Okaz

07 الرأي @aAltrairi عبدالرحمن الطريري كاتبسعودي hashobokshi@gmail.com حسينشبكشي كاتبسعودي المكاسب الاقتصادية للسعودية من زيارة الأمير محمد بنسلمان.. نالت زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية نصيباً استثنائياً، يليق بأهمية الــحــدث، مـن التغطية الإعلامــيــة والتحليل الـسـيـاسـي، ونـــال المـلـف الاقـتـصـادي نصيباً مميّزاً مـن الاهـتـمـام، وكــان مـن الطبيعي استحضار مشهد أول لقاء جمع ملكاً عاماً، 80 سعودياً الملك عبدالعزيز مع رئيس أمريكي فرانكلين روزفلت، الـذي كان منذ وأسّـس للعلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وعرفت وقتها في كواليس السياسية بأنها علاقة النفط مقابل الأمن، اليوم العلاقة بين البلدين تأخذ شكلاً متطوّراً فيه لغة المصالح والفرص الاستثمارية. تعتبر زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة محورية، وقد أسفرت عن مكاسب اقتصادية مهمة للمملكة العربية السعودية، تتركز بشكل أساسي على تنويع الاقتصاد، جذب التقنيات المتقدّمة، وزيادة الشراكات الاستثمارية. أبرز هذه المكاسب والنتائج الاقتصادية: من المفيد مراجعة أهم المكاسب الاقتصادية للسعودية. رفع سقف الاستثمارات السعودية في أمريكا: تعهّدت السعودية برفع خطط استثماراتها في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، بعد مليار دولار سابقاً. 600 أن كانت تعتزم استثمار نحو تُعد أمريكا وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث تستحوذ على %)، مما يعكس الثقة في قـدرة الاقتصاد 40 نسبة عالية من استثماراته العالمية (نحو الأمريكي على الابتكار. شراكات في قطاعات المستقبل والتقنية: ): توقيع مذكرة تفاهم في هذا المجال، مما يمنح الرياض إمكانية AI( الذكاء الاصطناعي الـوصـول إلــى التكنولوجيا الأمريكية المـتـقـدّمـة، ويُـعـد أســـاساً لمرحلة جـديـدة مـن الأمـن .)NVIDIA( الاقتصادي الشامل. وشمل ذلك شراكات مع شركات رائدة مثل إنفيديا المعادن الحرجة والأرضية الـنـادرة: توقيع إطـار عمل لتوسيع التعاون في هذا القطاع، بهدف تنويع سلاسـل التوريد وتعزيز المـرونـة. ومـن ضمنها تأسيس مصفاة للمعادن الأرضية النادرة في السعودية بالتعاون مع شركة أمريكية وشركة معادن السعودية. تعزيز التعاون في قطاع الطاقة: الطاقة النووية المدنية: تم اكتمال المفاوضات بشأن اتفاق تعاون نـووي، يمهّد لشراكة تمتد لعقود. ويهدف إلـى إنشاء محطة طاقة نووية مدنية بتقنية أمريكية، والحد من الاعتماد على النفط في توليد الكهرباء، مما يزيد من إتاحة النفط للتصدير. مـذكـرة تفاهم واتفاقية 17 استثمارات أرامـكـو: أعلنت شركة أرامـكـو السعودية توقيع مليار دولار، مع التوسع 30 جديدة مع شركات أمريكية كبرى بقيمة محتملة تزيد على نحو الغاز الطبيعي المسال والخدمات المتقدّمة. الاستثمار وتوفير فرص العمل: أكد ولي العهد أن هذه الاتفاقيات والمشاريع الاستثمارية الجديدة في قطاعات مثل الدفاع والطاقة والذكاء الاصطناعي والمعادن النادرة والقطاع المالي ستسهم في توطين وتوفير فرص وظيفية كثيرة في كلا البلدين، وتدعم النمو الاقتصادي في السعودية. تعزيز الربط بين المنظومة الاستثمارية السعودية والجهات التمويلية الأمريكية لتسهيل تدفق الاستثمار وتمويل المشاريع. صفقات تجارية واستثمارية ضخمة: تـم التوقيع على اتـفـاقـيـات لمـشـروعـات استثمارية جـديـدة فـي قـطـاعـات مختلفة بقيمة 270 إجمالية ضخمة (تشير بعض المـصـادر إلـى صفقات تـجـاوزت قيمتها الإجمالية مليار دولار. تم الاتفاق على الاعتراف المتبادل بالمواصفات الفيدرالية الأمريكية لسلامة المركبات في السوق السعودية، مما يسهل التجارة في هذا القطاع. زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية زيارة تاريخية بالمعنى الدقيق للكلمة، وفيها نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين. @alatawesa1 سلمان بنسهيل العطاوي كاتبسعودي وليالعهد فيواشنطن.. زانتوازدانت لو أنّ لموازين العلاقات بين الدول من نموذج تضبط به مخرجات الزيارات الرسمية على ميسم الفائدة المشتركة، وتقاس به مترتباتها الآنية والمستقبلية، لـكـانـت زيــــارة ولـــي الـعـهـد الأمــيــر محمد إلـــى الـعـاصـمـة الأمـريـكـيـة واشـنـطـن، هي النموذج الأنصع والأكـثـر جلاء في الترتيبات والمـخـرجـات، والغاية التي يتطلع إليها كل زعيم يزور البيت الأبيض. فــأي ســـؤدد تـركـت هــذه الــزيــارة لغيرها وأيّ فـخـار مـسّـت بـه سماك المعالي، وأيّ ثمار ملأت بها السلال النواضح بالخير والبشر المنتظر. ولو أنّ الجميع نطقوا بلسان العربية المبين، واستلهموا مـن الـعـرب حكمتها فـي مثلها الـسـيّـار«كُـلّ الـصّـيْـدِ في جــــوف الـــــفَـــــرا»، لـــكـــان ذلــــك أبـــلـــغ وصــــف لـتـلـك الـــزيـــارة الميمونة، التي لم تترك خلفها من فخار يحاز، وسؤدد يرتجي، ونجاح ينتظر.. فما عسى مقال عابر، منسوج من مغزل بضع كلمات، مهما بـلـغ مــن الـحـذاقـة والـتـجـويـد، أن يحيط بـكـل تلك الثمار التي جاءت قطافاً جنياً من زيـارة تركت دويّها في سمع العالم أجمع، وأدارت البوصلة باتجاه الرياضوواشنطن على بعد المـسـافـة جـغـرافـياً وقـربـهـا بـواقـع الــحــال، وتـطـابـق الـــرؤى، وتغليب المصالح المشتركة خدمة لرفاهية شعبين في بلدين صديقين. كان القطاف كثيراً ومتنوّعاً، بحيث أوقفني «موقف الدهشة» والإعجاب والحيرة، ٍتماماً كما وقف «خراش» في موقف العجز حين صاح ينادي: رَاش َ ـ ـــــــــــــــــــــ اءُ ــــــــعــــــــلى خ َ ـ ـــــــــــ ب ّ ـ ـــــــــــ رَتِ اــــــــــــلظ َ ـ ـــــــــــــ ــــــــــــــكاث َ ـ ـــــــــــــ ُت ي ــــــــصِــــــــيــــــــد � خ ـــــــــــــــــــــــــــــــرَاشٌ مــــــــــــا � ي ـــــــــــــــــــــــــــدْري � ف ــــــــــمــــــــــا � نـعـم تــكــاثــرت عــلــيَ «ظـــبـــاء» الــــزيــــارة، وقـــد بـــدت ملامــح هـيـبـتـهـا، ومـظـاهـر تـقـديـرهـا، وحِــلــيــات أبـهـتـهـا تـلـوح، وتشير إلــى التقدير الكبير الـــذي تحمله قـيـادة البيت الأبــيــض إلـــى «أمــيــر الـــرؤيـــة»، وقـــد جــاءهــا زائــــر، فحق لها أن تزيد في الزينة ثـريـات، وفـي الحفاوة ما تسعه قلوب الرضا من مشرق الابتسام، وصافي المـــــطـــــالـــــع، لـــيـــتـــمـــظـــهـــر كـــــل ذلـــــــك فــي اصــــطــــفــــاف الــــخــــيــــول الـــــســـــوداء على جانبي الطريق تصحب الــســيــارة الــتــي أقــلّــت أمـيـرنـا المحبوب إلــى مدخل البيت الأبـــــيـــــض، حـــيـــث اصــطــفــت فــــرق المــوســيــقــى الـعـسـكـريـة فــــــي ســــمــــت مــــــن هــــيــــبــــة هــي قـــريـــنـــة الـــعـــظـــمـــاء لــلــعــظــمــاء، وعلى سجادة برتقالية اصطف وفـــــــود الـــبـــلـــديـــن، بـــمـــشـــرق الـــلـــحـــظ، وباسط الإشراق. أما الجو فقد حلّقت في فضائه الطائرات المقاتلة؛ ليشكّل كل ذلـك، وغيره، لوحة لعرض دبلوماسي بلغ الغاية مـن الاتـقـان، وقـــدّم صــورة لماهـيـة الـزيـارة الفريدة، ورسم ملامح نجاحها من قبل أن تبدأ بقية تفاصيلها المكتنزة بالوعود والمنجزات. فلئن أخذت مني مظهر الحفاوة الباهر هذا المأخذ من الإعجاب، فما عساي أقول في الكلمات التي جاءت على لسان الرئيس الأمريكي ترمب في حقّ أميرنا المفدّى، ومبدع «رؤيتنا» القديرة، نثر عليه من قلائد الأوصاف مـا هـو قــمين وجـديـر ومستحق لـهـا، ورسّـــخ مـن ثوابت وأصــــول الـــعلاقـــة بين الـبـلـديـن المـمـتـدة لــقــرن مــن الـزمـن وزيــــادة، على إيـقـاع حيوي جـديـد، ومـسـار مختلف في مساقي التنمية، ومنافذ الاستثمار والمنافع المشتركة، ومـــا كـــان لـتـرمـب أن يــنــداح بـهـذه المحامد الوضيئة لو لم يجد من ولي العهد صـــورة قـائـدٍ فــذٍ طُـلـعـةٍ، وحليف مـــوثـــوق يـعـتـمـد عــلــيــه، وهـمـة تستشرف مستقبلها بوعي وإرادة وعـــزيـــمـــة واقــــتــــدار، فـعـلـى هـــذا جــــاءت الكلمات كـــــفـــــاء المــــــوقــــــف، والمــــحــــامــــد نظير المـحـمـود، والأوصــــاف مطابقة لسمو المـوصـوف بها حقّاً وصدقاً.. لــــســــت بـــــصـــــدد تــــــعــــــداد مــــــا انـــتـــهـــت إليه هـذه الـزيـارة المباركة من خيرات، فذلك مما يعمق ويزيد حيرة «خراش»، فـ «الظباء» كانت أكثر من قدرة الحصر، وأوسع من عاجل الإحصاء، وقد شملت، توقيع اتفاقية الـدفـاع الإستراتيجي، تأميناً عسكرياً فـوق الـتـأمين الـذي يحوط المملكة أمـناً، ويحرسها بعد الله على إيقاع الطمأنينة والهيبة، واتفاقية الشراكة الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والإعلان المشترك لاكتمال المـفـاوضـات بشأن الـتـعـاون فـي مجال الطاقة النووية المدنية، فضلاً عن الاتفاق في التعاون لتأمين سلاسل إمدادات اليورانيوم والمعادن، وتسهيل الإجــــراء ات لتسريع الاستثمارات السعودية، وترتيبات الشراكة المالية والاقتصادية، والترتيبات المتعلقة بالتعاون في قطاع الأسواق المالية، والاعتراف المتبادل بالمواصفات الفيدرالية الأمريكية لسلامة المركبات، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب كـل هـذا وغـيـره كـان مـن ثمار هـذه الـزيـارة التاريخية، التي سيكتب التاريخ فصولها بأحرف من نور. وكــمــا كــــان مــتــوقــعاً فــقــد جــسّــد ولــــي الــعــهــد الأمين مـكـانـة المـمـلـكـة؛ بـوصـفـهـا الـنـقـطـة المــركــزيــة لـلـقـضـايـا الـعـربـيـة والإسلامـــيـــة، ودورهـــا الإستراتيجي الحاسم فـي كافة الملفات المتعلقات بها، وبالمحيط الإقليمي من حولها. احـتـل مـلـف الـــســـودان مـكـانـه اللائــــق مــن الاهــتــمــام في قلب الأمير محمد بن سلمان، وحرصه على إنهاء هذه الأزمـة الإنسانية، بوقف الحرب في هذا البلد الشقيق، والتفاعل الكبير الذي أبداه الإخوة السودانيون، ومشاعر الامتنان للمملكة وقيادتها، وأن يعود قـوياً ومعافى من كل الأجندات التي ذهبت بريحه، ومزّقته، وانتهت به، وبشعبه إلى هذا الحال البائس. شـكـراً لـولـي عهدنا الأمين وقــد نهض بحاضر المملكة إلــى مـراقـي المـجـد المنيف، وصعد بنا إلى سماك المعالي الباذخات، ورسم لنا ولأجيالنا القادمة صورة وطن لا يرضى بغير النجوم الزواهر قطافاً، ولا يقنع إلا بالمجد الفريد والشرف الأسمى، والمقدمة التي تليق به وتزدان.. ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى وطني السعودية. نهضبحاضر المملكة إلى مراقي المجد المنيف رسم لنا صورة وطن لا يرضى بغير النجوم الزواهر قطافا nyamanie@hotmail.com نجيبعصام يماني كاتبسعودي هيئة الأدبوالنشر والترجمة تختتم فعاليات «أسبوع الطفل الأدبي» بالخرج. (واس) المعارضوالمؤتمرات: محركات اقتصاد وصناعة معرفة..! أصبحت المـعـارض والمـؤتـمـرات صناعة كاملة تتجاوز زمــن الـحـدث لتصنع اقتصادًا ممتدًا، وتؤسّس لدوائر ابتكار تتسع كل عام، إنها نقطة التقاء بين المال والمعرفة، بين الشركات والأسواق وبين المدن وطموحاتها الكبرى. وفي عالم تتسارع فيه الإيقاعات الاقتصادية تبرز المعارض اليوم كقوة صلبة تعيد رسـم خريطة الفرص وتصنع مـسـارات جديدة للنمو وللمعرفة في آن واحد.... لصناعة المعارض 2024 لعام UFI حيث بلغ الأثــر الاقتصادي وفـق تقارير مليون وظيفة مـبـاشـرة. وهـذا 1.4 مليار يـــورو، مـع توليد 367.9 دليل على تحوّل القطاع من حدث موسمي إلى صناعة تحرك قطاعات كاملة: الفنادق، النقل، اللوجستيات، التسويق، الخدمات الفنية، وتقنيات العرض... فالمدينة الـتـي تقيم مـعـرضًـا كـبـيـرًا تستقبل موجة إنـفـاق متدفقة تغيّر معادلاتها الاقتصادية؛ لهذا ترتفع الـفـنـادق إشغالاتها، والمـطـاعـم تعمل بشكل أعـــلـــى، قــطــاع الـنـقـل أيــــضاً يـتـحـرك بـكـامـل طـاقـتـه، وتـزدهـر الأعـمـال المرتبطة بـالإنـتـاج والتجهيزات، كـمـا وتـشـيـر الـــدراســـات إلـــى أن الإنــفــاق عـلـى الإقـامـة والـطـعـام والنقل يقفز إلــى مستويات مضاعفة خلال أيـام المعرض. كما ولا تغفل عن قلب المعرض الـذي تُبنى به اقتصادات حقيقية في الزمن الفعلي من حيث العقود التي تُـــوقّـــع، والــشــراكــات وأســــواق تُـفـتـح وشــركــات تعيد تـعـريـف حضورها وتختبر فرصًا جديدة. إلــــى أن المـــعـــارض تـولـد RX فـــي دراســـــة تـشـيـر بــيــانــات مـلـيـارات الـــــدولارات مـن الصفقات سنويًا مما يجعلها واحـدة من أهم قنوات الاستثمار في العالم، ثم عن الندوات، وورش العمل، والمؤتمرات المرافقة هي محركات لصناعة الأفكار. وقد أثبتت الأدبيات الاقتصادية أن المعارض تسهم مباشرة في نشر المعرفة وتبادلها، مما يرفع مستوى الابتكار في القطاعات المختلفة. إنها البيئة التي يلتقي فيها الأكاديمي بالممارس، والمـواهـب بالمستثمرين، وصـنّـاع الـقـرار بأصحاب الـــرؤى، فتولد حلول جديدة وأســـواق جديدة وفكر يعيد صياغة الصناعة. ومن خلال المعارض تتحوّل الشركات إلى عين راصدة لحركة السوق تـرى تـحـوّلات الاتجاهات وتقرأ خطوات المنافسين وتلتقي مباشرة مع العملاء في مساحة تفاعل حية تمنحها رؤى دقيقة تعيد تشكيل منتجاتها وخدماتها وفـي قلب هذه البيئة النابضة تعمل المعارضكقنوات لانتشار المعرفة، حيث تثبت الدراسات دورهـا المحوري في داخل قطاع الأعمال وهو ما knowledge diffusion ينعكس بـوضـوح فـي تحسين التصميم والإنـتـاج والتسويق وفتح الأبواب نحو أسواق جديدة. وفــي زمــن أصـبـح فيه الاقـتـصـاد المـعـرفـي والابـتـكـار ركـائـز أساسية للتقدّم تـــزداد أهمية تصميم معارض توظف التقنيات الرقمية وتوفر تجارب تفاعلية شاملة ا متكافئًا للجميع، بمن في ذلك ذوو الإعاقة، وتضمن وصـولً ومع استخدام معايير دقيقة لقياس الصفقات وعدد الزوّار والانطباع المعرفي والشراكات الجديدة. وفـي هـذا المجال تتقدّم المملكة العربية السعودية كنموذج لاقتصاد يصعد بخطة واضحة وصناعة متقنة وصورة جديدة لمرحلة تنمو فيها القطاعات وتتوسّع الفرص ويرتفع سقف الطموح حتى تصبح الـريـاض مـركـزًا مؤثرًا في سـوق عالمي لا يعترف إلا بـالـريـادة. هـذا التحوّل جـاء نتيجة رؤية سـعـوديـة واعــيــة أعــــادت تشكيل مــصــادر الـدخـل ودفعت عجلة الابتكار. تولد حلول جديدة وفكر يعيد صياغة الصناعة الإثنين م، 2025 نوفمبر 24 هـ 1447 جمادىالآخرة 3 21336 السنة الثامنة والستون العدد السعوديةشريكلا يمكن تجاوزه من تابع الصحف في المنطقة لا سيما غير الناطقة بالعربية قبيل زيارة ولي العهد لواشنطن، يجد طيفًا واسعًا من التحليلات لدرجة أن بعضها يصل لدرجة التخيّلات، لكن ما بين السطور من هواجس كان واضـحاً أيـضاً، وإن F35 حاولت الصحف العبرية على سبيل المثال تغطيته بتعزيز سردية لا بدون تطبيع. سردية أخرى كانت تتشنف بها آذان الإسلام السياسي ممثلاً في «الإخـوان المسلمون» خاصة، وهـي أن المسألة اقتصادية محضة، وربما شهدنا زخم هذه الدعاية في زيـارة ترمب الأولـى للمملكة، لكن من يتكبدون عناء قراء ة التفاصيل لا الجلوس على سحابة العناوين، يدركون أن المال موجود عند الكثيرين، لكن حسن إدارة المال كمورد يضاف للمورد الأساسي وهو الإنسان ضمن مــوارد أخـرى كالأثر السياسي والاقتصادي هو ما يصنع دولـة ذات تأثير، يدفع الآخرين للجلوس معها والسعي لعقد الصفقات. ملمح آخر من ملامـح القوة السعودية في مرحلة ما بعد الرؤية، أن أجندة النقاش لم تعد حصراً في مجالات النفط والأمن، بل تحوّلت إلى قدرة المملكة عـلـى إنــتــاج مـزيـج مــن الـطـاقـة المــتــجــدّدة بـالإضـافــة إلـــى الـنـفـط والــغــاز يعد الأرخص والأكثر استدامة وموثوقية، بالإضافة إلى قدرتها على بناء جسور الاستقرار في المنطقة. هـــذا الاســتــقــرار بوصلته نـهـج المملكة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة الـــذي يـــرى الحل العادل للقضية الفلسطينية هو عصب الاستقرار في المنطقة وبوابة السلام، التي تُفتح لتُغلق باب المزايدات السياسية والأجندات الصغرى التي تمتطي كل يوم صهوة جواد فلسطين للسير نحو اتجاهات أخرى من الخريطة. ، على سبيل المثال، ذكرت أن ولي العهد أبدى abcnews وبالنظر إلى تحليل تمسّك المملكة بمسار حل الدولتين، وهو ما سمته بأنه رفض تقديم تنازلات مجانية، وأضافت المحطة أنه لا يتوافق بالضرورة مع رؤى بعض أعضاء الحكومة الأمريكية. يأتي ذلـك لاحــقاً لما قامت به المملكة وفرنسا من جهد دبلوماسي أدّى إلى ارتــفــاع غـيـر مـسـبـوق فــي الــــدول الـتـي تـعـتـرف بـالـكـيـان الفلسطيني، وربـمـا سيسجّل لاحـقاً في بحوث طلاب العلوم السياسية، منهج جديد في تعزيز المكاسب السياسية الهادئة رغم ضوضاء المدافع. مـن جـانـب آخـــر، يـولـي المنهج السياسي للسعودية مكانة لاسـتـقـرار الــدول وإيقاف الاحـتـراب الداخلي، والحد من ضغوط الاقتصاد والعقوبات التي غـالـباً مـا يـكـون المتأثر الأكـبـر منها هـو الشعب، تـــؤدي لخلل بنيوي داخـل الـــــدول، وتــصــل ارتــــداداتــــه إلـــى المـحـيـط بـــدرجـــات مـتـفـاوتـة، ومـــن هـنـا تأتي مـــبـــادرات الـسـعـوديـة نـحـو رفـــع الـعـقـوبـات عــن ســوريــا، والــيــوم وضـــع الملف السوداني المغرورق بالدماء على الطاولة مجدّداً، والدفع لاتفاق نـووي مع إيران يراعي مصالح الجميع. الـــزيـــارة تضمّنت اتـفـاقـيـات عــديــدة بعضها يهتم بـالـتـقـاطـة الإعلام أكـثـر، كصفقة الطائرات والدبابات أو حتى التعاون في المجال النووي السلمي، وبالطبع في الذكاء الاصطناعي، لكن بها الكثير أيـضاً من الاتفاقيات في المجالات الصحية والتعليمية والبنى التحتية، تسهم في الوصول لتقنيات أمريكية وتوطين بعض التقنيات في المملكة. هذه الزيارة سيسجّلها التاريخ على المستوى البروتوكولي، وعلى مستوى شمولية مجالات التعاون ودور المملكة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، وسيبقى عنوانها أن السعودية شريك مهم لا يمكن تجاوزه في العالم وليس في واشنطن فقط. هذه الزيارةسيسجّلها التاريخ علىالمستوى البروتوكولي، وعلىدور المملكة فيتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==