Okaz
07 الرأي كاتبةسعودية @hailahabdulah20 هيلة المشوح Abdullateef.aldwaihi@gmail.com عبداللطيفالضويحي كاتبسعودي التجديد الناجح يستند إلىالأصالة هل تأخرتجامعاتنا فيالاستجابة للتخصصات الهجينة..؟! قد لا تصمد التخصصات والمـسـارات التعليمية الجامعية طـويلاً أمــــــام زحـــــف مــنــتــجــات الــتــقــنــيــة وضـــغـــط مـــحـــركـــات ســـــوق الــعــمــل. فمخرجات التعليم لم تعد قـرار الجامعات وحدها، وتغيير هوية أغلب التخصصات والمسارات ومسمياتها وعناوينها لم يعد شأناً أكاديمياً صــرفاً يختص به القسم والكلية والجامعة، وذلــك تحت زحف منتجات التقنية وضغط محركات سوق العمل وعوامل أخرى كثيرة متفرعة عنها أو متأثرة بها باتت تفرض التغيير من خارج أسوار الجامعة. بات من المسلّمات أن الذكاء الاصطناعي لا يغيّر الأدوات فحسب، بل هو يعيد تشكيل هوية التخصصات الأكاديمية والمهن، وهندسة العمل البشري. كما أن المسار العلمي لم يعد خطاً مستقيماً، بل مرن وتفاعلي ومتداخل بين مجالات متعددة يقوم ويرتكز على المهارات ما بين تفتيت المهن والتخصصات وإعادة بنائهما، فمهنة الطبيب أو تخصص الطب على سبيل المثال سيصبح مع البرمجة طبيباً رقمياً، ومحللاًً للبيانات الصحية، وجراحاً روبوتياً. وكذلك الحال مع القاضي والمحامي والمهندس والإع مي والتقني. عندئذ يصبح السؤال ليس (ما تخصصك؟) بل (ما مجموعة المهارات المتقاطعة والمتداخلة التي تمتلكها؟). فأي الجامعات السعودية الأكثر جرأة لأخذ هذه الخطوة باتجاه التخصصات الهجينة؟ وهل تكون الجامعات العريقة هي المرشحة لــلــمــبــادرة بـحـكـم خـبـرتـهـا ومـرجـعـيـتـهـا الـتـاريـخـيـة واسـتـق لـيـة بعضها مالياً وإدارياً، بجانب قدراتها وإمكاناتها اللوجستية، أم أن الخطوة الجريئة ستقوم بها الجامعات الفتية التي تبحث عن تسجيل مجد لها ومـوقـع بين الجامعات؟ وهنا أعــود لطروحات سبق أن ناديت بها في مقالاتي عبر «عكاظ»، وهي أهمية وضرورة أن يكون لكل جامعة سعودية هوية أكاديمية وبحثية، وبالتالي اقـتـصـاديـة، وهـــذا التفكير نفسه نـاديـت بـه على مستوى المناطق الإدارية السعودية الث ث عشرة، وأهمية بلورة هويات اقتصادية لكل منها. أخيراً، لعل هيئة تقويم التعليم تؤسس لهذا التوجه ليكون متوفراً ومتاحاً أمـام كافة الجامعات ووفـقاً للهويات الأكاديمية البحثية الاقـتـصـاديـة الخاصة بكل جامعة تتبنى الجامعات مـا يناسبها من التخصصات والمسارات الهجينة وإعـادة هندسة التخصصات والمـــســـارات الجامعية الـخـاصـة بـكـل جـامـعـة فــي ضـــوء ذلـــك وتـبـعاً لسوق الموارد البشرية الخاص بكل جامعة. المسار العلميلم يعد خطاً مستقيماً، بلمرن وتفاعليومتداخل بينمجالاتمتعددة يقوم ويرتكز علىالمهارات الثلاثاء ، م 2025 نوفمبر 18 هـ 1447 جمادىالأولى 27 21331 السنة الثامنة والستون العدد @abdullahaddas د. عبد الله عداس كاتبسعودي مركز الملكسلمان للإغاثة ينفّذ المشروع التطوّعيللعيادات الطبية فيمخيم الزعتريللاجئين السوريين بالأردن. (واس) الجامعة بين الأصالة والمعاصرة: كيفنحافظعلىهويتنا ونواكب العالم؟ تعيش الجامعات اليوم في قلب معادلة دقيقة: كيف تواكب التغيّرات العالمية المتسارعة في المعرفة والتقنية، دون أن تفقد قيمها وهويتها الوطنية؟ ذلـــك هــو تـحـدي الـتـجـديـد فــي التعليم الـجـامـعـي، الـــذي لم يعد خيارًا بل ضرورة، في زمن تتقادم فيه المعارف بسرعة الـــضـــوء، وتـتـشـكّـل فـيـه تـخـصـصـات جــديــدة قـبـل أن تُغلق ملفات القديمة. ما زالـت بعض الجامعات تُــدار بذهنية التعليم التقليدي الــقــائـــم عــلــى الـــتـــلـــقين، بـيـنـمـا الــعــالــم يـتـجـه نــحــو نــمــوذج جديد يقوم على «التعلّم مدى الحياة»، والمهارات العابرة للتخصصات، والـقـدرة على التكيّف مع المستقبل لا حفظ الماضي. الــطــالــب الــيــوم لا يـبـحـث فـقـط عــن شـــهـــادة، بــل عــن تجربة تعليمية تمنحه مرونة فكرية وقدرة على الإبداع والتجديد وهنا تظهر الحاجة إلى جامعة تتجدّد فكريًا ومنهجيًا، لا شكليًا أو تنظيميًا فقط. هـنـاك مــن يعتقد أن الـتـجـديـد يعني القطيعة مــع الـتـراث الأكاديمي أو القيم المؤسسية، بينما الحقيقة أن التجديد الناجح هو الذي يستند إلى الأصالة. فالجامعة الـتـي تنطلق مـن هويتها الثقافية والوطنية، وتستثمر إرثــهــا العلمي فــي بـنـاء مستقبلها، تـكـون أكثر استقرارًا وأقوى تأثيرًا. الأصالة ليست عائقًا أمام الحداثة، بل هي المرجع الأخ قي والفكري الذي يحافظ على توازن الجامعة في عالم متغير الجامعة التي تنجح في التجديد الحقيقي هي التي: • تعيد تصميم برامجها الأكاديمية لتتوافق مع احتياجات المستقبل لا الماضي. • تدمج التقنية والـذكـاء الاصطناعي فـي أساليب التعلم والتعليم. • تربط بين التخصصات وتكسر الـجـدران التقليدية بين الكليات. • تبني شراكات فاعلة مع القطاعين العام والخاص لإثراء المحتوى التطبيقي للبرامج. • تتيح بيئة تعليمية تشجع على النقد، التفكير، والإبداع هــذه ليست رفـاهـيـة أكـاديـمـيـة، بـل شــرط للبقاء فــي سباق التنافسية العالمية. التجديد في التعليم الجامعي لا يأتي من تغيير المناهج فقط، بـل مـن قـيـادة جامعية تمتلك الشجاعة لإعـــادة طرح الأسئلة الصعبة: - هل ما ندرّسه اليوم يُناسب سوق العمل غدًا؟ - هل نماذجنا التعليمية تُخرّج مفكرين أم موظفين؟ - هل نُقيّم الأداء بالمخرجات أم بالأثر؟ هذه الأسئلة هي التي تفتح الطريق نحو التجديد الحقيقي إن الجامعة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة ليست تلك التي تتحدث عن التوازن، بل التي تعيشه واقعًا: تُــــدرّس التقنية بـــروح الـقـيـم، وتُـــمـــارس الـبـحـث والابـتـكـار بًا يمتلكون المعرفة والهوية ًلا بوعي المسؤولية، وتُخرّج ط معًا. تحديالتجديد فيالتعليم الجامعي، لم يعد خيارًا بلضرورة، فيزمن تتقادم فيه المعارفبسرعة الضوء كبار السن بين التحديات ومسارات التمكين.. أسعد كثيراً بالفعاليات التي تحمل طابعاً إنسانياً أو اجتماعياً أو خدمياً، ويسبقني شغفي للكتابة عن المبادرات التي تترجم توسّع وعينا بأهمية هذه المبادرات وتعكس تحضّرنا المستند على قيمنا وترابطنا، حيث يشكّل التكافل الاجتماعي والعمل الإنساني رافعة حضارية تعكس رُقي المجتمع وقدرته على حماية كل فئاته وتعظيم قيمة الإنسان فيه، وذلك نابع من إيماني التام بأنه كلما تعزّزت هذه الممارسات تكرّست نهضة الدول، ورسّخت صورتها كبيئات مدنية متقدّمة تُبنى على العدالة والمسؤولية المشتركة. م «منتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع» 2025 نوفمبر 19 يُعقد يوم غدٍ الأربعاء في دورته الثامنة عشرة تحت عنوان «كبار السن: من التحديات إلى التمكين»، وذلك في مقر مركز عبدالرحمن السديري الثقافي – فرع «دار الرحمانية» في محافظة الـغـاط، يأتي هـذا الحدث في إطــار الـتـزام ثقافي ومجتمعي واضـح، حيث يلتقي الفكر بالممارسة تحت مظلة واحدة لتسليط الضوء على فئة مهمة من المجتمع تشهد لها التجارب المحلية والعالمية بأدوارها المتعددة. يركّز المنتدى على محورٍ محوري يتمثّل في تعزيز تمكين كبار السن، ليس بـوصـفـهـم فـئـة بـحـاجـة إلـــى الــرعــايــة فـحـسـب، بــل كـشـركـاء فــاعــلين فــي المشهد الاجتماعي والـتـنـمـوي. ويـهـدف إلــى إبـــراز التحديات الـتـي تـواجـه هــذه الفئة مــن تــغــيّــرات حـيـاتـيـة، وتـــحـــوّلات فــي الأدوار الاجـتـمـاعـيـة، وإشـــكـــالات العزلة والـتـهـمـيـش، إلـــى جـانـب بـنـاء فـرصـة حقيقية ل نـــخـــراط الاجـتـمـاعـي النشط والمستدام. وضمن هـذا الإطــار، يسعى المنتدى إلـى عـرض واقـع كبار السن في المحافظة وخـارجـهـا، مـن حيث مستويات المشاركة المجتمعية والاحتياجات الـخـاصـة بـهـم، وصـيـاغـة تـوصـيـات عملية تـدعـو إلـــى إشــراكــهــم فــي مــبــادرات محلية تعزز من قابليتهم للتمكين والاندماج، ودعم الحوار بين الأجيال وربط الخبرات الحياتية بمبادرات التطوير المجتمعي، مما يعكس منظوراً إنسانياً ينظر إلـى الشيخوخة كمرحلة تمتلك فيها الخبرات والإمكانات وليس فقط المشك ت. لم يأتِ اختيار مركز عبدالرحمن السديري الثقافي ليكون مقراً لهذا الاجتماع السنوي إلا بُـعـداً تـاريـخـياً ومـعـرفـياً، فالمركز بني كمخزون ثقافي ومعرفي، ويضم فـرعاً في الغاط («دار الرحمانية») أسّسه المؤسّس الأمير عبدالرحمن بـن أحـمـد الـسـديـري، ليكون مـنـارة للثقافة والمكتبة والمجتمع المحلي. ويُـعـد المركز أحد أبرز الحواضن الثقافية والأدبية في المحافظة، عبر مكتباته العامة، ومطبوعاته الفاعلة، وأنشطته التي تُعنى بالنشر وبناء القدرات المعرفية ودعم المبادرات الاجتماعية. إن انــط ق المنتدى في هـذا التوقيت والمـوقـع يعكس رؤيــة تستشرف التحوّل المجتمعي ضمن رؤيـة وطنية شاملة، تجعل من الحضارة الثقافية والمعرفة محرّكاً لتمكين الإنسان، أي الإنسان في مختلف مراحل عمره. وفي هذا السياق، لا يُعدّ هـذا المنتدى حـدثاً موسميّاً، بل محطة استراتيجية في مسار التنمية المحلية تُرسي فكرة أن التمكين الاجتماعي لا يبدأ من الصفر، بل من الخبرة والعطاء والارتباط بين الإنسان ومحيطه. بهذا المعنى، يمثّل المنتدى «كـبـار الـسـن: مـن التحديات إلــى الـتـمـكين» خطوة نوعية نحو تخفيف الفجوة بين الأجيال، وتعزيز أنظمة التماسك الاجتماعي، وتحويل الشيخوخة من مرحلة انتظار إلى مسار فاعل في المجتمع. وختاماً، فـإن الغاط بهذه الفعالية تؤكد أنها ليست مجرد محطة عابرة على خارطة العمل الاجتماعي، بل فضاء يـروي تجربة التنمية المجتمعية الثقافية التي تشارك في رفعة الوطن وارتقائه وفـقاً لتاريخها الزاخر ورجالاتها الأفاضل وبصمات نسائها الشجاعة والجديرة بالتوثيق والمتابعة.
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==