Okaz

الرياضة 15 Weekly الأسبوعية محمد داوود (جدة) @mdawood77 الجمعة السبت ه 1447 جمادىالأولى 24-23 السنة الثامنة والستون 21328 العدد م 2025 نوفمبر 15-14 يختارون الفنلاستمرار وهج «الشهرة».. شهدت الساحة الرياضية والفنية، سابقاً وحالياً، ظاهرة لافتة للنظر تمثلت في خوض عدد من لاعبي كرة القدم تجرية التمثيل والفن، في خطوة قد تبدو غريبة ولكنها تعكس أبعاداً نفسية واجتماعية عميقة تتجاوز حدود المهنة واللعب بالكرة. وتساؤلات عديدة قد تدور في أذهاننا: لماذا اتجه ويتجه بعض هؤلاء اللاعـبين نحو عالم الفن والتمثيل؟ وهل الرغبة في استمرار شهرتهم في حال تركهم المستطيل الأخضر يعد من الأسباب؟ ورداً على كل تلك التساؤلات يقول المختصفي علم الاجتماع المهتم بالشأن الرياضي الدكتور محمود محمد لـ «عكاظ»: «بالفعل هناك بعض نجوم الرياضة، خصوصاً في عالم كرة القدم، خاضوا تجربة الفن والتمثيل سواء كانوا من الرعيل الأول أو من الجيل الحالي، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الأسطورة بيليه، زين الدين زيـدان، ديفيد بيكهام، نيمار دا سيلفا، تيري هنري، فيني جونز، إيريك كانتونا، فريد درايـر، تيري كروز، إلى جانب لاعبين عرب، منهم: محمد لطيف، صـالـح سليم، إكــرامــي، عـــادل هيكل، شـريـف عبدالمنعم، عـصـام بهيج، طاهر الشيخ، جمال عبدالحميد، خالد الغندور، علي ماهر، أحمد صلاح حسني، وغيرهم، إذ اتجهوا إلــى التمثيل ليس بسبب فشلهم أو لضعف مستواهم بـل لرغبتهم فـي خوض تجارب جديدة، فالحياة المهنية ليست طريقاً واحـداً أمـام الإنسان، فمن الطبيعي أن يتجه الشخص نحو ما يراه أقرب لشغفه وراحته النفسية، سواء كان ذلك في زمن قمة العطاء أو بعد التقاعد». وتابع: «لا ننسى أن عطاء اللاعب في عالم كرة القدم قد لا يتجاوز كثيراً سن الأربعين وبعدها يـكـون اللاعـــب حــراً فـي اخـتـيـار المـسـار المـنـاسـب؛ لأن الـعـطـاء اللياقي يقل عما كــان عليه في العشرينات والثلاثينات، وقد يكمل بعض اللاعـبين مسيرتهم في التدريب أو يختارون أي مجال يرونه متفقاً مع ميولهم الشخصية والنفسية والاجتماعية، وبذلك فإن بعض التجارب الفنية لهؤلاء اللاعبين تكمل مسيرتهم في دائرة الأضواء والشهرة، وتجعلهم أكثر التصاقاً بالجمهور الـذي أحبهم من قبل في الملاعـب، فصار يتابعهم بشغف في مجالات مختلفة». وتـابـع: «وفــي الاتـجـاه الآخــر قد تتعدد الأسـبـاب التي تدفع اللاعــب إلى ترك الكرة واختيار الفن، منها الإصابات المتكررة أو الضغوط النفسية العالية الناتجة عن المنافسة المستمرة، أو الاحتياج الداخلي للتجديد وخـوض تجربة جديدة، كما تلعب البيئة الاجتماعية دوراً مهماً، فـبـعـض اللاعـــــبين يـشـعـرون بـأنـهـم أدّوا مــا عليهم فــي المستطيل الأخضر ويريدون التعبير عن أنفسهم بشكل آخر، خصوصاً أولئك الـذيـن يمتلكون موهبة فـي التمثيل أو الأعـمـال الـحـرة أو تقديم البرامج الإعلامية، وهنا يبرز البعد النفسي بوضوح، فالتعبير عـن الـــذات حـاجـة إنسانية أسـاسـيـة، واللاعـــب مثل الفنان يحمل بداخله طاقة إبداعية لا تقتصر على مجال واحد». وعن سؤال: هل الشهرة في عالم الفن أعلى من ملاعب كرة القدم؟ أجاب الدكتور محمد: الشهرة في عالم الفن تختلف في طبيعتها عـــن شــهــرة الـــكـــرة، لـكـنـهـا لـيـسـت بـــالـــضـــرورة «أعــــلــــى»، فــاللاعــب يعيش شهرة لحظية مرتبطة بالإنجازات الرياضية والمباريات والبطولات، أما الفنان فشهرة عمله قد تمتد لسنوات طويلة، لذلك قد ينجذب بعض اللاعــبين لعالم الفن بحثاً عن الاستمرارية في الظهور والبقاء في ذاكرة الناس لفترات أطول. وخلص الدكتور محمد إلـى الـقـول: «الانـتـقـال مـن عالم الـــكـــرة إلــــى الــفــن لــيــس هـــــروباً مـــن الماضــــــي، بل هـــو تـــطـــور طـبـيـعـي فـــي رحـــلـــة الإنـــســـان نــحــو ذاتـــــه، فــكــل تــجــربــة تـضـيـف، وكــــــل طــــريــــق يـــحـــمـــل دروساً جــديــدة، ومــا بين الملاعــب والــــــــكــــــــامــــــــيــــــــرات تـــظـــل الرغبة في الإبداع هي الـقـاسـم المـشـتـرك الـذي يــــجــــمــــع بين اللاعـــــــــب والفنان». لاعبون وممثلون التمثيل امتداد طبيعي لمسيرة التألق الإبداع لا يقتصر على كرة القدم الشهرة تستمر، لكن بأسلوبفني مختلف شغف يتجدد:

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==