Okaz

12 الثقافة أك أنّّ العبثي يقدّّمجواباًً وأنّّ التبسيط«تكريس» لا «تقليص» نايفالجهني: حاوره : عبدالله عبيان @Abdullah_Obian تنوّعت مش رب الش عر الروائي والب حث في الفلسف الـ كـتـور نـ يـف الجهني، ف لصِِّلَةُ الوثيق ب لق ي ة، عرّفتن عليه «سريعاً جمعتن به في كمن لا يمرّ» وعلاقته ب لمك «شم ل الروح»، وعشقه للبيئ فتح لن «نوافذ القي وم»، وتأملاته الكونيّ أنتجت للمعرف «الــكــ رمــ فــي الإسلام» و«صـوفـيـولـوجـيـ وعي اللحظ بذاته »، وافتت نه ب لسرد ول «الــحــ ود».. وبين مسؤولي ت ثق في وعمل أك ديمي لا يزال يتطلّع لمزي من العط ء، مم يرىأنهينفعالن س، ويُخففثقلالأرواح، ويج د تواصله مع كوني ت وم يستج من كشوف ت، وهن بعضمن تجلّي ت التجرب ، فإلى نص الحوار: د. نايفالجهنيفيإحدىالفعاليات الثقافية. نايف ًالجهني الشِِّعر في اله مشو«الك رم » ليست تلفيقاً • كيف تقدّّم مشروعك الفكري الي م في ظل تنوّّع انشغالاتك بين الأدب والتاريخ والفكر؟ •• في إطار الحركة الخاصة بنشاطي الإب اعي عموماً، أقدّّم مشروعي كنسيجٍٍ واحدٍٍ يجمع بين الأدب والتاريخ والفكر، ولـيـس كـحـقـولٍ منفصلة. فـالاشـتـغـال عـلـى الـنـص الأدبــــي يـكـون نــاقــصاً دون فـهـم سـيـاقـه الـتـاريـخـي، وتحليل الأحـــ اث التاريخية، ويكون سطحيّاً دون الغوص في الخطابات الفكرية التي صاغتها. ه في هو بناء رؤية متكاملة تُظهر كيف يتشكّل الوعي الإنساني عبر تفاعل هذه المستويات، فالأدب هو سجلّ التجربة الوج انية، والتاريخ هو إطارها الزمني، والفكر هو أدوات تفكيكها. أنطلق من أنّ المعرفة وح ةٌٌ عضوية، وأحاول كشف الحوار الخفيّ بين هذه المجالات. لذلك يب و أن تجربتي متفرعة، لكنها في العمق تب و شيئاً واح اً يعبِر عن طبيعة الأدوات التي يستخ مها، وطبيعة المعنى الذي أسعى لصياغته. • في كتابك «الكارما في الإسلام»، ما ال افع المعرفي لمعالجة هذا المفه م من زاوية إسلامية؟ ، وما زال مطروحاً للقراء في طبعته السابعة، هو أقرب كتبي إلي؛ بسبب اله ف ٢٠٠٩ •• لعل هذا الكتاب الذي ص ر عام من تأليفه، ويمكنني القول إن ال افع الأساس هو دافعٌ معرفيٌ بحت، ينطلق من رغبة في فتح حوارٍ بين الحضارات عبر «المفاهيم الجسر». بحثت عن تجلّيات فكر «ترابط الأفعال والعواقب» في الموروث الإسلامي، من خلال مفاهيم كـ «الجزاء» و«السنن الإلهية» وأن لكل فعل رد فعل. والحيا تقوم على قانون «الكارما»؛ أي أن أي دَيْن في الكون لا يذهب هباءً، بل يجب أن يُس د، وينال الإنسان نتيجة ما فعل. وعلى أية حال، لم يكن اله ف تلفيقاً أو تقريباً قسرياً، بل تفكيك المركزية الثقافية وإبراز أنماط التفكير المشتركة في المسائل الكبرى الثقافات المختلفة، إذ كان تأصيلاً إسلامياً وتصحيحاً لبعض المفاهيم المغلوطة، وإيضاح وجود هذه القوانين في ديننا، ليستفي القارئ ويصحح مساره الأخلاقـي، ليتعافى من أي مرض ويتجنَب الأفعال ذات الحصاد المر. كما أنه يوسّع دائر الفهم وينقذ المفاهيم من احتكار ثقافي واح . • إلى أي م ى يستطيع الكاتب تبسيط الفكرة العميقة دون المساس بج هرها؟ •• التبسيط الحقيقي هو «التكريس» وليس «التقليص»، فهو عمليةٌ شبيهةٌ بالنحت؛ إزالة الزوائ للكشف عن الصور الجوهرية دون المساس بقلبها. يمكن استخ ام المجاز أو القصة أو الصور المكثَفة التي تحمل في طياتها طبقات المعنى، وتـتـرك للقارئ بــاباً ي خل منه إلـى العمق. فالتبسيط العبثي هـو الــذي يـقـدّّم جـــواباً مغلقاً، أمـا المنطلق مـن حالة وعي وإمكانات جي ، فيقدّّم سـؤالاً مفتوحاً بلغة واضحة، يحفّز فضول القارئ للتعمُق أكثر، ويجعل أمامه فضاء ات رحبة واحتمالات ع ي للتلقي والفهم. • كيف ترى م قع الشعر الي م؛ ب صفه ظاهرة ثقافية في المشه الفكري العام؟ •• يقع الشعر اليوم في الهامش الظاهر للمشه الثقافي الجماهيري، لكنه يحتفظ بموقعه كـ «مقاومة وجودية» و«ضمير لغوي». لم يع المص ر الرئيسي للتعبير الجمعي، لكنه تحوّل إلى فضاء للحفاظ على الخصوصية والكثافة وال قة في زمن التعميم والسرعة. • هل ما زال الشعر قادراً على التأثير في ال عي الجمعي؟ أم تراجع دوره؟ •• تراجع تأثيره المباشر والسريع، لكنّ تأثيره التحويلي والتأسيسي ما زال قائماً. فالشعر يصوغ الاستعارات الأساسية التي تنتقل لاحقاً إلى الخطاب العام، ويرطب اللغة الجافة، ويخلق مساحات للتأمل تقاوم جفاف الخطابات النفعية. دوره أشبه ب ور «الماء الجوفي» الذي يغذي التربة الثقافية على م ى بعي ، فهو لا يخلق وعياً جمعياً لحظياً، بل يغذّي الرواف التي تصب فيه على الم ى الطويل. • ما التح ي الأكبر الذي ي اجه الخطاب الثقافي الجاد في زمن السرعة؟ •• التح ي المركزي هو اختفاء «الزمن المعرفي» الضروري للفهم. فالسرعة لا تعني فقط قلة وقت القراء ، بل تعني تشكيل عقليةٍ تفضل «المعلومة القطعية» على «التفكير المتشعب»، و«الخلاصة الجاهز » على «رحلة الاستقصاء». • كيف تستطيع الروح البشرية أن تظلّ مت ازنة بين ثقل ال ج د وسُكر المعنى، في عالمٍٍ يب و أحياناً كحلمٍٍ غامض، وأحياناً كمعادلةٍ رياضية قاسية؟ •• الروحُ الواعيةُ كالنّجم؛ ت ُرك أنّها تحتر في فراغٍ لا نهائي، لكنّ هذا الاحتراقََ ذاته هو ما يمنحُها نوراً. التوازنُ لا و ةّ، حاملين ثقلَ الأبعادِ الكونية في ي ، وسُكرَ المعاني في الأخرى. العالمُ حلمٌ لأنّنا َُ يكون بالثبات، بل بالرقصِ فو اله ننسجُه بخيالنا، ومعادلةٌ لأنّنا نبحثُُ عن منطقٍ فيه، والوعيُ هو الجسرُ بينهما. • هل الشعرُ لغةٌ تسبق الفلسفة؟ أم أنّ الفلسفةَ هي الشّعرُ المُتعقّل؟ وأين يلتقيان في رحلتك الإب اعية؟ •• الشعرُ ينبوعُُ الحكمة الأول، والفلسفةُ ج ولُها المُنظّم. الشعرُ يسبقُ لأنّه لغةُ ال هشة الأولى أمام الوجود، والفلسفةُ تليه ُلُ ال هشة. في مساحتي الإب اعية، يلتقيان كتوأَمَين؛ الشعرُ يمنحُ الفلسفةَ أجنحةً، والفلسفةُ تمنحُ الشعرَ عظاماً. ّ لأنّها تأ كلاهما بحثٌٌ عن الحقيقة، لكنّ الشعرَ يبحثُُ عنها بقلبٍ نابض، والفلسفةُ بمنطقٍ متأمّل. مَ حقيقةً وليس مجرّد وهمٍٍ جميلٍ نخلقه لنحمي أنفسنا من فراغ الك ن؟ َو • إذا كانت الحقيقةُ تُبنى عبر الزمن، فكيف نعرفُُ أنّ ما نعتق ه الي ُرُ مجراه مع كلّ وعيٍ يعبرُ فيه. ما نسمّيه اليومَ حقيقةً هو الجسر ّ •• الحقيقةُ ليست تمثالاً يُنحت مرةًً واح ، بل نهرٌ يتغ الذي نعبرُ به إلى غدِِنا. حذرنا من أن يكون وهماً جميلاً هو بالضبطِ ما يحمينا من الجمود. الوهمُ يُصبحُ خطراً فقط إذا ُةُ المؤقتة. ّ اعتق نا أنّه المحطةُ الأخير ، لا المح • ما دور الجمال في إنقاذ الإنسان من العبث؟ وهل يمكن للفن أن يك ن خلاصاً وج دياً؟ بحثت عن تجلّّيات فكرة «ترابط الأفعال والعواقب» في الموروث الإسلاميمن خلال مفاهيم كـ«الجزاء» و«السنن الإلهية» مشروعيفي نسيجٍ يجمع بين الأدب والتاريخ والفكر وليسحقولاً منفص ة ّأقدّم الجمعة السبت ه 1447 رجب 7-6 السنة الثامنة والستون 21364 العدد م 2025 ديسمبر 27-26

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==