okaz_11072025

09 الرأي القصة بالمختصر yamani.osama@gmail .‏ com ‏ أسامة يماني كاتبسعودي محطات Rehamzamkah1@gmail.com ريهام زامكه اجذبوا هذا المقال ! يُقال يا أصدقائي أن «النصيحة بجمل» وأنا شخصياً لا أمانع أبداً في أن أستلم هذا الجمل لكن بشرط، أن لا يكون يعاني من نقص تغذية أو حقد دفين أو عقد نفسية ويكون ثمنه منه وفيه. فأنا من الناس الذين لا يحبون الاستماع إلى النصائح، وإن كان ولا بد فقد أتقبّل سماعها من أحد عزيز على قلبي وتكون مغلفة «بتغليف هدايا» ومعها وردة وابتسامة حتى لو كانت صفراء. وعلى سبيل المقال؛ نجد في مواقع التواصل الاجتماعي كثير من الناس يصنّفون أنفسهم على إنهم «مدربين تنمية بشرية» حتى ولو كان بعضهم لا يستطيع أن يكتب جملتين على بعضها دون التعثر ما بين النحو واللغة! فيعطي الآخرين نصائح مثل: «لا تستسلم، انهض، قاوم، انجح» وهو في الأساس إنسان فاشل، يكتب كلماته هذه من على فراشه، ومن وسط بيته المدمر أسرياً، وحاله الميؤوس منه، وحاجته الفعلية إلى دورة تعلّمه كيفية التعامل مع الحياة بدون (دراما) وفلسفة غير منطقية. فهو ممن ينطبق عليه المثل الذي يقول: «فاقد الشيء يتفلسف فيه». % من كلامه، وفوق ذلك يكتب 1 والأدهى من كل هذا؛ أن من ينصحك لا يطبق ولا تعريفاً لنفسه بأنه «مُلهم، محفز، مدرب تنمية بشرية ناجح». ن الاستقلالية المالية � ه، وع �� ن درب � و بعيد ع � ن النجاح وه � ف يحدثك ع �� ع الأس � وم وهو مديون «لشوشته»، وعن النشاط وهو يستيقظ آخر النهار، وعن الأمل وهو متشائم، وينصحك أن تطرد الطاقة السلبية من داخلك وهو قلق ومضطرب! ار يطلب «كابتشينو أو � ت � ح � ل لمقهى ي �� و إذا دخ �� رارك» وه ���� ذ ق �� خ �� ك: «ات �� ول ل �� ق �� وي لاتيه». وأنا في هذا المقال لستُ بصدد أن أقول لكم لا تستمعوا للنصائح، بل على العكس ا من أحدد � فالنصيحة مثل «الملح» في الطعام لا بد أن نذوقها، ولكن دعني أن دون، دون أن تحشر أنفك (المكعبر) � إن كنت سوف أحتسي (شوربتي) بملح أو ب فيما أريد. فالتنمية البشرية في الأساس هي مجموعة من الأساليب والمبادئ التي تهدف لتطوير قدرات الإنسان الذهنية، والنفسية، والسلوكية، والعملية، ولكن البعض اتخذها (كحِرفة تجارية)! فبعض دورات التنمية البشرية مليئة (بالخرافات)، أهمها «قانون الجذب» الذي يوهمون الناس فيه بأن كل ما يتمنونه بشدة سوف يأتيهم، مثل إنسانة أعرفها تؤمن بمثل هذه الخزعبلات قالت لي في ليلة (راس سنة كبيسة): ل»، وأخذت �� غ �� ت �� ش �� ون ي �� ك �� ي، ال ��� ام ��� ك ون �� دت �� خ �� ت م �� ح �� ا ت � ه � ي � ع � ك، وض ��� داف ��� ي أه �� ب �� ت �� «اك ون كله � ك � دة (طايحة) على الأرض، وال � خ � بنصيحتها ونمت وصحيت لقيت الم يغط في سُبات عميق. ذي لا بد أن تستثمروه كما يقول � وعموماً؛ وحرصاً مني على وقتكم الثمين ال رؤوا هذا المقال �� ول لكم: اق � ام، أود أن أق � ه � خبراء التنمية البشرية والتطوير والإل مرتين على الأقل، وبعدها إن أراد أحدٌ منكم نُصحي، فليرسل مع نصيحته باقة رة» مكتوب عليها اسمي، حتى أُسمّي بالله ��ُ وب «قهوة م � ورد جميلة، ومعها ك وأشربها مع كلامه الذي لن يسمن، ولن يغنيني من جوع. وقبل أن أودعكم سوف أنصحكم نصيحة لوجه الله؛ في وسط العتمة دائماً سوف تجدون نور، اطفوه وناموا. كاتبةسعودية متطوع يثرون أعمال التطوع البلديبتبوك. (واس) 3700 أكثر من ن ولادتها � دأ م � ب � اة ت � ي � ن قصص ح � ارة ع � ب � دول ع ��� ات وال � س � ؤس � الكيانات والم ام والعقبات � رك � ال � ا، وكيف تشق طريقها ب � ه � ول � ا أو ذب � وّره � ط � ل ت � راح � وم والصعاب والوفرة والضيق والضعف والقوة والعوامل المحفزة أو المثبطة. رار النجاح والفشل والتحدي والضياع بكل �� ل قصة مشوّقة تكشف أس � ك م، يُبدع � ره � ع � ي ش �� ون ف � دع � ب � راء الم � ع � ش � دع ال �� ب ��ُ ا ي � م � ا. ك �� ه �� ردات �� ف � ا وم � ره � اص � ن � ع كتّاب القصة المتميّزون في سرد الرواية والفلسفة والمفاهيم التي نستمد منها العبر والصور الإنسانية والحياتية التي تغيب عن البعض، بل وقد تغيب عن أصحابها وأبطال القصة وغيرهم من مشاركين رئيسيين أو غير رئيسيين؛ لأنهم تحت الضغط وفي دوامة الحياة التي تدور بهم بقوة ودفع اء القريبة منهم أو التي لديهم � ي � ة الأش � ادون يفقدون رؤي � ك � داث، ي �� من الأح في رحلتهم لصنع حياتهم أو بحثهم عن الأفضل حسب قناعاتهم التي خلقتها البيئة التي عاشوا فيها، ولا يستطيعون الخروج عن سطوتها. ؤلاء - أو نحن - نصنع حياتنا؟ أم أننا في حقيقة الأمر � السؤال: هل ه درات الجسدية والمكانة الاجتماعية � ق � ه؟ ال � داث ل �� نصنع ما هيأتنا الأح وكثير من دقائق الأمور التي تكون أحداث القصة، نجدها إما موروثة لَ لبطلِ � ض � ات لا ف � ون � ك � ذه الم �� اج بيئة بطل القصة نفسه. أي أن ه � ت � أو ن درة بطل القصة � القصة فيها ولا يد له بها. إذن ما يصنع الفرق هو ق اء. إذا بقي الإنسان � ي � ا تمليه طبائع الأش � ن الرتابة وم � روج ع � خ � على ال حبيسًا لمحيطه وموروثه ورغباته، فلن تكون القصة ذات نهاية سعيدة، ي لا � ت � ول ال �� ذب �� ي وال � ش � ت � ل وال � ش � ف � ص ال � ص � ن ق �� ل الكثير م � ث � ل مثلها م �� ب يبحث عنها الجمهور ولا ترويها الأساطير. عندما يكون البطل مغرمًا بمدينته، فإنه يختزل العالم في مدينة. الإسكندر الذي بنى الإسكندرية ارًا تحترمه �� ب �� لا�ً ج ً� ط �� ورةً وب ��� ط ��� ون أس �� ك �� ا، أراد أن ي �� ي �� دون �� ق �� ن م �� دًا ع �� ي �� ع �� ب ورة المعاكسة للنجاح: قصة �� ص �� خ فنظر لبعيد. وال � اري � ت � الجماهير وال قائد جيش الاتحاد الأمريكي مكليلان الذي جهل القدرات المتوفرة لديه. وّن جيشًا قويًا � هذا الفشل حدث بالرغم من أن مكليلان كان منظّمًا وك ان ميله إلى � رف بجيش بوتوماك، غير أن عيب مكليلان الرئيسي ك ��ُ ع وة جيشه. نتيجة � ن ق � دو والتقليل م � ع � وة جيش ال � ي تقدير ق � المبالغة ف لهذا التردد، خسر مكليلان فرصةً حاسمةً لتحقيق نصر كبير للاتحاد قد يغيّر مسار الحرب. وتسبّب تدخله غير الحاسم وتقديراته الخاطئة لقوة العدو في فشله، الأمر الذي أدّى إلى إقالته في نهاية المطاف. روف، بل في طريقة التفكير. � ظ � ورةِ والفشلِ ليس في ال � ط � فالفرق بين الأس وار مقدونيا، بل � ل أس � الإسكندر لم يكن ليصير عظيمًا لو بقي يحلم داخ صنع مجده بنظرته لما وراء الأفق، وبإيمانه بقدرته على تحدي المستحيل. بينما مكليلان، رغم كل إمكانياته، ظل سجين شكوكه، فكانت هزيمته من صنع يديه. عندما لا يدرك الإنسان القوة التي لديه، ويسعى للبحث عن القوة بعيدةً ن تكمن القوة �� ه. إذن، أي � ل � ن داخ � ان يهزم أولاً م � س � عنه، تكون الهزيمة. الإن الحقيقية؟ ي الإرادة التي تشق �� روف، وف � ظ � ل � دى ل �� ذي يرفض أن يكون ص �� ي العقل ال � ف وارد – مهما بدت ��� ي تحويل الم � وة تكمن ف � ق � أس. ال �� ي �� اح ال �� طريقها عبر ري ن ينتظرون الظروف � ح للانتصار. التاريخ لا يكتبه م � ى س � ضئيلة – إل دأوا من الصفر. إن القوة � المثالية، بل من يصنعونها بأنفسهم، حتى لو ب الحقيقية تكمن في الاختيار، لا في الظروف. في كل لحظة، هناك خيارات أمامه لا يجوز اختزالها في مكان ونوع وشكل وطريقة. كل فرد وكل جماعة تستطيع أن تكتب قصتها بجرأة، ولا تتركها للظروف ردُ أو الجماعةُ أن � ف � ة، يستطيع ال �� وى رواي � أو للآخرين. فالحياة ليست س يجعالَ منها ملحمةً تُخلّد، أو مجرد صفحةٍ تُنسى. الشيطنة مدارس.. ولكل مدرسة منهج ومقررات شيطانشايفنفسه ه معدن � أن � دّث النفس الشيطانيّة صاحبها ب � ح � ا ت � كثيراً م ه بلغ ذروة � م أن �ّ وه � ا ت � م � اس؛ ورب � ن � ال � راز فريد ب �� ادر، وط �� ن درةً على ����� اة؛ وق �� ي �� رة ح �� ب �� ة وخ �� ان �� ك �� ةً وم �� رف �� ع �� اً وم � م � ل � ، ع � ع �� ال ادي المصاعب والمتاعب وتخطي التحديات والعقبات، � ف � ت والقفز بأمان على بؤر وأفخاخ وشِراك منصوبة على قوارع ره وينكشف جهله في � ك، ينفضح أم � ن يدّعي ذل � الطرق، وم أول منعطف المواقف الصعبة؛ ومفاجأة الظروف، ناهيك عن صدمات الأقدار التي تُخلّ بنفسيته، أو تشيطنه أكثر. وبعودتنا للنص القرآني، نتيقّن بأن الشيطان كان شايف و أول من � نفسه على الملائكة، ثم على آدم عليه السلام، وه ن إبليس ليس � ف البشريّة م � وق � ه)، لكن م � ن � ا خير م �� ال (أن �� ق اب بالشيطان والشيطنة، � ج � ن يخامره إع � داً، فهناك م ��� واح د للشيطان � ج � ال (الم �� ذي ق �� ل ال � ق � ل دن �� ض أم � رف � راء ال � ع � ن ش �� وم معبود الرياح، مَن قال «لا» في وَجْه مَن قال «نعمْ»، مَن علّم الإنسانَ تمزيقَ العدمْ، وقال «لا» فلم يمتْ وظلّ روحًا أبديةَ الألمْ)، وربما تفوّق بعض الأوادم على (أبو مُرّة) في الأذيّة خ أسلافه � اري � ن يعلم أنّ ت � رور، خصوصاً م �� غ �� اول وال � ط � ت � وال أسود؛ فيلجأ للتشيطن، لينتقم للأسلاف، بمحاولة تبييض التاريخ الأسود. ن يتشيطن تحت عباء ة � ى؛ فهناك م � ت � ور ش �� وللشيطنة ص ، وسياسيين، � ف � ق � ث � اب م �� ي �� ي ث �� ف � اط �� ي �� اك ش �� ن �� ن، وه ��� دّي ��� ال ورجال مال وأعمال، وغلابة؛ كما أن الشيطنة مدارس؛ ولكل مدرسة منهج ومقررات، وأساتذة وطلاب، ونشاط منهجي ولا صفّي، وتحتفل في كل موسم بالخريجين والخريجات، وتوزع جوائز وشهادات تميّز على المبرّزين. دة، فإن ������ ة واح �� ي �� ن �� ورة ذه ����� ان الأول ص � ط � ي � ش � ل � ت ل �� ان �� وإذا ك اً وألواناً، �� ام �� ج �� الاً وأح �� ك �� ة أش �� ي �� وال �� ت �� ة الم ��ّ ري �� ش �� ب �� ال � اط � ي � ش � ل � ل ال والمقام؛ ��� ح ��� ب ال �� اس �� ن �� ات ت �� اب �� ط �� ف وخ ��� واق ��� ات، وم ��� اس ��� ق ��� وم فالحلزوني يجيد الالتفاف، والمطاطي قابل للتشكّل بحسب ما يقتضيه الموقف والمصلحة، والأخطبوطي يجيد التسلّق لأوعر التضاريس، وفي أصعب المناخات، والحربائي ماهر في التلوّن باللون الذي يهواه عاشق الحربائيين، والنفعي يناور ويقامر دون وجل من ردود الأفعال. م يمنحه نجاحاً سلوكياً ولم � اح الشيطان معرفيّاً ل � ج � ون ن التراجع، �� ه، ع � ل � ش � م يثنه ف �� و وإن ل �� اً، وه � ي � ق � ه أخ �� يشفع ل ض تقييم وتقويم � رف � ة حساباته، وي � ع � راج � ن م � مستنكف ع أخطائه، متذرعاً بأنه لا يزال يجد قبولاً وحاجة للتواجد، وربما يتقاطع البعض مع الشيطان في شيطنته، ومنهم من يبرر لنفسه ما يقترف من الأخطاء، ويفخر بالمنجزات السلبية. وبما أن معيار الإنسان الخيّر ليس بما يجمع من مكاسب، ب، ولا ما � اق � ن � ن م �� وز م � ح � ا ي �� ب، ولا م � اص � ن � ن م �� وأ م � ب � ت � ا ي �� وم ي، إذاً الترقي في � ق � اه ؛ بل المعيار أخ �� ال، وج �� يمتلك من م م للضعف ���� اف دائ �� ش �� ت �� ن اك ��� ن ره �� زي �� ي �� م �� والم � دع �� ب �� دارج الم ���� م ه من ���� روح � ص � ح � ى ت �� ل �� رص ع �� ح �� ي �� ل، ف �� ه �� ج �� ور، وال ��� ص ��� ق ��� وال التشيطن، لإدراكه أن الإساء ة والتطاول والأذى والظلم مذمّة ان والحضارات؛ � عند العقلاء؛ ومنافية لأدب وتعاليم الأدي ولعنة تنصب على الشيطان من السماوات. لم أجد أوضح من صورة الشيطان لضرب المثل، فهو على ما مُنح من مهلة، وما ظفر به من تسليط بالوسوسة، وما حاز من مهارة تزيين الباطل للآدمي واحتناك الذريّة إلا أنه لا ينجح، فهناك ملايين إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا إذا هم مبصرون، ولو يدّعي الشيطان أنّ لديه من الوعي � ف م معرفياً، �� ه بليد وضعيف، وواه ��ّ ام، إلا أن �� ه الأن � ا يفوق ب � م ك لديه كبر � وق كل ذل � ئ سلوكيّاً ومنحط أخلاقياً، وف �� وواط وشايف نفسه. التاريخلا يكتبه من ينتظرون الظروف المثالية، بلمن يصنعونها بأنفسهم، حتى لو بدأوا من الصفر ربما يتقاطع البعضمع الشيطان في شيطنته، ومنهممن يبرر لنفسه ما يقترف من الأخطاء، ويفخر بالمنجزات السلبية الجمعة السبت هـ 1447 محرم 17-16 السنة الثامنة والستون 21220 العدد م 2025 يوليو 12-11 @Al_ARobai عليبنمحمد الرباعي كاتبسعودي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==