافة ليست بديلاً ة أو جمعيات الثقافة والفنون، إذ � ي � مباشراً للأندية الأدب لكل مؤسسة من هذه المؤسسات طابعها الخاصومسارها التاريخي والجمهور الذي اعتاد على حضور فعالياتها ومتابعة إنتاجها. وأضاف: الأندية الأدبية نشأت لتكون ر عقود �� ب �� ت ع �� م �� ه �� اد، وأس ��� ق ��� ن ��� اب وال ���ّ ت ��� ك ��� اء وال ��� دب � ل � اً ل � ت � ي � ب ل الأمسيات � ن خ � ي وتوثيقه م ��� ي تكوين المشهد الأدب � ف ة، كما � ص � ص � خ � ت � ت الم � ل � ج ��� ب والم �� ت �� ك �� دار ال ����� دوات وإص ��� ن ��� وال تميزت بالملتقيات النوعية مثل ملتقى النص، وهذا الدور المتجذر يصعب أن يتكرر في مؤسسة جديدة تختلف في طبيعتها وأهدافها، مشيراً إلى أن جمعيات الثقافة والفنون رح وموسيقى � س � ن م �� ة الفنية م � ط � ش � الأن � اً ب � اق � ص � ت � ر ال � ث � ت أك � ان � ك ون تشكيلية وتصوير فوتوغرافي وسينما، وخلقت بيئة � ن � وف حاضنة للمواهب الشابة ووفرت لهم منصات للعرض والتجريب والتدريب. ويرى أنها استقطبت جمهوراً يتذوق الفنون ويبحث عن فضاء واسع للتعبير والإبداع، ومن ثم فإن مسارها لا يلتقي بالضرورة مع المسار الأدبي للأندية، ولا مع الإطار الشعبي المفتوح لبيوت الثقافة. ولفت ابن صبح أنّ بيوت الثقافة تأتي عادة بصيغة أكثر مرونة وشمولية، فهي فضاء ات عامة تستقطب شرائح واسعة من المجتمع، وتقدّم الثقافة بوصفها ممارسة يومية مرتبطة بالحياة، لا نشاطاً نخبوياً أو فنياً متخصصاً، وهي أقرب لأن تكون منصات للتثقيف المجتمعي، عبر محاضرات عامة، وأنشطة تعريفية بالفنون والآداب. كذلك فهي تستقطب ذي صنعته الأندية الأدبية، بهذا � راغ، فالمقاهي الأدبية كسرت حاجز الهيبة ال � الأدب لقضاء وقت ف � غير المهتمين ب اف: من الخطأ أن نتوقع أن تحل بيوت الثقافة أو المقاهي محل � المعنى فهي تكمل المشهد ولا تُلغي مكوّناته السابقة. وأض الأندية الأدبية أو جمعيات الثقافة والفنون، لأن لكل مؤسسة جمهوراً وذاكرة وتجربة ممتدة لا يمكن نسخها أو تجاوزها اء والباحثين، الجمعيات فضاء ات الفنون وأصحاب المواهب، وبيوت الثقافة والمقاهي �� بسهولة. فالأندية كانت ملاذ الأدب مساحة للتقريب بين الثقافة والمجتمع. ولفت إلى أن التلاقي بينها يثري المشهد ويجعله أكثر تنوعاً وشمولاً، ليجد كل فرد مكانه الطبيعي الذي ينسجم مع اهتماماته وتطلعاته. صالح الصالح ينافح عنقضايا عروبته باللغة الثائرة @Al_ARobai ) عليالرباعي(الباحة اؤلات، شأن �� س �� ت �� زان وال ���� ة، تثير الأح �� ي �� اً دام �� داث �� رات أح � ي � ام � ك � ا تنقل ال � م � رب القصائد والكلمات، إلا أن العبارات أقوى وأخلد من الصور، التي م المجاني الذي � ك � ن ال �� ا، وم � ه � وال � أه � يمحو بعضها بعضاً ب يلفت انتباه الآخرين إلى القائل دون اهتمام بالحدث. وفي مجموعته الشعرية الأحدث «لا إلى أُمهات أُخَر» يتناول الشاعر صالح بن عبدالرحمن الصالح جملةً من مآسي الفلسطينيين والعرب ومتاعبهم، في ظل شراسة وتغوّل إسرائيل، وفظاعة مجازرها بحق أبرياء عُزّل. وكأنّ _أبو دينا) يؤمّل أن ترفد قصائده الهمم فلا تفتر، فتراه بمفرداته أصيلة الانتماء يناصر ويواسي محاولاً أن (آلاء النجار)، �� ة ش � وم � ل � ك � دة م �� ي �� ع س � م � ه س �� وت �� غ ص � ل � ب � أن ي وشعب مغلوب على أمره كشعب غزة، فيما يبعث السلام صبحاً ى باطن الأمّ، لتغدو القصيدة موقف رفض � وعشياً للذين ينزحون إل واحتجاج، وثيمة وتميمة عزاء ومواساة. ودي وتفعيلي وشعر �� ام �� ع � ا ب �� اً م ��ّ ص �� ن 25 ة � وع � م � ج � تضمنت الم منثور، ونجح الصالح بحكم مخزونه الثقافي في التعبير اص، مستنطقاً التاريخ، �� خ �� ام وال �� ع �� ع ال �� وج �� ن ال � ام � ك � ن م �� ع اول والعدوان، � ط � ت � ي ال � رة ف � ائ � ج � اً الجغرافيا ال � م � اك � ح �ُ وم ومنافحاً عن قضايا عروبته باللغة الثائرة، باعتبارها رس لم يحضر �ُ عنوان صدق مشاعر المُغنّي في ليلة ع مأساتها أحد. ي للنشر � ت � ي � رت � ف � ن دار ن �� درت ع ���� ة ص � وع � م � ج � ر أنّ الم �� ذك �� ي ت لوحة ��� م ��� رة، ورس ��� اه ��� ق ��� ي ال ��� ة ف �� م �� رج �� ت �� ات وال ����� دراس ����� وال الغلاف ابنة الشاعر التشكيلية دينا الصالح، كما أسهمت وم الداخلية. ونسّقت � رس � مع المهندس أحمد بهاء الدين في ال المجموعة مي مجدي، وأشرف على إخراجها السيّد عبدالفتاح. صالح الصالح غلاف«لا إلى أُمهات أُخَر». فيصل الخديدي سعيد جندب حسينصبح أحمد السروي الأندية ملاذٌ والجمعيات فضاءاتٌ والمقاهي جسور الثقافة جمعيات الثقافة والفنون تعزز التنوع عبر برامج فنية ومشاريع مبتكرة الفضيل: بيوت الثقافة استعادة للهوية وتفعيل للمحتوى يرى المستشار الثقافي الدكتور زيد بن علي الفضيل أنّ التجاهل أكبر إشكال واجهته م يتضاعف عندما يأتي � ى أن الأل � وتواجهه الثقافة في واقعنا الحياتي، لافتاً إل التجاهل من دُور تعلن أنها تهتم بها؛ وأقصد بها مؤسسات الأندية الأدبية في د من أجناس المعرفة وهو � المملكة، التي عمدت إلى اختزال الثقافة في جنس واح الوة على الشعر، ناهيك عن علوم � ة وقصة ع �� الأدب بكل تفرعاته الحديثة من رواي ة، وعبثاً � ي � رب � ع � ة ال � غ � ل � ام ال �� س �� روع لأق ��� ى ف �� ة إل �� دي �� ت الأن � ول � ح � ك ت �� ذل �� رف، وب �� ص �� و وال � ح � ن � ال كان رفع الصوت لسدنة تلك الأندية بأن يحرروا المؤسسة من هذا القيد، فكان أن ظلت مكبلة بقيودهم حتى جرى أخيراً إلغاؤها رسمياً وتحويلها إلى جمعيات مهنية باسم و ما يجب � ادي السابق، وه � ن � ف أن بعضها قد استولى على مكتسبات ال � ؤس � الأدب، والم الن هيئة � اء إع � ذا السياق ج � اف الفضيل: في ظل ه �� ه. وأض � على وزارة الثقافة أن تتنبه ل ذي لا � وزارة الثقافة لتأسيس بيوت للثقافة بمثابة التأسيس الصحيح للفعل الثقافي في السعودية، وال � المكتبات ب يختزل الثقافة في جنس واحد يهيمن على جوهرها ويلغي الآخر أسوة بما مضى، فنحن هنا أمام بيت للثقافة بمفهومها الأنثروبولوجي الواسع، وليست لاحقة بالأدب كما كان في مؤسسة النادي الأدبي بجدة، أو مشمولة ضمناً في ثنايا الاسم كما في الأندية الأخرى سابقاً، مشيراً إلى أن اسم البيت يعكس مدلولاً حميمياً يتجاوز بتأثيره مسمى النادي، وأجادت وزارة الثقافة باختيار المسمى، كما يحتوي بمضمونه كل مصادر المعرفة وأفانينها ومشغولاتها الفنية، وهي بذلك؛ وأقصد بيوت الثقافة التي جمعت ما تناثر وتقطعت أوصاله سابقاً بين مؤسستي النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون. وذهب إلى أن المهم أن يكون لبيوت الثقافة منهج تمضي به، وغاية تحقق أهدافه، كما مهم أن يكون في المدن الكبرى أكثر من بيت للثقافة ليتسنى لها احتواء النشء، إضافة إلى شراكتها مع المؤسسات التعليمية وأنشطة الطلاب في الجامعات، لتحقق مستهدفاتها بمساحات أوسع. زيد الفضيل مبنىبيت الثقافة فيمحافظة أحد رفيدة. بقصائد مجموعته «لا إلى أمهات أُخر» الجمعة السبت هـ 1447 ربيع الأول 21-20 السنة الثامنة والستون 21274 العدد م 2025 سبتمبر 13-12
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==