Okaz

Weekly الأسبوعية السياسة 07 خطةسلام أوكرانية.. مسار متعثر يختبر حدود القوة والسيادة @HechmiRawiya) راوية حشمي(بيروت لم تتقدم المفاوضات بين موسكو وواشنطن بالقدر الكافي، ولم تكن اللحظة السياسية مجرد محطة عابرة، بل امتداد لمسار طويل كشف أن الطرفين لا يناقشان اتفاقاً بقدر ما يتصارعان على تعريف العالم نفسه. خـمـس ســاعــات مــن الاجـتـمـاعـات المـكـثـفـة، وعـــدد مــحــدود مــن الـقـنـوات الـدبـلـومـاسـيـة المفتوحة، وبعض التنازلات الرمزية من كلا الطرفين، كلها دلّت على أن العالم أمام مرحلة جديدة من إدارة الصراع، لا اختراق سياسياً شاملاً، على الرغم من موافقة موسكو الجزئية على بعض المقترحات الأمريكية، بقيت القضايا الجوهرية، مـن الـوضـع فـي دونـبـاس إلـى وضـع الـقـرم، محط خلاف إستراتيجي عميق، ما جعل كل بند تفاوضي اختباراً للنفوذ والشرعية أكثر من كونه خطوة نحو تفاهم فعلي. ورغم تأكيد ديمتري بيسكوف أن عبارة «رفض خطة الـسلام غير دقيقة»، فإن مسار التفاوض بقي دون المستوى المطلوب لإنتاج تفاهم فعلي، ما سلّط الضوء على عمق الهوة بين الطرفين. تضارب الأهدافوانعدام الثقة لـم يكن التعثر مـرتـبـطاً بغياب الـوسـائـل أو الـقـنـوات الدبلوماسية، فالمباحثات اسـتـنـدت إلى مسودات أمريكية متدرجة، عُدّلت لاستيعاب اعتراضات أوروبية وأوكرانية، لكنها اصطدمت بجوهر الخلاف، موسكو طالبت باعتراف واقعي بامتيازاتها في أوكرانيا، فيما واشنطن رغبت في ضمانات لحفظ النفوذ الغربي من دون التخلي عن سيادة كييف. وحتى مع امتنان موسكو للرئيس الأمريكي دونالد ترمب وإدارتـه للمساعدة في التوصل إلى تسوية، بقي الخلاف إستراتيجياً، يتجاوز أي مقترحات تم قبول بعضها ورفض بعضها الآخر العامل الثاني كان انعدام الثقة، فموسكو دخلت الاجتماعات مقتنعة بأن واشنطن غير قادرة على تقديم التزامات طويلة الأمـد، وأن أي اتفاق يمكن أن يتراجع بفعل الانقسامات الأمريكية الـداخـلـيـة. واشـنـطـن هــي الأخــــرى رأت بــدورهــا أن مـوسـكـو تستخدم المــفــاوضــات لإدارة الـوقـت واستثمار الشرخ داخل الغرب، لا لتقديم تنازلات حقيقية، ومع غياب الثقة، تحول كل بند إلى مجرد تمرين شكلي. على المستوى الأوروبي، ظهر ضعف التوافق الغربي بوضوح، فأوروبا فوجئت بحجم الانحياز الأمريكي لموسكو، وبعجزها عن التأثير على مسار المفاوضات. أوكرانيا وجدت نفسها بين الولاء للغرب وواقـع القوة على الأرض، لذا فإن الهوة بين واشنطن وحلفائها، وبين الرؤية الروسية، جعلت التقدم نحو تسوية فعلية أمراً معقداً وصعباً. قواعد اللعبة الدولية تحت الاختبار أي اتفاق محتمل لن يكون قابلاً للتطبيق ما لم يُعاد تعريف مفهوم السيادة والنفوذ في أوروبا الشرقية، فموسكو لم تعد تبحث عن مكاسب إقليمية فقط، بل عن مكانة إستراتيجية تخولها فرض قواعدها على جيرانها وعلى الغرب. النزاع باتصراعاً حول من يملك حق كتابة قواعد اللعبة الدولية، ورغم ذلك، الكرملين وواشنطن لا يعترفان علناً بوجود هوة إستراتيجية أو بإدارة للصراع، بل يقدمان الخلاف كجدل تفاوضي طبيعي، كل بند في خطة السلام الأمريكية، من دونباس إلى القرم، تحول إلى اختبار لتعريف السيادة. وهذا ما يفسر أن قبول موسكو بعض المقترحات الأمريكية لم يترجم تقدماً فعلياً، لأن الخلاف الرئيس بقي في ماهية الدور الذي يريده كل طرف لنفسه في النظام الدولي. مرحلة إدارة الصراع بدل اختراق التفاوض مع بقاء مسار التفاوض عند المستوى ذاتــه، يدخل العالم مرحلة إدارة الصراع بـدلاً من إدارة تـــفـــاوض شـــامـــل، واشــنــطــن ومــوســكــو سـتـتـجـهـان إلـــى مـقـايـضـات صـغـيـرة وضـــغـــوط مـيـدانـيـة وتحالفات ظرفية، لا إلى اتفاقات كبرى، والعالم يقف أمام تحولات مرنة، حيث الردع على الأرض يسبق الدبلوماسية، والمعادلات السياسية أكثر سيولة وتعقيداً. التوازنات الجديدة موسكو تفكر بعقلية تعيد رسـم مفاهيم الـقـوة والشرعية والـسـيـادة، وواشنطن تـحـاول إدارة الصراع التي تفرضها هذه العقلية الجديدة، فأي توافق سريع سيكون وهماً، لأن الأزمة تجاوزت حدود أوكرانيا إلى سؤال أوسـع: من يكتب قواعد اللعبة الدولية؟ وأي حل مستقبلي لن يكون مجرد وثيقة، بل نتيجة للتوازنات الواقعية وقدرة كل طرف على استثمار الوقت والقوة والنفوذ. العالم يتجه نحو إدارة ذكية للصراع بدل اختراق سياسي شامل، وهذه ليست نهاية التفاوض بقدر ما هي بداية مرحلة مختلفة تماماً. الرئيسالروسييلتقيالمبعوثين الرئاسيين الأمريكيينفيالكرملين. (إ.ب.أ) الجمعة السبت ه 1447 جمادىالآخرة 15-14 السنة الثامنة والستون 21346 العدد م 2025 ديسمبر 6-5 للحكومة 5 مرشحين لرئاسة البرلمان و صراع الرئاسات يحتدمفي العراق @riyadmansour ) رياضمنصور (بغداد حــرب بيانات اندلعت بين أقـطـاب الإطـــار التنسيقي على خلفية اختيار رئيس الــوزراء الجديد، وتعتبر كل كتلة سياسية أن زعيمها هو الأنسب لتولي الحكومة الجديدة. حــــرب الــبــيــانــات فـــي الإطــــــار الـــحـــاكـــم فـــي الــــعــــراق لـيـسـت وحــدهــا المشتعلة، بل انتقلت العدوى إلى المجلس السياسي الوطني الذي يضم المكون السني الذي يصارع على رئاسة مجلس النواب، حيث يرشح زعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي، ووزير التربية السابق محمد تميم، ووزير الدفاع ثابت محمد العباسي، وزعيم تحالف الـعـزم مثنى الـسـامـرائـي، إلــى جـانـب سـالـم الـعـيـسـاوي، ومحمود القيسي، أنفسهم لرئاسة مجلس النواب، في الوقت الذي يشهد فيه الإطار التنسيقي الذي يضم المكون الشيعي خلافات على اختيار رئيس الوزراء. صراعكرسيالحكومة وبالعودة إلـى الصراع على موقع رئيس الـــوزراء، فقد اشتد الصراع بين أقــــوى المــنــافــسين وهــمــا مـحـمـد شــيــاع الــســودانــي رئــيــس الــــــوزراء الـحـالـي ونوري المالكي الذي يرغب بقوة العودة إلى هذا الموقع. ويتضح من بيانات قوى الإطار أن مسألة اختيار رئيس الـوزراء ما زالت شائكة، ويعتبر ائتلاف المالكي أن حظوظ زعيمه الآن أقوى من السوداني، وأن تــرشــيــح المالـــكـــي هـــو رغــبــة مـــن أغــلــب الــكــتــل والأحـــــــزاب مـــن مختلف المكونات. وآخر ما استخدمه ائتلاف المالكي في مواجهة ائتلاف السوداني هو قدرة المالـكـي عندما يتولى رئـاسـة الــــوزراء، فـي الـتـفـاوض على سحب الــسلاح الثقيل من قبل الفصائل. واعتبر مراقبون أن ما يشيع به المالكي من قدرته على نزع سلاح الفصائل هو رسائل داخلية وخارجية مع أن الحكومة العراقية تواجه منذ سنوات مـلـف «الـــــسلاح خــــارج إطــــار الـــدولـــة»، إذ تــؤكــد أن انـتـشـار الأسـلـحـة المـتـوسـطـة والـثـقـيـلـة لـــدى بـعـض الـفـصـائـل يـشـكّـل تــحــدياً أمــام تعزيز الاستقرار وبسط سيادة القانون. سلاح الفصائل ويــــرى رئــيــس الــــــوزراء «المـنـتـهـيـة ولايـــتـــه» محمد شياع السوداني، أن نزع سلاح الفصائل المسلحة مـرتـبـط بــوجــود الـتـحـالـف الــدولــي فــي الــعــراق، الذي تعتبره بعض الفصائل قوة احتلال. وأوضـح أن العراق ملتزم بوضع كل الأسلحة تحت سيطرة الدولة، وأن البرنامج المستقبلي سـيـشـمـل دمــــج الــفــصــائــل فـــي قـــــوات الأمـــــن أو الدفاع عبر تسليم أسلحتها. فيما يـقـول زعـيـم ائـــتلاف دولـــة الـقـانـون نـوري المالـــكـــي: إن «الـفـصـائـل المـسـلـحـة أبــــدت رغبتها فــي الانـــخـــراط ضـمـن مـؤسـسـات الـــدولـــة وتسليم سلاحها الثقيل». مـــن جـانـبـهـا، تـــواصـــل الـــولايـــات المــتــحــدة دعـواتـهـا المـــتـــكـــررة لــبــغــداد لــضــمــان ضــبــط الــفــصــائــل المـسـلـحـة وتقليص الهجمات الـتـي تستهدف الــقــوات أو المصالح الأمـــريـــكـــيـــة، مـــؤكـــدة دعــمــهــا لــجــهــود الــحــكــومــة فـــي تـعـزيـز المؤسسات الأمنية. مفاوضات الإطار التنسيقي. أبرز المرشحين مـــن جــانــبــه، كــشــف مـــصـــدر مـــن داخـــــل الإطــــــار الـتـنـسـيـقـي أن «عـــدد المـرشـحين الأكثر حـظاً بالفوز برئاسة الـــوزراء تقلص كثيراً إلـى أسماء معدودة، يتقدمها رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني، بـالإضـافـة إلـــى الـعـبـادي والمالـــكـــي، مــع دخـــول مــرشــحين مـثـل أسـعـد العيداني وآخرين في القائمة المصغرة. وبين أن «هذه القائمة ماضية، إلا في حال استجد متغير ما في المشهد السياسي المحلي أو الاقليمي». وكانت لجنة تقييم المرشحين لمنصب رئيس الوزراء التابعة للإطار التنسيقي، قد وجدت أن الأسماء المرشحة ينحدر أصحابها من كتل نيابية مختلفة، وآخرين من أحزاب متعددة، فضلاً عن بعض المرشحين المستقلين، لكن أغلب هؤلاء لا تنطبق عليهم معايير التنافس على منصب رئيس الوزراء، وفق قولها وكان الإطار التنسيقي قد حدد في وقت سابق الشروط والمعايير الــــواجــــب تـــوفـــرهـــا فــــي المــــرشــــحين لــشــغــل مــنــصــب رئــيــس الحكومة الجديدة، وأبرزها ألا يكون زعيماً لكتلة سياسية. منافسة قوية فـــي طـــور لافـــت وذات مــغــزى، كـشـف ائــــتلاف الـنـصـر، بـزعـامـة رئــيــس الحكومة السابق حيدر العبادي عن رفض زعيمه الترشح لرئاسة الحكومة وأن اسمه طرح من قبل الإطار التنسيقي، مشيراً إلـى أن الاجتماع الـقـادم للإطــار ربما يكون حاسماً بتحديد هوية رئيس مجلس الوزراء الجديد. وقــال المتحدث بأسم ائــتلاف النصر، سلام الزبيدي، إن «قــوى الإطــار التنسيقي هي التي أدرجت اسم رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ضمن قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، رغم رفضه». وأضاف أن «هناك استحقاقات وطنية وأخرى خارجية، وبينها ملفات وتحديات داخلية وخارجية، بالتالي قدرة المرشح على التعامل معها تعد من أهم المعايير والمحددات التي يجب أن تتوفر في شخصية رئيس الوزراء القادم». وأوضـــح أن «الـعـبـادي لا يقبل العمل وفـق معادلة يكبل فيها أو يقيد، وبالتالي مسألة اختيار مـرشـح الحكومة الـقـادمـة تحتاج إلــى المـزيـد مـن التفاهمات، وأن اجتماع الإطــار التنسيقي المـزمـع عقده (الاثــــنين) الــقــادم، مـن الممكن أن يشهد تبلور هوية رئيس الـــوزراء الجديد». وأكـد أن «حظوظ جميع المرشحين لرئاسة الــوزراء متساوية حتى اللحظة، لا توجد مفاضلة لشخصية ما على أخرى، إلا بالمعايير المحددة من قبل الإطار»، مشيرا إلى أن «من ستنطبق عليه المعايير في إدارة المرحلة القادمة، ومن يقبل التحديات الإقليمية والدولية ويحقق رضى داخلي وخـارجـي هـو مـن سيكون رئيس الــــوزراء، كما أن تحديد هوية رئيسي الجمهورية والــبــرلمان حتماً سيكون لها تأثير في اختيار رئيس الوزراء الأنسب». غيابعامل الثقة في المحادثات تمسُك الأطراف بمطالبهم واشتراطاتهم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==