Okaz
Weekly الأسبوعية السياسة 07 بعد زلزال ترمب بتصنيفها «إرهابية» «الإخوان» بين خيارين.. الانكماشأو التآكل @HechmiRawiya ) راوية حشمي(بيروت هناك لحظة سياسية لا يعود فيها النقاش حول جماعة «الإخوان المسلمين» مسألة تقييم تنظيمي أو جدل أيديولوجي، بل يصبح سؤالاً عن كيفية تعامل الدول مع بنية ظلت عقوداً تتقن تغيير جلدها، وتتنقل بين العمل الدعوي والتمويل العابر للحدود والتموضع السياسي حين تسمح الظروف. لحظة اختبار أمام المتغيّرات لحظة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تصنيف فروع الإخوان منظماتٍٍ إرهابية لا تعكس فقط توجّهاً أمريكياً تجاه الإسلام السياسي، بل تكشفحدود قدرة الجماعة ذاتها على حماية صورتها التي بنتها طويلاً عن أنها حركة إصلاحية. القرار الأمريكي أعاد فتح ملف ظل مؤجلاً: هل الإخوان حركة سياسية تتكيّف أم بنية عقائدية قادرة على إعادة إنتاج الصدام كلما ضاقت عليها الخريطة؟ بهذا المعنى، القرار ليس مجرد تصنيف قانوني، بل لحظة اختبار لصلابة الجماعة أمام المتغيّرا ، ولقدرة أنظمتها الإقليمية على الصمود حين تتراجع المظلة الدولية التي كانت تحميها أو تتغاضى عنها. مصر.. الارتداد الأكبر علىالبنية الأم الضربة التي وجّهها القرار لم تصب الإخــوان في فـرع دون آخـر، بل أعــاد ترتيب المشهد من مصر إلى لبنان والأردن. ففي مصر، حيث تكمن البنية الأم، جاء تأثير القرار أشد وقعاً؛ لأن القاهرة تجد فيه اعترافاً دولياً متأخراً بطبيعة الجماعة التي خاضت معها مواجهة ممتدة. وهنا يصبح التصنيف الأمريكي أداة تمنح النظام المصري شرعية أوسع لتعزيز مقاربته الأمنية، بالتوازي مع فتح الباب أمام تجفيف مصادر التمويل التي ظلت تتدفق عبر واجها جمعيا وشبكا خارجية. الارتداد هنا لا يصيب النشاط التنظيمي فقط، بل يطاول قدرة الجماعة على الحفاظ على شبكاتها الاجتماعية والطلابية التي شكّلت خـزّاناً بشرياً حاسماً لعقود. ومع انحسار الهامش الدولي، تتراجع قـدرة الجماعة على المناورة، وتجد نفسها للمرة الأولى منذ سنوا أمام معضلة الوجود نفسه: هل تنكمش داخلياً أم تتآكل تدريجياً؟ لبنان.. ساحةصغيرة تخفيشبكة حسّاسة أما لبنان، الـذي لم يشكّل يـوماً مركزاً تنظيمياً كبيراً، فقد كان ساحة مرنة تستفيد منها شبكا تــدور فـي فلك الإخـــوان وتعمل تحت عناوين خيرية وتعليمية. هنا يصبح القرار الأمريكي أشبه بكاشفضوئي يسلّط الضوء على هذه الشبكا ، ويدفع نحو إعادة تدقيق دولي في مصادر تمويلها. البيئة السياسية اللبنانية، بوجود الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، التي تسعى لإعادة ترميم الثقة الخارجية، تتحرك اليوم وفق مقاربة لا تمنح أي غـطـاء لأي كـيـان يمكن أن تصنفه واشـنـطـن كـتـهـديـد. وهـــذا يعني أن الخطاب الإخـوانـي سينكمش أكثر، وأن التيارا السنّية التي تبحث عن شرعية محلية لن تجد فائدة في الاقـتـراب من أي بنية عابرة للحدود لم تعد تمتلك القدرة على حماية نفسها. الأردن.. سقوط آخر خطوط الدفاع وفــي الأردن، حيث الـعلاقـة مـع الإخـــوان أكثر حساسية، يتزامن القرار الأمريكي مع مسار داخلي يشهد تضييقاً متصاعداً بلغ حد إغلاق الفرع القديم وتحجيم الذراع السياسي للجماعة. وهنا لا يضيف التصنيف دعماً رمزياً فقط بل يمنح عمّان غطاءً دولياً يعزز روايتها بأن الجماعة تتجاوز النشاط السياسي المعتاد. وتنعكس النتائج مباشرة على العمق الانتخابي للجماعة وشبكا تأثيرها في النقابا والمخيما ومؤسسا المجتمع المدني، ما يجعل الحضور الإخواني أمام تضييق غير مسبوق، قد يعيد رسم خريطته بالكامل. نهايات الدور الإقليمي لكن التداعيا الأوسع تتجاوز حدود الدول الثلاث، فقرار ترمب يضرب جوهر القوة التي اعتمد عليها الجماعة منذ نشأتها: الـقـدرة على التحرك كشبكة متداخلة، تتمدد حين تسمح الظروف وتنكمش حين تضيق. ومع دخول التصنيف الأمريكي على الخط، يتفتح الباب أمـام مرحلة جديدة تفقد فيها الجماعة غطاءها الدولي التقليدي، وتصبح فروعها موزعة بين كيانا محلية محاصرة، عاجزة عن العمل العابر للحدود أو جمع التمويل بحرية، ما يفتح المجال أمـام تشققا داخلية بين جناح يريد المواجهة وآخــر يبحث عن استيعاب سياسي لا يبدو ممكناً في المدى المنظور. ومع انكماش الحضور في الساحل الشرقي للمتوسط، تبدو الجماعة كأنها تدخل مرحلة إعــادة تعريف وجــودي، إذ لم يعد السؤال كيف تتوسع، بل هل هي قادرة أن تتجنب التبخر؟ انعطاففيمسار الإسلام السياسي في لحظة إقليمية تعيش فيها المنطقة تحوّلا عنيفة، يصبح هذا القرار نقطة انعطاف في مسار الإسلام السياسي نفسه، إذ يفقد أهـم تنظيماته القدرة على الاستفادة من الصدع بين السياسا الدولية والمحلية. وهنا لا يبدو مستقبل الجماعة مرتبطاً بقرار ترمب وحـده، بل بما إذا كانت البنية الإخوانية قادرة أصلاً على التأقلم مع عالم لم يعد يعترف بالشعارا التي استهلكت لعقود، ولا يقبل بوجود تنظيما عقائدية تتخفى خلف خطاب مدني عند الحاجة. @GH3ABID ) غانم العابد (بغداد في سباق مع الزمن ومع وقع الضغوط الأمريكية المعلنة، كثّف تحالف «الإطــار التنسيقي» الـذي أعلن أنـه يمثّل الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب العراقي، اجتماعاته بـهـدف حسم مرشحه لمنصب رئـيـس مجلس الـــوزراء القادم، قبيل وصول المبعوث الأمريكي الخاص مارك سافايا إلى بغداد مطلع الشهر القادم. تقليصقائمة المرشحين وحسب معلوما مؤكدة، فقد أفضى الاجتماع الأخير لقيادا الإطــار التنسيقي إلـى تقليص قائمة المرشحين أســـمـــاء، أبـــرزهـــم رئـيـس الـــــوزراء السابق 5 للمنصب إلـــى نوري المالكي، ورئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد شياع السوداني. وكشف الاجتماع تحولا في معايير الترشيح، إذ تم إلغاء شرط «ألا يمتلك المــرشــح كتلة بــرلمانــيــة»، وهـــو مــا يُـنـظـر إلـيـه عـلـى أنـه تكييف يهدف إلى خدمة مرشح من المرشحين الطامحين للمنصب. في المقابل، شهد اللقاء رفضا صريحا لمقترح تقدم به الأمين العام لحركة العصائب قيس الخزعلي، لتسمية رئيس الهيئة الوطنية العليا للمساء لة والعدالة باسم البدري، رئيسا للحكومة الجديدة. دعم أمريكي للمؤسسات الشرعية ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي إلى العراق خلال الأسبوع الأول من » شدّد فيه على X« الشهر القادم. واستبق سافايا زيارته بمنشور على منصة دعم واشنطن للمؤسسا الأمنية العراقية الشرعية، في إشارة واضحة إلى أن أي جماعا مسلحة لا ترتبط بالمؤسسا الرسمية هـي، بحسب الإدارة الأمريكية، «قوا غير شرعية». وكـشـف مـصـدر خـــاص ل ــ «عــكــاظ»، أن سـافـايـا يحمل رســالــة شــديــدة اللهجة تتضمن تـحـذيـراً أمـريـكـياً صــريــحاً للأطــــراف الـسـيـاسـيـة، وتـحـديـدا للإطـــار التنسيقي، كـونـه المعني بتسمية رئـيـس الـــــوزراء. وتتمحور الـرسـالـة حول ضرورة الإسراع في تسمية الرئاسا الثلاث (الجمهورية والوزراء والنواب) قبل نهاية العام الحالي. إعادة تشكيل السياسة الأمريكية وتؤكد الرسالة الأمريكية أيضاً، ضرورة الالتزام بعدم ترشيح أية شخصية «مليشياوية» أو مرتبطة بالمليشيا ، أو لديها ارتباطا مع «بلد خارجي». وشــــدد الــجــانــب الأمــريــكــي عـلـى أن مــحــاولــة الإطـــــار الـتـنـسـيـقـي تـرشـيـح أي شخصية مخالفة لهذه الـشـروط، أو الالتفاف عليها، سيعرض الـعـراق إلى عقوبا اقتصادية كبيرة. ويُخشى أن تصل هذه العقوبا إلى حد تجميد الأموال العراقية المودعة في المصارف الأمريكية من عوائد مبيعا النفط. وتتزامن زيــارة سافايا مع زيــارة مرتقبة لنائب وزيـر الخارجية الأمريكي مـايـكـل ريـــغـــاس، الــــذي سـيـجـري سـلـسـلـة لـــقـــاء ا مـــع المـــســـؤولين فـــي بــغــداد، ويشرف على افتتاح مبنى القنصلية الأمريكية الجديد في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. وأفصح مسؤول في الخارجية الأمريكية أن الولايا المتحدة تعتزم إعادة تشكيل سياستها تجاه العراق لتتماشى بشكل كامل مع الأولويا الأمريكية، ما ينبئ بـ «نهج جديد» في طبيعة العلاقا الثنائية بين البلدين. خياراتمحدودة وتـأتـي الـرسـالـة الأمريكية لتؤكد أن ملف تشكيل الحكومة العراقية لـم يعد شأناً عراقياً محلياً، إنما شأن دولي، ويضع الموعد النهائي غير الرسمي الذي حددته واشنطن قبل نهاية العام، القوى السياسية، خصوصاً الإطار التنسيقي، أمـــام خــيــارا مــحــدودة، فالاستجابة لـلـشـروط الأمـريـكـيـة فـي اخـتـيـار حكومة غير مرتبطة بـالـخـارج مـن شأنها أن تخلق حـالـة مـن عــدم الـرضـا لــدى بعض الجماعا المرتبطة بجها خارجية، لكنها في الوقت ذاته تجنب العراق أية عقوبا اقتصادية أمريكية محتملة قد تؤدي فعلا إلى أزمة اقتصادية حقيقية لذلك فإن الأسابيع والاشهر القادمة قد لا تكون حاسمة في تسمية رئيس الوزراء القادم فقط، إنما ستحدّد مسار العلاقة بين بغداد وواشنطن في المستقبل. الجمعة السبت ه 1447 جمادىالآخرة 8-7 السنة الثامنة والستون 21340 العدد م 2025 نوفمبر 29-28 تحسم القوىالعراقية تشكيل الحكومة الجديدة قبل نهاية العام؟ الأسابيع القادمة قد لا تكون حاسمة في تسمية رئيس الوزراء الجديد. القرار الأمريكي ًأعاد فتحملفظل مؤجلا إعلان ترمب لحظة اختبار لصلابة «الجماعة» مع انحسار الهامش الدولي.. تتراجعقدرة «الإخوان» علىالمناورة نقطة انعطاف فيمسار الإسلام السياسي هل
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==