Okaz
07 الرأي @ramialkhalife راميالخليفة العلي باحثسياسي الشرفة ليستكمالاًً.. إنها روح المكان @munifalharbi منيفالحربي كاتبسعودي قُُـمـــرة MAY_KHALED@HOTMAIL.COM @MAYK_0_0 مي خالد كاتبةسعودية الأربعاء ، م 2025 نوفمبر 5 هـ 1447 جمادىالأولى 14 21320 السنة الثامنة والستون العدد ناصر الدعجاني كاتبسعودي @Naser_Aldajani هل توصيفالنهضة السعودية جريمة؟ حين يتحدث رئيس دولة بموضوعية وبلغة العقل والواقع، يفترض أن يُقابل حديثه بالاحترام والتقدير، لا أن تنهال عليه سهام الإعلام المأجـــور الــذي فقد بوصلة المهنة وشــرف الكلمة، واخـتـار الاصطفاف فـــي خـــنـــدق الــضــجــيــج والافـــــتـــــراء. هــــذا مـــا حــــدث تـــمـــاماً مـــع الــرئــيــس السوري أحمد الشرع عقب كلمته في مؤتمر الاستثمار في الرياض، حين أشـــاد بـالـدور الــريــادي للمملكة العربية الـسـعـوديـة، مـؤكـداً أنها تـقـود قـاطـرة التنمية فـي المنطقة، وتـمـثّـل الـنـمـوذج الـــذي يُـحـتـذى به في الإدارة والتخطيط الاقتصادي والنهضة الشاملة. لم يقل الرجل سوى الحقيقة الواضحة التي يدركها كل من يتابع مسار التحوّل الذي تشهده المملكة خلال العقد الأخير، من استقرار سياسي واقتصادي، إلـى إصلاحـــات هيكلية كبرى، إلـى رهــان واعٍ على الشباب السعودي كركيزة للتقدّم، إلـى توظيف ذكـي للتقنيات الحديثة في كل مفاصل الدولة. ومع ذلـك، لم ترَ بعض المنابر الإعلامية في هذا الموقف سوى فرصة لتصويب سهامها نحوه، لا لسبب إلا لأنها لا تحتمل أن ترى نـمـوذجاً عـربـياً نـاجـحاً يقود مـن دون وصـايـة أحــد، ويصنع نهضته بـــإرادتـــه لا بـتـوصـيـات المـؤسـسـات الـدولـيـة أو بـــــإملاء ات الـــخـــارج. هـذا الإعلام الــذي يتدثر بــرداء الوطنية ويتغذى على الخطاب الشعبوي هو نفسه الـذي يسكت عن الفساد ويُبرر الإخـفـاق، ثم يتجرأ على من يشهد بالحق لدولة عربية شقيقة تقف اليوم في مقدّمة الركب. ما قاله الـشـرع ليس مــدحاً سياسياً عـابـراً، بـل هـو توصيف موضوعي لواقع مـلـمـوس، فالمملكة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة بـاتـت تـمـثّـل الــيــوم مـركـز ثقل اقتصادي وسياسي في المنطقة، وهي الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تـجـمـع بين الـــرؤيـــة الاسـتـراتـيـجـيـة والانـــضـــبـــاط الـتـنـفـيـذي، وبين الأصـالـة والـحـداثـة، وبين الـثـروة الماديـــة والـثـروة البشرية. فهل يُعقل أن يتحوّل الإقرار بهذه الحقائق إلى «تهمة» تستوجب الهجوم؟ أم أن بعض الإعلامـيين باتوا يرون في نجاح الآخرين مرآةً تعكس عجزهم وفشلهم في فهم المـعـادلات الجديدة؟ إن الإعلام الـذي يهاجم الشقيق حين ينجح، ويـمـتـدح الـغـربـاء حين يفشلون، هـو إعلام فقد انتماء ه قبل أن يفقد مهنيته. إعلام لا يملك مشروعاً سوى تسويق الوهم وبث الغيرة المسمومة بين الشعوب. الإعلام الذي هاجم الرئيس السوري لم يفعل ذلك دفاعاً عن قضية أو عن مبدأ، بل لأنه لا يحتمل رؤية موازين القوة تتغيّر في المنطقة من الفوضى إلـى الاسـتـقـرار، ومـن الشعارات الجوفاء إلى الإنجاز الحقيقي. المملكة اليوم تصنع التاريخ الحديث للمنطقة بهدوء وثقة، ومـن الطبيعي أن يزعج ذلـك من اعـتـادوا على الضجيج وبيع الكلام. نعم، الخير الذي يصيب المملكة يصيب العرب كلهم، والاستقرار الـذي تبنيه هو سياج يحمي المنطقة من الانهيار، أما الذين يسخرون من النهضة السعودية فهم أول من يهرع إلى طلب دعمها عند أول أزمـــة. لقد آن للإعلام أن يعود إلـى رشـــده، أن يتخلى عن الغيرة المرضية والعداء المجاني، وأن يتعلّم أن الاعتراف بالنجاح العربي ليس ضعفاً بل هو قـوة ومــروء ة وشهادة للتاريخ. المملكة لا تحتاج مديح أحد، ولكن من العيب أن يُحارب نجاحها من قبل إعلام عربي فقد صوابه، فصار يرى في كل ضوءٍ عربي مشعٍ تهديداً لعتمته هو. وختاماً، فإن الهجوم على من يقول الحقيقة لا يغيّر الحقيقة، بل يزيدها بـريـقاً، وإن مـن يهاجم منطق الاعـتـدال والإنــجــاز، إنما يوقّع بيده شهادة سقوطه الأخلاقي والمهني أمام الرأي العام العربي. عاصفة آسيوية فيأجواء الخليج قبل يومين، وقّعت طيران «إير آسيا» مذكرة تفاهم مع مملكة البحرين لاستكشاف جعل المنامة مركزاً رئيسياً للشركة في الشرق الأوسط. هذه الخطوة تحمل دلالات مهمة، نظراً لكون «إير آسيا» إحدى أكبر شركات الطيران الاقتصادي في العالم التي تمتلك نموذجاً تشغيلياً أثبت نجاحه، بأسطول طائرة من إيرباص، 367 طائرة، وتعاقدات مؤكدة لشراء 200 يفوق طـائـرة خلال السنوات 600 مـع خطط طموحة للوصول إلــى المقبلة. الـشـركـة الـعـملاقـة تخطط لخلق مـسـار يـربـط بين آسيا والمـنـطـقـة انـــــطلاقاً مــن الـبـحـريـن، عـبـر رحلات مـبـاشـرة مـنـخـفـضـة الــتــكــلــفــة، وكـــذلـــك خـــدمـــات شــحــن وتـــدريـــب وصـــيـــانـــة، إضـــافـــة إلــــى الـــربـــط بين ســوقــهــا الآســـيـــوي ومـــحـــطـــات أوروبــــيــــة مـــخـــتـــارة، فـــي مـــحـــاولـــة لـصـنـاعـة حضور أوسع في الشرق الأوسط. هـــذه الــخــطــوة سـتـخـلـق بلا شـــك تــنــافــساً جـــديـــداً فـــي سـوق الطيران الخليجي، وهي منافسة صحية؛ لأنها توسّع السوق وترفع جودة الخدمات وتنوّع الخيارات أمام المسافر. مـن المبكر الـجـزم إلــى أيــن ستتجه المـنـافـسـة، لكن مـن الــواضــح أن نماذج الشركات الكبرى الشاملة لن تتأثر مباشرة، على عكس طيران العربية الجديد في الدمام، الذي يدخل اختباراً مبكراً لا يُستهان به، فوجود طيران مثل «اير آسيا» على بعد عشرات الأميال قد يهدّد نجاح التجربة الوليدة، وقد يدفع العربية للتوسّع أكثر واستباق التأثير، فالعربية نجحت في ترسيخ موقعها سابقاً، وعليها اليوم أن تقرأ التغيّرات القادمة في السوق، وتعيد تموضعها أمام لاعب كبير يمتلك شبكة ضخمة، وخبرة طويلة في الطيران الاقتصادي، وخطوط تشغيل تمتد عبر مطاراً حول العالم. 165 أكثر من الــــتــــغــــيــــيــــر الأهـــــــــــم هـــــــو أن الـسـعـوديـة الــيــوم ليست مـتـفـرجاً فــي ســـوق الــطــيــران، بــل قـــوة صـانـعـة للمستقبل، وإذا كانت دول المنطقة تتحرك لتأمين أو ترسيخ موقع لها في السباق، فالمملكة تعمل على رسم السباق نفسه، من خلال المطارات والناقلات والتمويل والشراكات والسياحة... أي من خلال بناء منظومة كاملة وليست شركة أو مطاراً منفرداً ما يجري اليوم ليس سباقاً على من يمتلك شركة طيران أو يبني مـطـاراً، بل سباق على من يصنع ســوقاً، ويمتلك رؤيــة وبنية وتأثير. الـــواضـــح أن الــشــرق الأوســــط مـقـبـل عـلـى مـرحـلـة جـديـدة من صناعة الطيران، فالسعودية أطلقت قبل فترة أكبر استراتيجية طـيـران فـي تاريخها، مستهدفة الوصول ، وربـط 2030 مليون مسافر سـنـوياً بحلول 150 إلــى وجهة حـول العالم، يتقدم هذه 250 المملكة بأكثر مـن الرؤية مطار الملك سلمان الدولي، الذي سيكون من أكبر مطارات العالم عند اكتماله، وكذلك جاءت طيران الرياض لتكون نـــاقلاً وطـنـياً جـديـداً بطموحات عالمية، فيما تواصل الخطوط السعودية وطيران ناس وأديل توسيع حضورها، أيضاً كان تأسيسشركة أڤيليس لتمويل وتأجير الطائرات إضافة نوعية، تعزز مكانة المملكة لاعباً محورياً في القطاع. الطموحات السعودية لم تقف عند ذلك، بل امتدت إلى ملكية الأصول العالمية، مثل الاستحواذ على حصة في مطار هيثرو أحد أهم مطارات العالم، وكذلك الاستثمار في إير آسيا نفسها، حيث لعب صندوق الاستثمارات العامة الدور الأكبر في جولة مليون دولار. 100 جمع تمويل للمجموعة بقيمة كل هذه الخطوات تعكس تحوّل المملكة من مجرد سوق تستقبل شركات الطيران إلى دولة تعيد تشكيل معادلة الطيران الإقليمي والدولي، وتبني مستقبلاً جديداً للسفر والاستثمار والسياحة. إن الــدول التي تعرف قيمة قطاع الطيران لا تبني مـطـارات ولا تؤسس شـركـات... بل تبني فوق ذلك مستقبلاً، تفتح من خلالـه نوافذ جديدة على العالم. الرواية الر مية الـقـصـة أداة وجـــوديـــة، فـهـي تضفي لـلـوجـود معنى وعـــبـــرهـــا تـــتـــنـــاقـــل الــــخــــبــــرات الإنــــســــانــــيــــة، فــالــقــصــة والأسطورة جند من جنود الله، والقرآن كتاب يحوي «أحسن القصص» ومجمع المعجزات السردية، ومنذ فجر حكايات الجدات وحتى عصر الرواية الحديثة، كــان جـوهـر الـسـرد إجـابـة لـثلاثـة أسـئـلـة: مـا القصة؟ ومن يرويها؟ ولماذا يقصها؟. واليوم في عالمنا الرقمي نشهد على السرد التفاعلي والميتاسرد الــذي يجعلنا أكثر مـن متلقين بـل نحن جزء من القصة. فـالـراوي العليم التقليدي أصبح خـوارزمـيـات ذكية موزعة. الــســرد الـتـقـلـيـدي عـنـد ديـفـيـد هـيـرمـان هـــو: «طريقة لـتـنـظـيـم الــتــجــربــة الــبــشــريــة فـــي شــكــل مـتـسـلـسـل من الأحداث، يقدم إحساسًا بالتماسك والمعنى». وهــو بهذا المعنى ليس حـكـرًا على الأدب، بـل يشمل الصحافة والعلوم والتاريخ... أمــا الـسـرد الرقمي فهو اسـتـخـدام الـوسـائـط الرقمية كالنصوالصورة والصوت والفيديو في بناء القصة. فـهـو ســـرد يـتـجـاوز الـنـص المـكـتـوب ليصبح متعدد الوسائط قائم على التوليد والتفاعل. فالقصة التي كانت مغلقة صارت قصة مفتوحة، ولم يعد مؤلفها واحدًا بل متعدد: هو المؤلف والجمهور والخوارزميات. والقصة الـعـابـرة للمنصات تـتـوزع فـي لعبة فيديو وفـــيـــلـــم وأغــــنــــيــــة... ويــســتــطــيــع المـــســـتـــخـــدم أن يـغـيّـر ســيــنــاريــو الأحـــــــداث ومـــصـــائـــر الأبــــطــــال، بـمـعـنـى أن الـــــراوي الـعـلـيـم نـــزل مــن عـــرش إبـــداعـــه وصــــار راويًــــا متعدد الأكوان، يعرف كل شيء، وهذا يعني أن الراوي العليم لـم يغب لكنه فقد سلطته الأحــاديــة وأصبح أشبه بالشبكة السردية، التي لا تعرف للقصة مسارًا واحدًا بل تعرف كل المسارات الممكنة للقصة. يـبـدو أنـــه لا بـــأس بـــأن نسلم أنفسنا لــــراوي الأكـــوان المـتـعـددة، لكن لــدي مـأخـذ أخلاقـــي واحـــد على الأقـل يخص هــذا الـــراوي وهــو أنــك كمستخدم لـو راجعته وأبديت إعجابك بعمله فسيطريك ويكيل لك المديح ويـــعـــتـــرف بــفــضــلــك، وإن قــلــت أنــــه أخـــطـــأ وعــمــلــه لم يعجبك فسيعتذر عن الخطأ ويبجلك ويثني عليك كذلك. فلو كان الراوي الرقمي الذكي هذا شخص بيولوجي بلحم ودم لما كـــان لــه صـفـة أشـــد وضــوحًــا مــن كونه منافقًا كبيرًا. الباحة.. والهوية المعمارية المواكبة للرؤية..! في جبال الباحة، لا تُقاس قيمة البناء بارتفاع الجدران.. بل بمدى اتساع الأفق من شرفاتها، فالمنزل الذي لا يُطلّ على الغيم.. لا يليق بأرضٍ وُلدت من رحم الضباب.. وتربت على النسيم البارد وصوت المطر. لقد أرهقنا تكرار النمط نفسه: مبانٍ مربعة.. مغلقة على نفسها.. نوافذها خجولة لا ترى منها إلا الجدار المقابل.. وكأننا نبني في صحراء.. لا على سفوحٍ تحتضن الغيوم. إن السائح الذي يقطع المسافات إلى الباحة.. لم يأتِ ليُغلق على نفسه باب غرفة.. بل جاء ليجلس في مواجهة الوادي.. يسمع خرير الماء.. ويشمّ عبير العرعر.. ويرى كيف يعانق الــغــيــمُ الـــشـــجـــر.. جــــاء لـيـجـد هـــــواءً نــقــياً ومـــكـــاناً مـفـتـوحاً للحياة، لا علبة إسمنتية مغلقة. نـقـولـهـا بلا خــجــل: مـــن أراد أن يـبـنـي فـــي الــبــاحــة، فـلـيبنِ بوعي الجبل لا بعشوائية المدينة! اجعلوا الإطلالة محور التصميم، لا الإكساء الخارجي. واجـعـلـوا الـضـوء والــهــواء يـــدخلان قبل الـنـزيـل.. فالشرفة ليست كــمــالاً... إنها روح المـكـان. ومـن دونـهـا، يفقد البناء مـعـنـاه، وتـفـقـد الـبـاحـة هـويـتـهـا الـسـيـاحـيـة الـتــي لوّنتها الطبيعة لا الخرسانة. الباحة تستحق أن تُبنى كما تُحب أن تُرى: • بواجهات حجرية تتنفس هواء الجبل. • بشرفات تمتد على الوادي. • بجلسات تحاكي الضباب لا تخشاه. • بنمط معماري يحفظ شكلها الطبيعي وهوية قراها القديمة. فالمعماري الحقيقي ليس من يملأ الأرض جدرانًا، بل من يجعل الهواء جزء ًا من التصميم. نرجو من أمانة الباحة وهيئة السياحة أن تُعيد النظر في اشتراطات البناء السياحي.. وأن تُلزم المشاريع الجديدة بتوفير شرفات مطلة وجلسات مفتوحة ومساحات تناغم بين الداخل والخارج. فـالـبـاحـة لـيـسـت مــشــروعًــا تــجــاريًــا فــحــســب... إنــهــا هـويـة وطنية ومتنفس للروح.. ختامًا: الباحة لا تُطلب لتُسكن، بل لتُعاش. ومــن يبني فيها، فـلـيبنِِ مشهدًا مـن الغيم، لا جـــدارًا من الصمت. ما اله الشرع ليسمدحا سياسياً عابراً، بلهو توصيف موضوعيلوا عملموس، فالمملكة باتتتمثّل اليوم مركز ثقل ا تصاديوسياسيفيالمنطقة السباقعلى من يصنعسوقا ويمتلك رؤية وبنية وتأثير إن السائح الذييقطع المسافات إلى الباحة.. لم يأتِ ليُغلقعلىنفسه بابغرفة.. بل جاء ليرىكيفيعانق الغيمُ الشجر ». (واس) 2 الرياضتواصل تسليط الضوء علىالثقافة الهندية فيثانيأياممبادرة «انسجامعالمي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==