Okaz

07 الرأي @ramialkhalife راميالخليفة العلي باحثسياسي الخليج يستعد لمرحلة أكثر كثافة في الحركة وأكثر تنافسية في السوق @munifalharbi منيفالحربي كاتبسعودي قُُـمـــرة إذا حضر الماء @aljumaiahe ‏ د. أحمد الجميعة كاتبسعودي الخليج.. سماء واحدة قبل نحو قرن من الزمان، تخلّّى الجمل والسفينة عن دورهما الرئيسي ـيـج الــعــربــي لـصـالـح الــســيــارة والـــطـــائـــرة. كــانــت المـــطـــارات في فـــي الـخـ البدايات بسيطة والرحلات ق ي ة والطائرات نادرة، لكن المنطقة أدركت مبكراً أن السماء ستكون امتداداً طبيعياً لخيرات الأرض، وأن المستقبل الذي تريده يحتاج فضاء ات مخت فة، فأصبح الطيران جزءاً من مشروع نهضة لا يتوقف، حتى تحوّل الخ يج اليوم إلى أحد أهم أقاليم الطيران في العالم. ،؜%7-5 قطاع الطيران الخ يجي يحقّق حـالـياً نمواً سـنـوياً يـــراوح بين م يون راكب في العام، 200 وارتفعت أعداد المسافرين فيه إلى أكثر من مع توقعات بتضاعف الأعداد خلال السنوات القادمة. شركة طيران وطنية، بينها 17 مطاراً دوليّاً و 23 يضمّ الخ يج أكثر من ، فيما 2025 شركات طيران عالمية لعام 10 شركات ضمن قائمة أفضل 3 تتقدّم مطاراته الكبرى قوائم الجودة والخدمة والابتكار، من الرياض إلى دبي، ومن أبوظبي إلى الدوحة. هذا التطوّر لم يكن مجرد توسع في الأساطيل أو الــرحلات، بل تحوّل عميق في طريقة التفكير الإداري، وهكذا أضحت المـطـارات الخ يجية مــنــصــات اقــتــصــاديــة وســيــاحــيــة وثــقــافــيــة، وشـــركـــات الـــطـــيـــران صـــارت واجهات دولية تستعرض بها المنطقة قدرتها ع ى المنافسة في سوق شديدة التعقيد. ومـع تصدّر الشركات الخ يجية المراكز المتقدّمة في الجوائز العالمية، أصبحت المنطقة لاعـباً رئيسياً في النقل الجوي العالمي شـرقاً وغـرباً، وفي إعادة تشكيل جغرافيا السفر. فـــي هـــذا الــســيــاق، جـــاء قــــرار الـقـمـة الـخـ ـيـجـيـة فــي الـبـحـريـن الأســبــوع الماضي بإنشاء هيئة موحدة ل طيران المدني الخ يجي خطوةً تعكس رغبة حقيقية في توحيد المعايير وتنسيق التشريعات ورفع مستوى السلامة والكفاء ة، وتم اختيار الإمارات مقراً ل هيئة احتراماً لتجربتها وخبرتها التنظيمية الـواسـعـة، وإيــمــاناً بالتكامل الخ يجي، خاصة والسعودية بموقعها المميّز ومساحتها وإمكاناتها تعتبر صمام أمان الحركة الجوية العالمية، وتشكّل عمقاً استراتيجياً يسند الحركة في الخ يج كلّّه. ـيّاً، بـل بـدايـة مرح ة يتجه فيها إن الهيئة الـجـديـدة ليست إطـــاراً شـكـ الخ يج إلى بناء سماء مشتركة تُدار بفكر واحد ومقاييس واحدة، تعزز قوة القطاع وتضاعف فرصه في المستقبل. أيـــضاً جــاء الــقــرار متناغماً مـع اعـتـمـاد نـظـام «النقطة الـــواحـــدة» الـذي سيسمح ل مسافر بإنهاء إجـراء ات السفر من مطار واحد دون تكرارها في المطار الخ يجي الآخـر، في نق ة نوعية ستبدأ تجريبياً هذا الشهر بين البحرين والإمارات، مما يختصر الوقت والجهد ويمهّد لبيئة سفر موحّدة تقترب من نموذج السوق الجوية المشتركة، بما يحم ه ذلك من تأثير مباشر ع ى تجربة المسافر، وع ى حركة التجارة و تكامل سلاسل السياحة والنقل بين دول الخ يج. كـذلـك لا يمكن فـصـل هـــذا الــتــحــوّل عــن المــشــاريــع الـكـبـرى الـتـي تتشكّل في المنطقة، مثل مطار الم ك س مان الـدولـي وتـوسّـع المـطـارات في دبي والقطار الكهربائي بين الرياضوالدوحة وخطط الأساطيل لشراء مئات الطائرات، وأنظمة الملاحة الجوية الجديدة، وارتفاع الط ب ع ى الطيران نتيجة المشاريع السياحية العملاقة في البحر الأحمر والعلا ونيوم. هـذه المشاريع ليست منفص ة بل شبكة تغيّر المشهد بأكم ه، ما يشير إلى أن الخ يج يستعد لمرح ة أكثر كثافة في الحركة، وأكثر تنافسية في السوق، وأكثر تأثيراً ع ى خريطة الطيران الدولية. لم يكن إنشاء هيئة خ يجية ل طيران المدني قراراً إداريّاً، بل إعلان ناضج بأن دول المج س تريد أن تنتقل من التنسيق إلى التكامل، ومن تحسين التجربة إلـى إعــادة تشكي ها، ومـن التطوير المتفرق إلـى رؤيــة واحــدة، تعكس مكانة المنطقة وقدرتها ع ى قيادة واحـدة من أعقد الصناعات وأسرعها نمواً في العالم. هنا السماء ليست شركات ومسارات، بل مشروع إق يمي، ورغبة جماعية في أن يكون المستقبل مفتوحاً ع ى اتساعه، تماماً كما تبدو السماء حين تُرى من مقعد الطائرة وهي تعكس زُرقة الخ يج الشاسعة. أصبح الطيران جزءاً منمشروع نهضة لا يتو ف، حتىتحوّل الخليج إلىأحد أهم أ اليم الطيران فيالعالم سورية من ركام القمع إلىفجر الكسوة..! عامٌ كاملٌ انقضى مذ أشرقت شمس التحرير ع ى ربوع سورية، عامٌ لم يشهد تغييراً في الداخل السوري فحسب، بل أعـاد تشكيل المشهد الإق يمي برمته، ـى أنـفـاس فـسـوريـة، الـتـي انتفضت لتُسقط جـهـاز الـقـمـع الـــذي طـــالما جـثـم عـ شعبها متمثلاً بنظام بشار الأسد، لم تكتفِ بإزاحة الديكتاتورية، بل شرعت فـي تفكيك ممنهج لكل مـا يـرمـز إلـيـهـا، بــدايــةً مـن أجـهـزتـه الأمـنـيـة الضاربة والجيش الـذي تحوّل إلـى أداة ل ترويع، وبذلك اختفت الحواجز التي كانت تُعد مراكز ل جريمة المنظمة ع ى امتداد الخارطة السورية، والتي كانت تفرض الإتـاوات وتغتال ع ى الهوية وتُمارس شتى أنـواع الانتهاكات، لتبدأ مرح ة جديدة أساسها العدل والكرامة الإنسانية. الإدارة الجديدة شرعت في وضع ال بنات الأولـى لبناء نظامها الاقتصادي المنشود، ورغـم أن وطـأة العقوبات الــدولــيــة كــانــت ولا تــــزال تـــحـــدياً هـــــائلاً كــبّــد الــقــيــادة ومـنـعـهـا مـــن الانــــطلاق ـمـوس بـــدأت تـتـسـرّب إلـــى حياة بـالـسـرعـة المأمـــولـــة، إلا أن بــــوادر الـتـحـسّـن المـ المواطن السوري، مما بثّّ شعوراً طفيفاً بالاستفاقة الاقتصادية في ب د أنهكته ـي، بذلت الإدارة الجديدة الـحـرب الطوي ة، بـالـتـوازي مـع هــذا الـحـراك الـداخـ جهوداً مضنية لتوحيد صفوف الفصائل المس حة، وقد نجحت في استيعاب معظمها ضمن إطار الدولة، وإن بقيت بعض الجيوب الخارجة عن السيطرة مثل مناطق الهجري وقسد لتظل تـحـدياً أمـنـياً يتط ب معالجة حـــذرة، ولم تكن الصورة بأكم ها ورديـة مثالية، فمسيرة البناء شابها بعض النكسات، تج ت فـي تــمــرّدات وقـعـت فـي الـسـاحـل الــســوري وأخـــرى فـي الـسـويـداء، وهي أحـداث واجهتها الإدارة بقوة، لكنها لم تتجاهل ما صاحبها من انتهاكات، ـت لجان بــل أظــهــرت شفافية غـيـر مسبوقة عـنـدمـا اعـتـرفـت بـوقـوعـهـا، وشـكّـ تحقيق ع يا لكشف الملابسات ومحاسبة مرتكبيها، وع ى الصعيد الخارجي، شهدت الدب وماسية السورية نشاطاً لافتاً، كان أهم محاوره إعادة سورية إلى حاضنتها العربية الدافئة، ففي هذا المنعطف التاريخي، وجـدت سورية في المم كة العربية السعودية، بقيادتها الحكيمة، الأخ والشقيق الـذي لم يبخل بالمساندة والـدعـم للإدارة الجديدة بكل السبل المتاحة، ولعل أهـم المنجزات التي تُحسب ل دب وماسية السعودية، وتحديداً للأمير محمد بن س مان، هو دوره القيادي الذي ساهم بشكل فعّال في رفع العقوبات الأمريكية عن سورية، وهو ما كان بمثابة شريان حياة للاقتصاد السوري، وبذلك استعادت دمشق مكانتها رقـــماً مـهـماً فـي المـعـادلـة الإق يمية والـدولـيـة، وعـــادت إلــى محيطها العربي والمجتمع الدولي بخطوات واثقة، ولقد كانت الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة أكبر دليل ع ى قبول العالم بالتحوّل السوري، لكن المعض ة الأزلية بقيت متمث ة في الكيان الإسرائي ي وحكومته اليمينية المتطرفة التي لم تكفِ عن انتهاكاتها الواسعة لجنوب سورية، بل احت ت أجزاء من المنطقة العازلة، الأمر الذي يضع ع ى كاهل الإدارة الجديدة مسؤولية مواجهة هذا العدوان بكافة الوسائل الدب وماسية الممكنة، ورغم كل هذه التحديات الداخ ية والخارجية المعقدة، فإن الفرحة التي عمّت أجزاء واسعة من سورية تُشير بوضوح إلى حجم التغيير الإيجابي العميق الـــذي يشعر بــه الــســوريــون، ولــهــذا انـفـجـر شلال الــفــرح فــي شــــوارع وسـاحـات دمشق والمــدن الأخــرى احتفالاً بعيد التحرير، وقـد شاركهم في هـذه الفرحة كـل الإخـــوة والمـحـبين، إلا أن المشاركة السعودية تركت أثــراً طيباً وعميقاً في نفوس السوريين، خصوصاً عندما كانت هدية الأمير محمد بن س مان ل شعب السوري لا تقدّر بثمن، وهي جزء من كسوة الكعبة المشرّفة، التي أع ن عنها الرئيس أحمد الشرع صبيحة يوم التحرير، ليربط بذلك بين التحرر السياسي والعمق الروحي، وبالرغم من كل الصعوبات الجسام التي لا تـزال ماث ة في الأفــق، يغمر الـسـوريين اليوم شعورٌ عــارمٌ بالأمل، يغذيه الاعتقاد بـأن القادم أفضل، وأن فجر الحرية والسيادة لن تغرب شمسه. جامعة الأميرسلطان تعلّق الجرسعلى«زحمة الرياض»! قـرار جامعة الأمير س طان بالتحوّل إلى الدراسة والعمل عن بُعد يوم الثلاثاء بـدءاً من الفصل الدراسي الثاني؛ يؤكد مساهمة مؤسسات المجتمع في مدينة الرياض ل حد من الازدحــام المــروري الـذي تشهده العاصمة، وتعزيز الح ول التقنية غير المك فة مـادياً في دعم ذلك التوجه، كما يعكس بُعد نظر القائمين ع ى الجامعة برئاسة سمو رئيس مج س الأمناء الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عيّاف، الـذي يقود الجامعة في مسيرة استثنائية من الإنجازات، والمبادرات النوعية، والتكامل مع مؤسسات المجتمع. مبادرة جامعة الأمير س طان جديرة بالتعميم، ويكفي ردود الفعل الإيجابية ع يها من منسوبي الجامعة، وكذلك من أفراد المجتمع في مدينة الرياض، وسيلاحظ الجميع الفرق حين تتوقف رح ة أكثر من خمسة آلاف سيارة في يوم واحد من طلاب وطالبات وموظفي الـجـامـعـة، وتـحـسّـن الـحـركـة المــروريــة ع ى الـطـرق المحيطة بـهـا، والأهـــم الـحـالـة النفسية لمنسوبي الجامعة حينما يشعرون أن جامعتهم تشعر بمعاناتهم اليومية، وتقدّم الح ول لهم، وهذا بحد ذاته تعزيز ل صورة الذهنية، وتعظيم ل ولاء الوظيفي، وتأكيد ع ى البيئة الرقمية التي تشهدها الجامعة. مدينة مثل الرياض يقطنها أكثر من ثمانية ملايين نسمة، ويتواجد بها حوالى خمسة 35 م يون ع ى مستوى المم كة-، وحوالى 17 ملايين مركبة حكومية وخاصة -من أصل م يون رح ة يـومـياً؛ هــذه (الأرقــــام الأولــيــة) تكشف حجم التحدي الكبير فـي العاصمة، ـول لمـواجـهـتـهـا، ومـــن بينها الـجـهـود الـكـبـيـرة والمــمــيــزة حــالــياً في وأهـمـيـة تـوفـيـر الـحـ مشروعات تطوير الطرق الدائرية، وإضافة طرق جديدة، ورفع مستوى المحاور الرئيسة كي و متر من 500 القائمة، وربطها بمحاور حديثة، من خلال تنفيذ وتطوير أكثر من شبكة الطرق، كذلك مشروع قطار الرياض، وشبكة النقل العام. ولكن هذه الح ول وحدها -رغم أهميتها لمواكبة النمو السكاني وتحسين جودة الحياة- بحاجة إلى ح ول أخرى تكون نابعة من مؤسسات المجتمع، سواءً في العمل أو الدراسة عن بُعد؛ فمثلاً الجامعات والك يات والمعاهد الحكومية والأه ية في الرياض تستوعب ألـف طالب وطالبة، وتحويل هـذا الـعـدد إلـى الـدراسـة عـن بُعد فـي يـوم أو 350 أكثر مـن م يون رح ة يومية في العاصمة، 35 % من إجمالي 1 أيام متفرقة؛ يعني تق يص حوالى ألـف سيارة تتوقف عن التوجه إلـى ت ك الجامعات والك يات 200 بمجموع لا يقل عن من أصل خمسة ملايين سيارة، وبالتالي تخفيف الازدحام المروري، والحفاظ ع ى عامل الوقت الذي يمتد إلى أكثر من ساعة في الرح ة الواحدة أحياناً. جهات حكومية أخرى قدّمت ح ول الحضور المرن ل موظف في أقصى حد الساعة العاشرة صباحاً، ولكن هذا الحل يصطدم في ذروة الخروج الساعة الخامسة عصراً التي تكون فيها طـرق الـريـاض مزدحمة جــداً، وبالتالي لا يــزال هـذا الحل نـاقـصاً، والبديل المقترح لتسديد هذا النقص -رغم أهميته- أن يكون هناك ح ول أخرى بتخصيص أيام ل عمل عن بُعد لموظفي ت ك الجهات، وسيكون الفرق كبيراً ل موظف، وأيـضاً في تخفيف الازدحـام الذي وصل ذروته. ـى حــ ــول أخــــرى مـثـل مـراجـعـة هـــذا المـــوضـــوع -زحــمــة الـــريـــاض- يـفـتـح الـنـقـاش أيــــضاً عـ الترخيص لسيارات التوصيل التي تجاوزت الحد المعقول لاستيعاب الطرق في العاصمة، كذلك مراجعة هندسة الطرق في بعض التقاطعات، وأيضاً إشارات المرور، وهو ما يعني أن ح ول زحمة الرياض ليست حلاً واحداً، ولكنها مجموعة ح ول تكام ية يتشارك فيها مؤسسات المجتمع وأفراده. المشاركة السعودية تركت أثراً طيباً وعميقاً في نفوسالسوريين، خصوصاً عندما كانتهدية الأمير محمد بنسلمان للشعب السوريلا تقدّر بثمن عندما يختبر المجتمعوعيه بالكلمة لم يعد الفضاء الرقمي اليوم مساحة شخصية يقتصر أثرها ع ى حدود صاحبها، بـل أصبح جــزءاً مـن البنية العامة التي يتشكّل مـن خلالها الرأي العام، وتنعكس عبرها تصوّرات قد تمتد تأثيراتها إلى قطاعات اقـتـصـاديـة واجتماعية واســعــة. ومــع هــذا الاتــســاع، بـــرزت الـحـاجـة إلى إطار قانوني يضمن التوازن بين حرية التعبير من جهة، وحماية الس م العام ومنع الاستخدام الضار ل ك مة من جهة أخرى. فالدولة، بطبيعة منهجها، لا تضيق بـالـرأي ولا تـجـرّم الاخــــتلاف، لكنها أيــضاً لا تترك الساحة مفتوحة لس وكيات قد تُستغل أو تُفسّر بما يضر بالمص حة العامة. وقـد واجهت الجهات المختصة مؤخراً عــدداً من الحالات الــتـي تــجــاوز فـيـهـا أصــحــاب المـحـتـوى حــــدود الـــرأي الفردي، وقدّموا نمطاً من الخطاب لم يُعدّ مجرد تعبير شخصي، بل أقــرب إلـى صيغة موجّهة تحمل طابع «الدعوة» و«التأثير الجماعي». وهذا الانتقال من التعبير الفردي إلى النشاط المـــؤثـــر هـــو مـــا يــغــيّــر الــتــوصــيــف الـنـظـامـي ل محتوى؛ فالرأي مهما كان اختلافه يبقى مباحاً، أما الس وك الرقمي الذي يأخذ منحى الضغط أو التوجيه أو خ ق أثر اقتصادي أو اجتماعي مباشر، فإنه يدخل ت قائياً في نطاق الضوابط التي تحمي استقرار المجتمع وثقته. فالجهات المختصة، عندما تتدخل، لا تُـواجِـه رأياً، ولا تُــعــاقِــب مـــوقـــفاً شــخــصــياً، بـــل تـتـعـامـل مـــع مـحـتـوى خـــرج من منطقة التعبير الطبيعي، ودخل في مجال التأثير الذي يمكن بقصد أو بغير قصد أن يُربك الأســواق، أو يُشيع تصورات مض ة، أو يفتح باباً لاستغلال الك مة في سياق يضر بالصالح العام. وهـذه ليست مساحة تُترك للاجتهاد الفردي أو التقدير الشخصي، بل تُــدار بمنطق النظام وبما يحفظ توازن المجتمع. وتبقى الـرسـالـة الجوهرية ل مجتمع واضــحــة: التعبير حـق أصيل، والدولة تؤكد ذلك، وتدعمه، وتراه ركيزة أساسية فـي بيئة الانـفـتـاح والـتـطـوّر. لـكـن هـذا الحق، كما في كل دول العالم، محكوم بضوابط تمنع تحوّله إلى وسي ة تأثير غير مـشـروع أو إلـى أداة تُستغل لتوجيه الـــرأي الـعـام ع ى نحو يُسيء للاستقرار أو يضر بمصالح قطاعات اقتصادية تعمل وفق أنظمة واضحة. ومهما كانت نية صاحب المحتوى صافية، فإن الفضاء الرقمي لا يعمل بمنطق النوايا، بل بمنطق الأثر. فقد يرى الفرد أن ما نشره مجرد تع يق عابر أو رأي شخصي، لكنه في واقع المنصات قد يتحوّل خلال ساعات إلـى موجة واسـعـة تُستثمر فـي غير مقصدها، أو تُستخدم مـن جهات تسعى لإثارة الب ب ة أو خ ق ضغط وهمي، أو يُعاد تدويرها في سياق يخت ف تماماً عن قصد القائل. ولهذا، فإن حسن النية لا يُعفي من المسؤولية النظامية عندما ينتج عن المحتوى أثر ضار، وهذه قاعدة مستقرة في الأنظمة الحديثة التي تُقدّر أثر الس وك أكثر مما تُقدّر نية صاحبه. ـباً لا يقل إن الــوعــي بالك مة أصــبــح مـطـ أهمية عن الحق في قولها. فالمجتمع الذي يعي حدود الرأي وحدود التأثير، ويُدرك ـقـة بل أن المــنــصــات لـيـسـت مــســاحــات مـغـ ساحات عامة يتشكل فيها الرأي الجماعي، سيكون مجتمعاً أكثر قدرة ع ى حماية نفسه مـن الانـجـراف خ ف مـوجـات لا يعرف مصدرها ولا تبعاتها. وفي المقابل، فإن الأنظمة لم تُوضع كقيد ع ى الحرية، بل كضمانة لاستمرارها، بحي يبقى النقاش العام صحياً، ويظل الاختلاف داخل إطار مسؤول لا يُسقِط الحقوق ولا يضر بالمصالح العامة. ولهذا، فإن رفع مستوى الخطاب يبدأ من إدراك أن الك مة اليوم ليست مــجــرد مـــوقـــف، بـــل مــســؤولــيــة. وأن حـــق الـتـعـبـيـر واســــع ومــكــفــول، لكن اسـتـخـدامـه فـي سـيـاق يـتـجـاوز حـــدوده الطبيعية يُـحـوّلـه مـن حـق إلى ممارسة تخضع ل رقابة النظامية. وبين هذا وذاك، يكمن وعي المجتمع: أن يقول رأيـه بلا خـوف، وأن يـدرك في الوقت ذاتـه أن الــرأي شــيء.. وأن التأثير الضار شيء آخر تماماً. وهكذا، تتكامل حرية التعبير مع الضوابط النظامية، ليبقى الفضاء العام مكاناً ل نقاش الواعي.. لا ساحة لفوضى رقمية أو استخدامات خاطئة ل ك مة. حيحراء الثقافييعزّز التجربة السياحية بتنظيم رحلات إلىغار حراء. (واس) الأنظمة لم تُُوضع كقيد على الحرية.. بل كضمانة لاستمرارها الأربعاء ، م 2025 ديسمبر 10 هـ 1447 جمادىالآخرة 19 21350 السنة الثامنة والستون العدد @FirastrabuIsi1 فراسإبراهيمطرابلسي كاتبسعودي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==