Okaz
07 الرأي الثلاثاء ، م 2025 ديسمبر 2 هـ 1447 جمادىالآخرة 11 21343 السنة الثامنة والستون العدد @hailahabdulah20 هيلة المشوح talalbannan@icloud.com د. طلالصالح بنّان كاتبسعودي Abdullateef.aldwaihi@gmail.com عبداللطيفالضويحي كاتبسعودي المسألة اليهودية تتجدّد فيأمريكا اليهود تاريخياً، لم يشعروا بـالأمـان، إلا إذا امتلكوا نصيباً من مــوارد القوة يفوق نسبة تعداد حجمهم (بمراحل) في المجتمعات التي يعيشون فيها. هم لا يسعون للحصول على السلطة، يكفيهم السيطرة على حركتها عـن كثب. هـم يـعـون تــمــاماً، أن تصرفاتهم وميولهم العنصرية لا تحقّق لهم الـوصـول إلــى السلطة، دعــك مـن إمكانية الـبـقـاء فيها. لـهـذا كــان الـيـهـود أقلية مكروهة في المجتمعات التي يعيشون فيها، في تكتلات اجتماعية منعزلة (الجيتو)، بينما يديرون دفة السلطة، عن طريق الاستحواذ على أكبر قدر من موارد القوة المتاحة، بـالـذات رأس المال، الــذي أَسَـــرُوا به النخب السياسية، وأذلـــوا به عامة الناس، عن طريق الربا الفاحش. هــذا هـو أســاس المسألة اليهودية، فـي مجتمعات أوروبـــا الحديثة، وكثير من مـجـتـمـعـات الـــشـــرق، مـمـا اسـتـفـزّ حــركــات سـيـاسـيـة قـومـيـة ويــســاريــة، شـعـارهـا الأســاس العداء لليهود، وتحميلهم كل مشاكل المجتمع، وفساد بعض أنظمة الحكم القائمة، مثل ما كانت عليه العقيدة السياسية للنازيين، في الفترة ما بين الحربين، حتى هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. النازية والقومية، مـن أهــم الأيـديـولـوجـيـات عـــداءً لليهود، هـم وراء نـشـوء مـا يطلق عليه المسألة اليهودية، نتاجاً لما يزعمون (الـعـداء للسامية). الـعـداء للسامية، لم يكن فقط شعاراً سياسياً، للعتق من رِبْـقَـةِ اليهود، التي تقيّد الشعوب والحكومات في المـجـتـمـعـات الأوروبــــيــــة، بـــل كــانــت مــمــارســة ممنهجة لاضــطــهــاد الــيــهــود، رداً لنشرهم الفساد، بكل أشكاله، في المجتمعات الأوروبـيـة، التي يعيشون فيها، للسيطرة على حكوماتها وإذلال شعوبها. كـــان تـصـديـر المـسـألـة الـيـهـوديـة إلـــى منطقة الــشــرق الأوســــط، بـهـجـرات منظمة لفلسطين الفترة ما بين الحربين، ما هو إلا جزء من محاولات شعوب وحكومات أوروبـــــا للتعامل مــع المـسـألـة الـيـهـوديـة. حـتـى تشجيع هـجـرة الـيـهـود للعالم الجديد، بالذات لدول شمال أمريكا، كان جزءاً من تصفية المسألة اليهودية، في مجتمعات العالم القديم، بالذات أوروبا. بعد الحرب العالمية الثانية اتخذت الحركة الصهيونية قراراً استراتيجياً بعدم التعرّض لـظـروف تـجـدّد المسألة اليهودية فـي أي مجتمع، بـالـذات مجتمعات الغرب التقليدية، في أوروبا وأمريكا الشمالية. لقد أخذت الحركة الصهيونية العالمية على عاتقها وعداً أقسمت فيه ألا تتكرر المسألة اليهودية في أي مجتمع، بـاتـبـاع وسـيـلـتين استراتيجيتين. الأولــــى: أن تـكـون لهم دولـــة منيعة خالصة لليهود، قـــادرة هــذه المـــرة، أن تـمـارس سيطرتها وتـوفّـر الأمـــان اللازم لليهود، وتَحُولُ دون ظهور مسألة يهودية، وللأبد. الثانية: مواصلة ابتزاز المجتمعات الـقـويـة والـفـاعـلـة، فــي نـظـام مــا بـعـد الــحــرب الـكـونـيـة الـثـانـيـة، حـتـى لا تتطوّر بها مسألة يهودية، بـأي ثمن، عن طريق منح اليهود فيها ما يمكن تسميته بالحصانة والامـتـيـازات العِرْقِية والاجتماعية والدينية، عن طريق استغلال عقدة الاضطهاد فيها، للحؤول دون تطوير ثقافة العداء للسامية. من ناحية أخــرى: العمل على ممارسة ابـتـزاز شـرس لمؤسسات المجتمع والـدولـة، لتوفير أقصى أمان ممكن لليهود في مجتمعاتها، مع أقصى دعم سياسي وعسكري، للدولة اليهودية الخالصة (إسـرائـيـل). في كل الأحـــوال: يكون ولاء اليهود في العالم لدولة إسرائيل، وليس للدولة، التي يعيشون فيها ويحملون جنسيتها. رغم أن اللوبيهات الصهيونية، وتلك المؤيدة لإسرائيل، من جمعيات وتيارات الجماعات اليمينية المحافظة الانجليكانية، وكذا الحركات الليبرالية المتطرفة فــي صهيونيتها، عــــزّزت مــن حملة مـنـاهـضـة مــا يـسـمـونـه بــالــعــداء للسامية، ليتحوّل من العداء لليهود للعداء لدولة إسرائيل، فإنه خلال العامين الماضين، ضـعـف كـثـيـراً جـــدل الــعــداء للسامية، وكــذلــك كـثـر الـتـسـاؤل حـــول جـــدوى ونفع وفائدة استخدام أموال دافع الضرائب الأمريكي لدعم دولة (هامشية) ليس لها أي فائدة استراتيجية لمصالح الولايات المتحدة ولا لأمنها القومي. هؤلاء المناوئون الجدد لإسرائيل في الولايات المتحدة، ممن لم يرتدعوا بسردِية العداء للسامية ولا بالقوانين التي تحميها والنفوذ السياسي، الـذي وراءهـا، يجادلون؛ أن شعار أمريكا أولاً، هو الأولى أن يؤخذ به، وليس شعار إسرائيل أولاً، كما يزعم بعض الساسة الأمريكيين مثل، نيكي هيلي، المندوبة السابقة للولايات المتحدة، التي تزعم: أن الولايات المتحدة هي التي في حاجة لإسرائيل وليست إسرائيل هي التي في حاجة لأمريكا. حتى أن رؤســاء أمريكيين، مثل الرئيس السابق جو بايدن كان يتفاخر بكونه يروّج لشعار: لو لم تكن إسرائيل موجودة، لعملنا على إيجادها. هذه الأيام، هناك صحوة سياسية وإعلامية وأكاديمية وثقافية تتساءل حول أسطورة العداء للسامية.. وتهاجم إسرائيل صراحةً وعلناً.. وتتساءل عن جدوى دفـع مليارات الـــدولارات سنوياً من أمــوال دافــع الضرائب الأمريكي لإسرائيل، بينما هناك فئات من الشعب الأمريكي في حاجة للطعام والرعاية الصحية ومكافحة التضخم وعلاج مشكلة البطالة ودعم التعليم، وتوفير جودة حياة كريمة للشعب الأمريكي... إلخ. أسئلة تعيد إلى الأذهان تطوّر المسألة اليهودية في أوروبا، خاصةً في ألمانيا، عندما أرجع هتلر كل أزمات ألمانيا، منذ بداية القرن الماضي، لليهود، ونتج عن ذلك ما عُرف بعد ذلك بأسطورة الهولوكوست، عندما بلغت المسألة اليهودية أوجها، باتباع النازيين حلولاً جذرية استئصاليّة للتعامل مع المسألة اليهودية في ألمانيا والدول التي احتلتها في الحرب العالمية الثانية، مثل بولندا وفرنسا والعديد من دول غرب ووسط أوروبا. هناكصحوةسياسية وإعلامية وأكاديمية وثقافية تتساءل حول أسطورة العداء للسامية.. وتهاجم إسرائيلصراحةً وعلنا العقول النادرة والعقول المستوردة..! فــي زمـــن الانــفــتــاح الاقــتــصــادي والـتـنـافـسـيـة الـعـالمـيـة، بـات من الـضـروري إعــادة النظر في فرضية راسـخـة: أن المواهب الأجنبية هي «عقول نادرة» تستحق رواتب استثنائية! هذه العبارة التي اعتُمدت لسنوات؛ لتبرير مستويات أجور فلكية لموظفين وافدين في مؤسسات عربية، لم تعد تـصـمـد أمــــام حـقـائـق الأداء ولا أمــــام تــحــوّلات سوق العمل اليوم. فــــلــــطــــالما أقـــنـــعـــت الــــشــــركــــات نـــفـــســـهـــا بـــأن «اســـتـــيـــراد الـــخـــبـــرات والمــســتــشــاريــن» هو الطريق السريع للتطوير، ففتحت أبوابها لتوظيف أجــانــب بــرواتــب ومــزايــا تفوق أحياناً بأضعاف ما يحصل عليه موظف محلي أكثر كفاء ة.. غير أن السؤال الذي لا يُــطــرح بـجـديـة هـــو: هــل فـــعلاً كــل مــن يُجلب من الخارج يُعتبر موهبة وموهبة نادرة؟ أم أن الخطاب عن التميّز والعقول النادرة قد أصبح ستاراً لسياسات توظيف غير عادلة؟ في كثير من الحالات، لا يستند منح الرواتب الخيالية إلى معايير واضحة للأداء أو الإنتاجية.. بل هو مـوروث إداري قديم نشأ في زمن ضعف الكفاء ات المحلية بذهنية ترسّخت أن العيون الزرقاء موهبة، لكن الواقع تغيّر: اليوم خرجت من جامعاتنا أجيال تحمل أعلى الشهادات، وتدير أصعب المشاريع، وتتنافس عالمياً، دون أن ينال ذلك ما يكفي من إعادة التقييم داخل مؤسساتنا. بــات مـن الــضــروري إذن وضــع آلـيـة تقييم مـوحّـدة لأداء كل مـوظـف، محلياً كــان أم وافــــداً.. فالقضية ليست فـي جنسية الموظف، بل في القيمة التي يضيفها! مـــن يـحـصـل عـلـى راتــــب مـرتـفـع يـجـب أن يـقـدم نتائج ملموسة، لا مجرد سيرة ذاتية منمّقة أو لقب وظيفي مثير ببدله. إن اســـتـــمـــرار الـــفـــجـــوة فـــي الــــرواتــــب دون مبرر يـؤدي إلى خلق بيئة طبقية داخل المؤسسات، تهز الانتماء، وتضعف روح الفريق. فالإشكال أعمق من مجرد رواتـــب، بل هو ســــؤال الــهــويــة والـــعـــدالـــة فـــي بـيـئـات الـعـمـل! فإذا كانت المواهب الأجنبية ضرورة في بعض الــقــطــاعــات الـتـخـصـصـيـة، فــــإن وجــــودهــــا يــجــب أن يخضع لمعادلة واضحة: قيمة مضافة حقيقية مقابل تكلفة عـادلـة.. لا أن نعطي مـزايـا مفرطة بلا مساء لة، ولا حصانة وظيفية تحت لافتة «العقل المستورد». إن إعادة هيكلة رواتب المواهب الأجنبية ليست دعوة للانغلاق، بــل خــطــوة نـحـو تـرسـيـخ الـشـفـافـيـة والـــعـــدالـــة، وإتـــاحـــة الـفـرصـة لمــن يـسـتـحـق.. فـــإذا أردنــــا بـنـاء اقـتـصـاد مـنـافـس عــالمــياً، فعلينا التخلّي عن القناعة القديمة التي تضع الأجنبي دائماً في خانة الأفضلية، فالمواهب موجودة هنا أيضاً، ومن حقها أن تُرى، وأن تُقدَر. التمور ثروة اقتصادية وهوية متجذّّرة تُعدّ التمور من الثروات النباتية الإستراتيجية في المملكة العربية السعودية؛ فهي ليست مجرد غذاء أساسي أو رمزًا لتراث متوارث، بل رصيد اقتصادي حقيقي يسهم بشكل ملموس في دعم معدلات مليون 1.9 التصدير وتنويع الدخل الوطني بإنتاج ضخم تجاوز مليار ريـال. 1.695 وصـــادرات ارتفعت إلـى 2024 طـن خلال عـام وهذه الأرقام لا تعكس فقط حجم الإنتاج والتصدير، بل تؤشر إلى عمق ارتباط التمور بالجهود الوطنية لتنويع الاقتصاد، وتعزيز الاكتفاء الذاتي الـزراعـي، وتحفيز التنمية الريفية والوظائف في قطاع الزراعة والصناعات المرتبطة بها. تحت شعار: «الابتكار من أجل الاستدامة في سلسلة القيمة لقطاع من 2025 النخيل والـتـمـور»، تنطلق هـذه الأيـــام فعاليات نسخة ، في 2025 ديسمبر 4 نوفمبر، وتستمر حتى 25 «عالم التمور» في حرم جامعة الملك سعود بمدينة الرياض بتنظيم المركز الوطني للنخيل والـتـمـور وبـالـشـراكـة مــع عـــدد مــن الـجـهـات المتخصصة. وتشارك في المعرض مناطق عدة من المملكة تشتهر بزراعة النخيل والإنتاج من الرياضوالقصيم إلى الأحساء، حائل، الجوف، المدينة المنورة، والعلا، وغيرها. صـنـف مــن التمور 400 يحتضن مـعـرض عـالـم الـتـمـور أكـثـر مــن تـمـثّـل تــنــوّع المــنــاطــق والمــنــاخــات الـــزراعـــيـــة، وأجــنــحــة لــلــمــزارعين والمـنـتـجين تتيح الـتـذوق والــشــراء مباشرة مـن المـصـدر ومنصات للحرف اليدوية والمأكولات المحلية، ومقاهٍ ومطاعم تقدم مأكولات ومشروبات تعتمد التمور في أجــواء عائلية وتراثية، وفعاليات ثقافية وترفيهية، تعكس عمق العلاقة بين التمور وتراث وهوية المجتمع السعودي. مــن خلال مـشـاهـداتـي الشخصية داخـــل مـعـرض «عــالــم الـتـمـور»، تتجسّد علاقـــة الـتـمـور بالهوية الـسـعـوديـة: مـن النخلة والــزراعــة القديمة، إلى الأسواق الحديثة، والمنتجات المعاصرة، والصناعات الغذائية. المـعـرض يجمع بين الطابع التراثي والــتــذوق، الأطعمة الشعبية، الـحـرف الـيـدويـة، وبين الطابع الـتـجـاري والاقـتـصـادي، كذلك لاحظت الإقبال على مزادات التمور في باحة المعرضوعرض جميع الصناعات والحرف المرتبطة بسعف النخيل وتمورها في أجواء جذبت الكبار والصغار مواطنين ومقيمين! التمور فـي المملكة ليست مجرد فاكهة تُـقـدَم على مـوائـد الإفطار أو تُـبـاع فـي الأســــواق، هـي ثـــروة وطنية حقيقية: غـــذاء، اقتصاد، تراث، وصناعة. بفضل الإنتاج الضخم، التصدير الواسع، والطلب المتزايد عالميًا، باتت المملكة في مقدّمة الــدول المنتجة والمـصـدّرة للتمور. هل فعلاًً كل من يُُجلبمن الخارج يُُعتبر موهبة نادرة؟ التنافس بين الجامعات يعني تحسين الأداء داخل كل دور تدوير رؤساء الجامعات السعودية بين التكامل والتنافس مرت الجامعات السعودية بمحطات تاريخية مهمة بدءاً بنواة التعليم ثم التوسّع 1957 ثم تأسيس أول جامعة سعودية 1927 العالي سنة الإقليمي بفروع الجامعات، بعدها مرحلة الجامعات التخصصية ثم مرحلة جامعات المناطق، تلتها مرحلة التنافس والتصنيفات الدولية وصــولا إلـى المرحلة الحالية ومـا ترتكز عليه مـن حوكمة واستقلالية مالية وابتكار واستدامة. المـرحـلـة الـحـالـيـة تتطلب قـــيـــادات جـامـعـيـة مـتـمـكّـنـة، تستطيع مـواكـبـة التغييرات الـتـي تعيشها المملكة وضـبـط بوصلة التغيير بما يحقق مستهدفات الجامعة بالتماهي والانسجام مع مستهدفات رؤية المملكة. المتابع لأداء الجامعات فـي الفترة الأخـيـرة، يستطيع أن يـرى بوضوح الجامعات التي استوعبت دورها وتموضعت، حيث يجب أن تكون محلياً وعـالمـياً، كما يستطيع فـي الـوقـت عينه، أن يـرى جامعات لا تــزال تغرد خارج السرب وتعمل ربما بلا بوصلة بل وتتمترس خلف إدارة جامعية خــارج الـزمـن، عاجزة عن التموضع والمواكبة والتفاعل والانسجام مع الإيقاع العام للتغيير والتنمية كما هو في معظم الجامعات. هــذه المرحلة لا تحتمل الجامعة مثل هــذه الفقيرة إدارياً وقــيــادة، لأن تعطيل أي جامعة فـي هــذه المـرحـلـة ســوف يترتب عليه تعطيل دائــرة قطرها مجتمع الجامعة خـاصـة جـامـعـات المـنـاطـق، كما يترتب عليه إخــراج فئات كبيرة من المجتمع خـارج زمنها، في الغالب بسبب مدير جامعة ليس لديه ما يقدمه. من هنا يصبح التدوير الإداري مطلباً أكاديمياً وتنموياً وإدارياً ملحاً، ن من خلاله ما إذا كان قصور الجامعة إدارياً وليس لسبب آخر، كما يتبيّ أن التدوير يحقق تلاقح التجارب القيادية للجامعات السعودية وتبادل النجاحات في فترة وجيزة، ويصقل المهارات القيادية الفردية لبعض المــديــريــن، غـيـر الــقــادريــن عـلـى تـمـوضـع جـامـعـاتـهـم، وفـــي نـفـس الـوقـت يمكن أن يكون التدوير فرصة أخيرة لبعض رؤساء ومديري الجامعات المفلسين إدارياً وقيادياً، بالتخلص منهم. يعد التدوير أحـد أفضل أدوات نقل التجارب بين الجامعات وبالذات فيما يرسّخ ويعزز كل ما يدعو للتكامل بين الجامعات وكل ما يدعو للتنافس فيما بين الجامعات. فهل العلاقة بين الجامعات السعودية هي علاقة تكاملية ومتى تصبح العلاقة تنافسية بين الجامعات؟ يمكن القول إن التكامل بين الجامعات يعني توزيع أدوار، بينما يعني التنافس بين الجامعات تحسين الأداء داخل كل دور. وهذا يعيدنا لما سبق وأن تناولته في مقالات سابقة وهو أن يكون لكل جامعة سعودية هوية أكاديمية بحثية اقتصادية حتى لا تتكرر الجهود وتلعب الجامعات أدوار بعضها بعضاً. تتكامل الجامعات عندما يكون هدفها اجتماعيا ومعرفيا، وتتنافس الجامعات فـي البحث عـن التصنيفات والسمعة الأكـاديـمـيـة. تتكامل عندما تراعي الجامعات اختلاف التخصصات لكل جامعة بما يميّزها ويـجـعـلـهـا تــتــفــرد عـــالمـــياً، فلا تـتـشـابـه تـخـصـصـاتـهـا مـــع تخصصات جامعة محلية أخـرى، وإن كانت بعض التخصصات تتكرر في معظم الجامعات، إنما المقصود أن تتميّز به جامعة واحـدة فقط. التكامل أن تـركـز جـامـعـة المـلـك سـعـود عـلـى التخصصات الطبية والـصـحـيـة، وأن تركز جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على الهندسة والطاقة والبحث الصناعي، بينما تركز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) على أبحاث متقدّمة في الذكاء الاصطناعي والعلوم البحرية والطاقة. وهــكــذا تصبح كــل جـامـعـة مـمـيّـزة ومـتـفـردة فــي مجالها بـــدل منافسة الجميع في كل شيء. ومـن هنا يكون التنافس بـأن تنافس كل جامعة لتكون الأفضل داخل مـجـالـهـا ولــيــس بـتـقـلـيـدهـا غــيــرهــا مــثــل نــشــر الأبـــحـــاث جــــذب الـعـقـول والمواهب وعقد الشراكات الصناعية وتبني الابتكارات وريادة الأعمال بـذلـك تنتقل الـجـامـعـات الـسـعـوديـة مــن جـامـعـات مــكــررة إلـــى منظومة تتكامل داخلياً وتنافس عالمياً. المرحلة الحالية تتطلبقياداتجامعية متمكّنة، تستطيعمواكبة التغييرات التي تعيشها المملكة وضبط بوصلة التغيير مركز الملكسلمان للإغاثة )512( يوزّّع سلة غ ائية فيمدينة أيبك بولاية سمنجان في أفغانستان. (واس) كاتبةسعودية @wwaaffaaa د. وفاء الرشيد كاتبةسعودية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==