الثقافة 12 أشجانهندي: الإبداع عيش بقرب الحرائق.. والقصائد المصطنعة هياكل عظمية ! تأتيقصيدة الشاعرة الدكتورة أشجانهندي، بأبهى حُلّةٍ، يزفها نسيمُ البحر المضمّخ أمواج حروفها بدرر المعنى، نصّها يعبّر عنّها بشفافية نادرة، ففيه من نقائها، وصدق لغتها، وأصالة موسيقاها، ما يعزز حضورها المتفرّد. هي سيّدةُ إلقاء تأسر الألباب، وتأخذ بتلابيب القلب ليحلّق في ملكوت عوالم الحُلم، فيما تقطف ق غيمٍ بنكهة �� ور أبياتها «ري �� ن زه � الذائقة م ازي � ور غ � ت � دك � ال عنها ال �� الليمون» وعندما ق ة» فهو عنى � ش �ِ ده �ُ م � القصيبي «الكبيرة ال ما يقول إذ مثل كلامه ليس مجانيّاً، ومثلما كانت «عكاظ» فضاءَ أوّل مصافحةٍ للقارئ مع قصيدتها، ها هي تتكرم لتكون ضيفة هذه المساحة، فإلى نص الحوار: • لماذا الغياب برغم اتساع مساحات الحضور؟ •• الإبداع والكتابة عموماً -خصوصاً الشعر- هو أن تعيش قريباً من الحرائق والأجواء المشحونة! وبعيداً عن الهدوء والسلام وراحة البال، واخترت الابتعاد قليلاً فنعمتُ براحة ه، أمّا � ا كفيلةٌ ب � ا سببه وأن � ذا الغياب أن � إن بعض ه � ال الغياب. وبالتالي ف � ال، ولكن ط � ب � ال بعضه الآخر فلا أود الحديث عنه، ولا يعنيني. • أيّ أثرٍ للطفولة في تأسيس الوجدان الشعري لدى الشاعرة أشجان هندي؟ ع العالم، ��� ي، وم � س � ف � ع ن �� ت م � ح � ال � ص � ت � اة، ف �� ي �� ح �� وان ال �� ن �� و ص �� د ه � ق � ف � تُ حقيقة أن ال ���� •• أدرك وسكنتني ولم تزل ذاكرة المكان بكل تفاصيله في «حارة المظلوم» التي وُلدتُ فيها بجدة وات، عطر الحارة خصوصاً ذلك الزقاق الذي �� وان والأص � القديمة، الرائحة والذائقة، والأل يحوي مستودعاً للتوابل، عبق أحجار البيوت القديمة إثر المطر، نَفَسُ خشب الرواشين، ي، وقع � دت � ت تطهوه ج � ان � ذي ك �� ا ونمنمات نقوشها، طعم ونكهات الطعام ال � ه � ات � رف � وزخ وفوح قطرات الماء ونحن نرش بها «سطوح» البيت قبيل المغرب، صوت مدفع الإفطار في رمضان، وفرحتنا الغامرة بدخول الشهر الفضيل، مع ترتيبات المنزل المعتادة ممّا يسمّونه «التقشيع» أي قلب السجاجيد على ظهورها ولمّ «المساند» في زاوية من الغرفة طوال شهر رمضان، ثم إعادتها إلى وضعها قبل العيد، فتبدو كالجديدة!، «عصاري» العيد ولون شموسها، فستاني الجديد ويدي الصغيرة وهي تمسك بيد جدي ونحن ذاهبون لصلاة العيد، صوت الراديو يغمر البيت صباحاً ونحن نستعد للذهاب إلى المدرسة. تفاصيل كثيرة لا يسعها المقام، جميعها تجذّرت في وجداني الشعري وأسهمت في تشكيله. • هل يأتي الشعر بالفطرة أم بالتراكم؟ •• الشعر موهبة في المقام الأول، التراكم والتعلّم والدورات والبرامج مهمّة لدعم المواهب رات، بل تؤهّل من لديه موهبة أصيلة وتأخذ � اع � وصقلها، ولكنها لا تصنع شعراء وش بيده. الذكاء الاصطناعي اليوم يستطيع تأليف قصيدة كاملة، وهذا يحدث بالفعل، ولكن كل القصائد المصطنعة والمُتكلّفة -دون موهبة حقيقية- هي أشبه بهياكل عظمية لا روح فيها. الموهبة هي من تهب القصيدة روحاً، وتمنحها أثراً. • أين ألقيتِ أو نشرتِ نصّك الأول، وما صدى ردود الأفعال؟ تنّ لها إلى � اظ»؛ التي أم � ك � ي «ع � رة كانت لديكم ف � رت ولأول م � ش �ُ •• أول نصوصي التي ن ل النصوص -إنْ �� ن أوائ � اً أن م � ض � ر أي �� ى المتلقي، وأذك �� ي الشعرية إل � ات � داي � ال ب � ص � وم لإي � ي � ال د مع � وع � رأ»، ولكنها كانت قصة قصيرة بعنوان «م ��� ي «مجلة اق � رتْ ف � ش �ُ ا- ن � ه � م يكن أول � ل الموت»! أمّا أول نص ألقيته فكان في أمسية لنادي جدة الأدبي، بمشاركة شعراء كبار أذكر منهم الشاعرة الإنسانة الدكتورة فوزية أبو خالد، وأحدثت الأمسية ضجةً كبيرةً؛ نتيجة رت بسلام، وتجدد عهدي مع �ّ اعتراض فئة على الأمسيات الشعرية في حينه، ولكنها م ، ولحقت 2016 ام � دة للكتاب ع � ت فيها بمعرض ج � ارك � ي أمسية ش � راض ف � ت � ذا الاع � مثل ه ذلك زوابع وتوابع. في المحصّلة هي أمور مضت وانتهت تماماً، ولا يشغلني الحديث عن تفاصيلها. • ما الذي لا يزال يسكنك من بئر البدايات الأولى، ولم تشعري أنك نجحت في كتابته واستنفاده؟ ة وشحيحة بحق الطاقة �ّ ل � ق �ُ ي م �� م أن � ل � ة، وأع � ب � وه � ة تملك م � اوي � دّ نفسي ه �� ى الآن أع �� •• إل الشعرية التي تسكنني، لا أحب الحديث عن نفسي، ولا أحب الظهور كثيراً. وأتجنّب النشر خشية ألا أُضيف جديداً، وطمعاً في أن يأتي الأفضل الذي يستحق النشر! وهذا الانتظار للأفضل يؤخر الاستفادة من الموهبة. • كيف تنظرين إلى نبوءة الراحل محمد حسن عوّاد عن تجربتك بأنها ستغدو من أبرز التجارب؟ هل حمّلتك عبء المصادقة على النبوءة؟ عدّت نفسها من الهواة وأكدت أن الشعر لا يُغيّر العالمولا يجمّله.. أشجان هندي. أدركتُ أن الفقد صنوان الحياة فتصالحت مع نفسي والعالم اخترت الابتعاد قليلاً فنعمتُ براحة البال ولو طال الغياب حاورها: عليالرباعي @Al_ARobai الجمعة السبت هـ 1447 ربيع الأول 21-20 السنة الثامنة والستون 21274 العدد م 2025 سبتمبر 13-12 مشاركة فيمهرجان الشعر العالمي فيجنيف. ترصد الفضاء الذي تعيشه بعدسة إبداعية القصيدة
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==