Okaz
قـال مبعوث الإدارة السابقة للرئيس دونالد ترمب للشرق الأوسط جايسون غرينبلات، إن زيــارة ولـي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للبيت الأبـيـض - بعد غـدٍ (الــثلاثــاء) - هي أكثر من مناسبة دبلوماسية، هي لحظة مـحـوريـة بالغة الأهـمـيـة لـلـعلاقـات الأمريكية السعودية، ولمستقبل الشرق الأوسط. وأوضح، في مقال نشرته مجلة «نيوزويك»، أن اجتماع البيت الأبيض بين الرئيس ترمب وولي العهد السعودي، الـذي ينعقد وسـط توترات عالمية، وضــبــابــيــة الـــوضـــع الإقــلــيــمــي، يــؤكــد تـحـالـفاً حـــيـــوياً بـالـنـسـبـة إلــــى أمـــريـــكـــا، و«لــشــركــائــنــا الإقـــلـــيـــمـــيين.. ومــــن أجــــل عــالــم أكــثــر اســتــقــراراً وازدهــــاراً». وأوضـــح غـريـنـبلات، أنـه فـي ديـدن تلك العلاقة تكمن حقيقة بسيطة: أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بحاجة كل منهما إلى الآخر. وزاد، أن السعودية ظلت مــنــذ وقــــت طـــويـــل أحــــد أهــــم حــلــفــاء الـــولايـــات المتحدة. وأشــار إلـى أن البلدين يضمنان أمن الـبـحـر الأحــمــر، والـخـلـيـج، وأي اتــفــاق دفـاعـي رسمي سيعزز هذا التعاون على المدى البعيد. وأوضـــــح المــبــعــوث الأمــريــكــي الــســابــق للشرق الأوســـــــــط، أنـــــه لإدراك أهـــمـــيـــة الـــتـــحـــالـــف بين الــــولايــــات المـــتـــحـــدة والمـــمـــلـــكـــة، لا بـــد مـــن فهم شخصية الأمير محمد بن سلمان؛ إذ إن المملكة تــحــت زعـــامـــتـــه قـــامـــت بـــأحـــد أكـــبـــر الــتــحــولات الطموحة في التاريخ الحديث. وتهدف رؤية ، الـتـي يـقـودهـا ولـــي الـعـهـد الـسـعـودي، 2030 لتنويع مصادر الاقتصاد إلى ما وراء النفط، وتــــعــــزيــــز ريـــــــــادة الأعــــــمــــــال، وتــــوســــيــــع نــطـــاق الـسـيـاحـة، وجـعـل المملكة الـعـربـيـة السعودية قِبلة للاستثمار والابتكار. وزاد: بكل المقاييس فهي تحقق نجاحاً مؤثِراً؛ إذ إن الأمير محمد بــــن ســـلـــمـــان، اتـــخـــذ إجـــــــــراء ات قـــويـــة لـضـمـان انــفــتــاح المـجـتـمـع الــســعــودي. والـتـحـقـت المـــرأة الـسـعـوديـة بـالـقـوى الـعـامـلـة بــأعــداد قياسية. ولم تعد المملكة مزوّداً للطاقة العالمية فحسب؛ بـــل صـــــارت مـــركـــزاً للإبـــــــداع، والـتـكـنـولـوجـيـا، والفرص، والسياحة بشكل متزايد. ورأى غــريــنــبلات، أن تـلـك الإصلاحـــــات تعني الــكــثــيــر بـالـنـسـبـة إلــــى الــــولايــــات المـــتـــحـــدة، إذ إن الــســعــوديــة حين تــكــون واثـــقـــة مـــن نفسها، وتستثمر في مواطنيها، وتحتضن الابتكار، وتـــتـــولـــى أمــنــهــا بـنـفـسـهـا فــهــي شـــريـــك يمكن لأمريكا أن تبني معها مستقبلها. وزاد: إن ولي العهد السعودي، لا يقوم فحسب بقيادة بلاده إلى المستقبل؛ بل يعيد صياغة المنطقة للتقدم والاســتــقــرار، ويـقـوم بتعزيز الـهـويـة الثقافية والدينية للمملكة العربية السعودية. وتمتد تلك الـتـحـولات إلــى الاقـتـصـاد. وتمثل صفقة الاستثمار والتجارة المعلنة أخيراً، بقيمة تبلغ مليار دولار، مَـعـلَـماً مـهـماً. وهــي تعني 600 بالنسبة إلى الولايات المتحدة، أكثر من مجرد أرقـــــام؛ بـــل تـعـنـي مـــزيـــداً مـــن فـــرص الـتـوظـيـف الـــــجـــــديـــــدة، وســــــــــوقاً أوســـــــــع لـــلـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا والــصــنــاعــات الـعـسـكـريـة الأمــريــكــيــة، وقــاعــدة صناعية أشد قوة. ويعني الاستثمار السعودي في البنية الأساسية، والطاقة، والابتكار ثقة في الاقتصاد الأمريكي، وإقــراراً بأن الازدهـار المشترك يعزز الأمن المشترك. وكتب غـريـنـبلات، أن تلك الـشـراكـات بالنسبة للسعودية تقوم بتسريع التنويع والتحديث. وبالنسبة إلــى الــولايــات المـتـحـدة فهي ترسخ تـــحـــالـــفاً حــــيــــوياً يـــقـــدم فــــوائــــد مــلــمــوســة إلـــى الــعــامــلين الأمــريــكــيين وشــركــاتــهــم. ومـــن شـأن تعزيز العلاقات الاقتصادية أن يجعل الروابط الجيوبوليتيكية أكثر قوة. ولذلك، فإن الاتفاق الدفاعي المقترح شديد الأهمية؛ فهو لا يُعنَى بردع الأخصام فحسب؛ بل يضمن بقاء الخبرة والابـــتـــكـــار الأمـــريـــكـــيين أمـــــراً جــــوهــــرياً لـبـنـاء أمـــن المـنـطـقـة. وأوضــــــح، أن مـنـافـع الاســتــقــرار لا تــقــتــصــر عـــلـــى الــــشــــرق الأوســـــــط وحـــــــده؛ إذ إن المـنـطـقـة عـنـدمـا تـضـطـرب فـــإن الأمـريـكـيين يحسون بتأثيرات ذلـك الاضـطـراب.. يشعرون بـه فـي أسـعـار النفط فـي محطات المحروقات، وفــــــي تـــقـــطُـــع سلاســـــــل الإمـــــــــــداد، وفــــــي جـمـيـع قــطــاعــات الاقــتــصــاد الــعــالمــي. وقــــال: إن إقـامـة شـراكـة صلبة مـع المملكة العربية السعودية، تـعـنـي قــــدراً أقــــل مـــن الأزمـــــــات، وقـــــدراً أقــــل من الــنــقــاط المــلــتــهــبــة، وقــــــدرة أكـــبـــر عــلــى الـتـكـهـن بمآلات الأمور في عالم يتسم بالضبابية. وكتب غرينبلات، في ختام مقاله: إن زيارة البيت الأبيض ليست مجرد فرصة لالتقاط الـــصـــور؛ بـــل هـــي لـحـظـة مـفـعـمـة بـالمـعـانـي. إنـهـا فـرصـة لتجديد الـشـراكـة الـتـي خدمت شعبينا على مدى عقود، ولإعـادة تعريفها مـــن أجــــل عــهــد جـــديـــد. إن المـمـلـكـة الـعـربـيـة السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان، دولـــةٌ تتحرك بحيوية: تستثمر، وتُـصـلِـح، وتــــتــــولــــى مـــســـؤولـــيـــة عــــالمــــيــــة. إن الاتــــفــــاق الدفاعي، والالتزامات الاستثمارية الكبيرة، والإصلاحــــــات الاجـتـمـاعـيـة الــجــاريــة تشير كلها إلى مستقبل تظل فيه السعودية حليفاً يُركَنُ إليه، في قلب منطقة حيوية؛ وشريكاً جاهزاً لصوغ عالم أكثر أمناً وازدهاراً. وفي ظل زعامة الرئيس ترمب، ورؤية ولي العهد الـسـعـودي، لـم يَـبْـدُ أفــق الـــسلام والـتـقـدم في الشرق الأوسـط أكثر وضـوحاً مما هو عليه الآن. والتحديات كبيرة جداً. بيد أن الفرصة كبيرة هي الأخرى. فعندما تجتمع الزعامة والشجاعة فإن أشدَ المشكلات تعقيداً يمكن أن تؤدي إلى مستقبل أفضل. 03 المحليات الأحد ، م 2025 نوفمبر 16 هـ 1447 جمادىالأولى 25 21328 السنة الثامنة والستون العدد محمد بنسلمان جعل السعودية قِِبلةللاستثمار والابتكار.. @OKAZ_online ) «عكاظ» (واشنطن مبعوثترمب السابق للمنطقة غرينبلات: إ امةشراكة أمريكيةسعودية تعممنافعها بين البلدين جايسون غرينبلات السعودية واثقة من نفسها وتستثمر فيمواطنيها وتحتضن الابتكار وتتولى أمنها بنفسها، وهيشريك يمكن الاعتماد عليه. رأي زيارة وليالعهد.. حدثٌ لن ينساه التاريخ يـــبـــدأ ولــــي الــعــهــد الأمـــيـــر مـحـمـد بـــن ســلــمــان، زيــــــارة تـاريـخـيـة للبيت الأبيض في واشنطن، بعد غد (الــثلاثــاء)، وسـط اهتمام غير مسبوق فـي الـعـالمين العربي والإسلامــــي، وداخــل الـولايـات المـتـحـدة، الـتـي تتعطش قطاعاتها الـحـيـويـة، كالتكنولوجيا، والتمويل، والصناعة، والرفاهية، للفوز بنصيب من مشاريع ، الهادفة لهيكلة الاقتصاد الوطني، ومـا يلزم ذلك 2030 رؤيـة من إصلاح اجتماعي، ومالي، وإداري. ومن أبرز أسباب الحفاوة بولي العهد في واشنطن، تلك التحولات الكبيرة التي أحدثها ولي العهد السعودي، برؤيته الثاقبة ليوم يأتي تَكُفُ فيه المملكة عن الاعتماد على دخـل النفط وحــده. ودخلت المــرأة السعودية في سوق العمل، وأدى اتخاذ إجـراء ات صارمة لكبح فساد المال العام إلى إقبال الممولين الغربيين على مشاريع السعودية، وعلى الفرص التي أتاحتها للمستثمرين الأجانب. ويذهب ولي العهد إلى واشنطن، وهو يحمل قضايا مهمة جداً بالنسبة إلى المملكة، خصوصاً التوصل إلـى اتفاق دفاعي مشترك، واتفاق لمساعدة المملكة في تفعيل برنامجها النووي السلمي، فضلاً عن الجهود التي ظلت المملكة تبذلها منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، لحل القضية الفلسطينية، بما يضمن استعادة الأراضي العربية السليبة. وتكتسب زيـارة الأمير محمد بن سلمان، أهمية أكبر من حيث إنـهـا سيواكبها الأربــعــاء مؤتمر اسـتـثـمـاري ضـخـم، يتوقع أن يجيب عـن جميع أسئلة المستثمرين الأمـريـكـيين الــراغــبين في الاستثمار في المملكة. وهي زيـارة يتوقع لها المراقبون نجاحاً كبيراً، وستدخل التاريخ من أوسع أبوابه. الرئيسالأمريكييستقبل وليالعهد فيالبيت الأبيضفيزيارته السابقة.
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==