الثقافة 12 أبوطالب لـ «عكاظ»: أناشيد للبراءة جعلتني رائداً لأدب الطفل في اليمن يرى ضيفنا أنّ الربع الأخير من القرن الماضي في اليمن كان من أخصب المراحل، وأنّ وعيه الأدبي تشكّل في بيئة مستقرة؛ في أسرة علمية كان جدّه لأبيه فيها علاّمة وشخصية علمية واجتماعية مبجّلة. نشأ ضيفنا في «الحيمة الخارجية» التي يصفها بأنها ذات طبيعة ريفية نقية، وهدوء ساحر، ويعيد ضيفنا الفضل في تشكّل وعيه الأدبي والثقافي إلى التربية والتعليم والكتب الدينية والأدبية، وخبرات المدرسين المصريين في التعليم العام، إضافة إلى أثر جامعة صنعاء في بداية التسعينيات بإدارة رئيسها الأكاديمي والشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح التي كان لها أثر كبير عليه، فقد كانت وجهة لكبار الأكاديميين من الوطن العربي، وللأسماء الكبيرة التيدرّسَتفيها. الكثير من الموضوعات ع ضيف «عكاظ» � وار م � ح � ذا ال � ي ه � والقضايا نفتحها ف الدكتور إبراهيم أبو طالب.. فإلى التفاصيل: الدكتور إبراهيم أبو طالب المقالح «بوابة صنعاء الثامنة» الرواية في اليمن تعيش أخصب مراحلها • نود أن نبدأ من البدايات، كيف تشكّل الوعي الثقافي والأدبي عند إبراهيم أبو طالب؟ •• من خلال البيئة التي عشتُ تفاصيلها في اليمن، ومرحلة الاستقرار أثناء الربع الأخير من القرن الماضي كانت مرحلة خصبة لليمن، فبدأ تشكّلي في بيئة مستقرة نسبياً، في إطار أسرة علمية عميدها الجد العلامة عبدالرحمن أبو طالب (رحمه الله)، وكان شخصية علمية واجتماعية مبجّلة في الحيمة الخارجية، ذات الطبيعة الريفية النقية، والهدوء ر كبير في زرع الكثير من القيم بطريقة مباشرة وغير مباشرة، � الساحر، فكان للجدّ أث ي تمثّل القدوة � راف على التعليم، والمتابعة الدقيقة، وغير المباشرة ف �� ي الإش � المباشرة ف والأنموذج في شخصية مهابة جليلة لا يغادر الكتاب تفاصيل حياته اليومية ومكتبته م نظرة المجتمع لشخصيته، والانتفاع � ة، ث �� ي �� ن الكتب الدينية والأدب � رة بالكثير م � ام � ع � ال بعلمه، إذ كان مجلسه اليومي لا يخلو من أصحاب الحاجات من مُستفتٍ أو صاحب قضية يريد حلّها، أو زائر يريد الاستزادة من علمه وأدبه، ثم يأتي دور المدرسة فقد كانت تضمّ عدداً من الأساتذة المصريين، وكلّهم من أصحاب الخبرة الطويلة في التدريس ممن اشتغل لما لا يقل عن عقدين من الزمان في تخصّصه، ولهذا كان لهم فضلٌ لا يُنكر في تشكيل الوعي العلمي بحسب المرحلة العمرية، ثم كانت جامعة صنعاء مصدر إشعاع حضاري في بداية التسعينيات، ة الثامنة» �� واب �� ب �� ر و«ال �� اع �� ش �� ي وال �� م �� ادي �� ا الأك � ه � س � ي � إدارة رئ ����� ب لصنعاء كما أسميه أستاذنا عبدالعزيز المقالح، وكانت وجهة لكبار الأكاديميين من الوطن العربي، وللأسماء رٌ وقد �� ث �� م ك ��� ا، وه � ه � ي � س ف � دري � ت �� ال �� ت ب �� ام �� ي ق �� ت �� رة ال � ي � ب � ك � ال أفردتُ لهم حديثا طويلاً في كتابي (من هؤلاء تعلّمت: ي تشكيل � رٌ كبير ف �� سيرة ذاتغيرية). فكان للجميع أث الوعي المعرفي والثقافي والجمالي. • ما الأثر الذي أحدثه أستاذك عبدالمنعم تليمة في حياتك؟ •• هو مدرسة أخرىعلى المستويين الإنساني والمعرفي، اً للأستاذ � ع � اً رائ � وذج � م � ان أن �� ي ك � ان � س � فعلى المستوى الإن المتواضع، وللمثقف المفكر، وعلى المستوى المعرفي كان ، ذلك الكتاب الذي 1973 ) لكتابيه: (مقدمة في نظرية الأدب ى بعض �� ارة إل ���� ه، والإش �� ة ب � ان � ع � ت � ن الاس � ة م � ال � اد تخلو رس � ك � لا ت ، إضافة 1978 ) فقراته، وكذا كتابه (مدخل إلى علم الجمال الأدبي إلى العديد من المقالات المهمّة والمقدمات الدقيقة كما في تقديمه للطبعة الأخيرة من كتاب (طه حسين في الشعر الجاهلي)، والعشرات من اللقاء ات والحوارات والمقالات كلّها قرأتُها، وتمثّل طريقتَه في الكتابة، تلك الطريقة السهلة الممتنعة، والدقيقة الموجزة، فهو تلميذٌ للمدرسة المصرية العريقة ان يسميهما شيخيّ الجليلين غير مفرّق � الخولي، وك � التي منها سهير القلماوي، وأم بينهما في الإجلال سوى إجلاله الأكبر لأستاذه (طه حسين). ي ذلك � لّ خميس، ف � ن مجلسه العامر، وصالونه الأسبوعي ك � دتُ م � ف � ت � رتُ كثيراً واس � أث � وت المجلس تعلمتُ ما لم أقرأه في كتابٍ، ولا يمكن أن أحصل عليه في مدوّنة، وكان التنزّه في عقول الناسمن مبدعينومفكرين وأدباء وكتاب وفنانينوأكاديميين من مصر ومن الوطن العربي كان لنا بهم لقاء، وللحوار معهم فائدة، والاستماع إليهم مدرسة فكرية وعلمية ت، إذ كانت طريقة أستاذنا � داخ � رحٍ، مع الانضباط الشديد في الم �� ة، في بساطةِ ط � ي � وأدب المتّبعة هي بدء الحديث في المجال الذي سيدور حوله النقاش من خلال الضيف، وكان لا يعدم في كل مرة أن يأتي بضيف من الوطن العربي يجعل وجهته الثقافية (صالون تليمة الأسبوعي)، فكان يتحدث أستاذنا عن الضيف أولاً، ثم يترك له الحديث بحرية كاملة، ثم تأتي المداخلات وإشباع الموضوع المطروح في تلك الأمسية، وإن لم يكن هناك ضيف، فإمّا كتاب جديد صدر، أو مقال رأي مهم، أو حدث سياسي أو اجتماعي يكون مدار اللقاء، وأما الفنّ فكان في لقاء ات قليلة، إذ استمعنا مرة لمؤلفات الفنان العراقي نصير شمّة، ومرة أخرى للموسيقار اليمني أحمد فتحي، وقد أكرمني بالحضور بعد مناقشتي للدكتوراه، دة ما � رح وجهات النظر كان هو زب � رأي، وط �� وما تعلمناه من أساليب الحوار، واحترام ال اً كان �ّ ر أي � اق للمعرفة، وللاطلاع على الكثير من التجارب وتقبّل الآخ � يمكن أن يفتح الآف نوعه أو جنسه، وبالمناسبة فقد أجمعَ الجميع من الشخصيات التي كانت على اختلاف توجهاتها ما بين يسار ويمين، ووسط، على محبّته واحترامه، وهو يرحب بهم بكل تقدير واحترام، وكان صنيعه ذلك هو ما يسع الجميع. • علاقتك بالببليوغرافيا.. كيف بدأت؟ وإلامَ انتهت؟ •• علاقتي بالببليوغرافيا كان سببها ودافعها الأوّل الاحتياج، إذ كنتُ في القاهرة مطلع الألفية، وأردتُ أن أسجّل موضوعاً ي على � ن �ّ دل � ا ي �� د م �� م أج � ل � رة، ف �� اه �� ق �� ة ال � ع � ام � ي ج �� للماجستير ف ن خلال �� وم م �� ي �� ل ال � ث � ر م ��� ن الأم � ك � م ي ��� ة -ول � ق � اب � س � ات ال �� دراس �� ال ع على � ل � ي الاط � دأت ف � ب � ا- ف � ره � ي � ي منصات وغ � البحث ف داً للدراسة، �� دي �� اً ج �� وع �� وض �� ار م �� ت �� ه لأخ �� ت �� ق دراس � ب � ا س �� م ات في مكتبات الجامعات سوى � ي � دتُ من أدب �� فما وج الببليوغرافيا عن الرواية العربية التي أعدها الدكتور ن اليمن ��� ده ع ���� ا رص ��� دت أن م ����� وت، ووج �� ك �� س �� دي ال �� م �� ح داً، والسبب عدم �� ات أو القصة عموماً قليل ج �� رواي �� وال دارات وانتشارها، أضفْ إلى ذلك طبيعة �� وصول الإص دت اليمن ��� ه، ووج � روع � ش � ا م � ه � ي � ى إل � ع � ي س � ت � الشمولية ال رة الجمع والتوثيق � ك � دأتْ ف � ب � ات، ف � ان � ي � وراً وب � ض � أقلها ح للببليوغرافيا في ما أنا بصدده، وهو السرد، فجمعتُ ما ر هاجساً ملحّاً في ملاحقة كل � استطعتُ جمعه، ثم صار الأم داً، واستمر الجمعُ � ق � اً ون � داع � رد إب � س � ي مجال ال � ا يخصّ اليمن ف � م والبحث، وحين سافرتُ لجمع المادة العلمية من اليمن زرتُ الكثير من المكتبات في صنعاء وفي عدن، فكانت حصيلتها الكثير من البيانات عن القصص المنشورة في المجلات والدوريات، وكذا الجانب النقدي، وبعد أن أنجزتُ رسالتي للدكتوراه ألحقتُ بها ببليوغرافيا عن القصة، ومن قبلها في الماجستير ببليوغرافيا عن الرواية، ثم طورتُها، وفصلتها عن الرسالتين وأضفتُ إليها ، ثم تابعتُ 2010 ببليوغرافيا عن الأدب الموجّه للطفل إبداعاً ونقداً، وصدر في كتاب عام دارات بعد ذلك، واستعنتُ بالإنترنت والمنصات والمجلات وغيرها فطورتُ المشروع � الإص حتىصار في ثلاثة أجزاء مستوفياً مسيرة الرواية والقصة القصيرة والقصيرة جداً وأدب الطفل في اليمن خلال قرن من الزمان تقريباً، وصدرت موسوعة ببليوغرافيا الأدب اليمني صفحة. 1100 ، في أكثر من 2022 في القاهرة، عام Books عن دار عناوين دأتِ احتياجاً للمعرفة، واستمرت شغفاً في �� ع الببليوغرافيا التي ب � ي حكايتي م � تلك ه قال إنّ ممارستنا للنقد غير صائبة عليفايع (أبها) | حاوره @alma33e السعودية ما زالت بحاجة للخروج لمنابر العالم الرواية مع الدكتور عبدالعزيز المقالح. الجمعة السبت هـ 1447 محرم 24-23 السنة الثامنة والستون 21226 العدد م 2025 يوليو 19-18
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==