Okaz

14 الثقافة الإنسان.. الكائن المسكين! @wamly2016 وليد الكاملي لــــم أكـــــن أتــــوقــــع أن يــبــلــغ صـديـقـي درجــة الغضب التي بلغها بحجة أنـــنـــي عــلــقــت عـــلـــى نـــقـــاشـــنـــا حـــول (شخص ما) بقولي: «إنه مسكين»، الأمـــــــــر الـــــــــذي دعـــــــــاه إلـــــــى وصـــفـــي بــــالــــســــاذج لأنــــنــــي -حــــســــب قـــولـــه- أصــــف كـــل الـــنـــاس وبــكــل أطـيـافـهـم وطبقاتهم وميولهم بالمساكين. والحقيقية أنني أطلق هذا الوصف بـــوعـــي تــــام وإدراك دقـــيـــق، لأنـنـي بالفعل أرى أن كل الناس مساكين للغاية ويستحقون الشفقة مهما طغوا وتجبروا أو امتلكوا القدرة والمال أو حتى الــذكــاء أو أي سمة كـــانـــت. والـــدافـــع الــــذي أنـطـلــق منه لهذا الوصف، يعود إلى يقيني بأن الإنــســان فـي أسـاسـه كـائـن ضعيف جداً حتى إنْ امتلك ما امتلك، فهو فــــي الـــنـــهـــايـــة كـــائـــن ضـــعـــيـــف، لأنـــه وإنْ كـان مـالـكاً للعقل الــذي يميزه عن بقية الكائنات فهو في المقابل «مــــمــــلــــوك» لــلــكــثــيـــر مـــــن الـــســـمـــات الشخصية والــجــوانــب الـوجـوديّـة والنفسية، بل هو مملوك لكينونته وإنــــســــانــــيــــتــــه الـــــتـــــي جُــــبــــلــــت عــلــى التناقضات والنسيان والخطيئة، وهذا بحد ذاته -من وجهة نظري- كفيل بأن يجعل منه كائناً مسكيناً ويدعو للشفقة، مع ملاحظة أنني أطلق مفردة «مسكين» متجاوزاً كل الاعتبارات اللغوية التي يمكن أن يستغلها أحدهم ليدخلني ويدخل كـــــل قــــــــارئ فـــــي دهــــالــــيــــز المـــعـــانـــي الاسمية لمفردة «مسكين»، وبالتالي فأنا هنا أعني بالمسكين قلة الحيلة وغلبة الضعف الداخلي على هذا الـــكـــائـــن الـــــذي جــــاء لـــهـــذا الـــوجـــود وهــو محمل بـحـمـولات ثـقـال أشـار لها الكتاب الأعظم (القرآن الكريم) فـــي كـثـيـر مـــن المــــواطــــن، فــــضلاً عن القصص والأحـــداث التي تـؤول به -أي الإنــســان- إلــى مـــآلات مجهولة وغير معلومة، حتى إنْ كـان منها ذلـــــك الـــنـــعـــيـــم المـــنـــتـــظـــر الـــــــذي ورد فــي آيـــات الـكـتـاب الـكـريـم مـشـروطاً ومــجــهــولاً، وبـالـتـالـي جـــاء عجزي فــي الـتـوصـل إلـــى وصـــف يمكن أن أصــف بـه الإنــســان غير «المــســكين»، ولك عزيزي القارئ أن تحمل الفكرة وتتفحصها بطريقتك الخاصة بك. المـــهـــم أن صـــديـــقـــي الــــــذي فـــتـــح لـي نوافذ هذا الحديث ما زال يقاطعني حـتـى الــســاعــة ومـــا زلـــت فـــي نـظـره جـــــاهلاً بـــحـــال الــبــشــر ومــعــادنــهــم، بـل وزاد إصــــراره على ذلــك عندما عـلـم أنــنــي حــزنــت عـلـى (الـشـخـص الــــ مـــا) مـحـل الـنـقـاش الـسـابـق بعد إصابته بمرض عضال أجبره على طلب الدعاء له من كل المحيطين به، طالباً مني الاقتناع بيقينه بأن ما حـــدث لصاحبنا إنـمـا هــي عقوبة الـــســـمـــاء، بـيـنـمـا كــنــت أخــتــصــر له الفكرة بأنها دلالة على أنه مسكين مثلما هو حال كل الناس! ياسين كنّّي- المغرب الصُُبْْحِِيََّة «الـصُـبْـحِـيَـة»: بضم الـصـاد وسـكـون الـبـاء هــي: اسم وليمة الـعـرس -قــديــماً- فـي جـــازان، وكـانـت تـقـام في منزل أهل العروس، وموعدها الصباح مع أول شروق الشمس. وإذا نـظـرت لأســبــاب إقــامــة ولـيـمـة «الـصُـبـحـيـة» في الصباح، فربما تعود لطبيعة الحياة الاقتصادية قديماً في جـازان، فالناس غالبيتهم يبكرون للعمل في المزارع والأسواق والرعي، والمناسب لهؤلاء الناس أن يفطروا من «الصبحية» ثم يذهبوا إلى أعمالهم، وربما يكون السبب حـرارة الجو في منطقة جـازان، وغــيــاب الـكـهـربـاء فــي ذلـــك الــزمــن الـقـديـم، مــا يجعل تقديم وليمة العرس «الصبحية» في الصباح الباكر مناسباً لطبيعة المنطقة الحارة. وتـــتـــكـــوّن ولــيــمــة الـــعـــرس «الــصــبــحــيــة» -قــــديــــماً في جازان- من الدقيق، أو البر المعصود، يعبأ في قدور حجرية كـبـيـرة، ويـصـب عليها السمن وينثر عليه الـسـكـر - يـومـهـا لا يــقــدم الـعـسـل لـقـلـتـه- إضــافــة إلـى الـحـنـيـذ والمـــغـــاش وعــيــش الـــــذرة المــفــتــوت بالشحم والمرق، ويقدم في الحواسي الفخارية! ومـــن عـــاش زمـــن «الـصـبـحـيـة» -بـقـيـت إلـــى منتصف التسعينات الهجرية- لابد أنه يذكر صومعة الدقيق أو البر؛ تبنى من العصيدة قبة دائرية برأس القدر، تــســمــى الـــصـــومـــعـــة، تـــحـــاط مـــن أســفــلــهــا بــمــا يشبه المــجــرى، يصب فيه الـسـمـن، وتعتبر الصومعة أهم دلالة رمزية لقيمة الوليمة، فكلما كبر قطر الصومعة وعلت قبتها، وأحاط بجوانبها السمن، دل على كرم صاحب «الصبحية». لقد صنع الآباء والأجداد صومعة البر والدقيق، وفي بالهم الـكـرم، ومجد الحكايات، أمــا أنــا، فيطيب لي الـكلام عن اسم الصومعة، وعلاقتها بالبعد الديني كمكان للعبادة والرهبنة، وربطها بالشكل الدائري في قبب المعابد الدينية، ولماذا انــزاح البعد الديني للصومعة، ونـزلـت مـن مكانها الأعـلـى -تـاركـة عناق الشمس والنجوم- إلـى مكانها الأدنــى، صومعة من البر، والدقيق، تتخطفها أيادي البشر؟ هل تجاوز الإنسان -في الأزمنة القديمة- حالة الخوف والقلق من الآلهة، فتم تحويلهم من رموز دينية، إلى رموز متعة وفرح، كما في صومعة «الصبحية»؟ لقد ذكرت الروايات صنماً لبني حنيفة -قبل الإسلام- اســمــه «حـــيـــس» صــنــعــوه مـــن الــتــمــر، وعــــبــــدوه، ولمّا جاعوا أكلوه! إن صنم بني حنيفة «حـيـس» مرتبط -فــي الأصــل- بـتـقـديـس الـتـمـر، وهــــذا الـتـقـديـس قــــادم مــن تقديس النخلة التي كانت تعبد في الجزيرة العربية، ولأن مـنـاسـبـات الأكــــل الـجـمـاعـيـة، تـمـثـل جــــزءاً مـــن البعد التعبدي لهذه الآلـهـة، فقد تـم بناء الصنم «حيس» من التمر، وتم التقرب إليه، ومن بعد ذلك أكله! الأمر الآخر: الرموز الدينية -بما فيها الآلهة القديمة- هـي نـتـاج إنـسـانـي مـحـدد بـعـوامـل زمنية ومكانية، وعـنـدمـا تنتهي هــذه الـعـوامـل تتحول هــذه الـرمـوز مـن وضعها المـقـدس المـتـعـالـي، إلــى الـوضـع الـرمـزي المتكيف مـع حـاجـة الإنـسـان اليومية، وربـمـا تُنْسى هذه الآلهة وتتلاشى من حياة وتفكير الناس. لقد عاش الإنسان منذ عصور مبكرة، سؤال مواجهة المـوت ورغبة الخلود، ولأنـه غير قـادر على مواجهة المـــوت، اخـتـرع الكثير مـن الآلـهـة، وعــزز حضور هذه الآلــهــة بـالمـعـابـد والـــعـــبـــادات والــطــقــوس الـشـعـائـريـة والأعـيـاد، ولأن المــوت سائر في العباد، فالخلود أن تعيش اللحظة ومنها «الصبحية»! عبدالرحمنموكلي- جازان «أق عة من لحم»: نقد النسق وم اولات التسامي وأنـــــا أقــــــرأ المــجــمــوعــة الــقــصــصــيــة «أقـــنـــعـــة مـــن لـــحـــم» لـلـقـاص السعودي حـسين سنونة لـم أستطع إلا أن أقـرأهـا معتمداً النقد الثقافي، الـــذي يهتم بتحليل الخطاب الأدبـــي كمنتج ثقافي، لا ككيان جمالي منعزل، بل مـرآة للواقع تكشف تناقضاته، وتسعى إلــى تفكيك النسق الـسـائـد واقــتــراح بـدائـل للتسامي، لمجموعة تنساب ضمن هيكل موضوعاتي متسق مع خيط رفيع ينسج عقدها ويعطيها ما يمكن أن نسميه المعنى الثقافي. تتوزع قصص المجموعة بين عددٍ من المحاور تعكس همّ المواطن العربي الــذي ينوء بحملٍ مـتـوارث، فحتى خلال أكثر اللحظات إضاء ة في تاريخ الأمة الثقافية كانت هناك دائماً فئة، بل فئات، تعاني مـن الثقافة الفئوية الـسـائـدة، ولـهـذا تـوزعـت المواضيع إلى: • الهوية والانفصال عن الذات: كما في قصة «أقنعة من لحم»، الـقـصـة تـطـرح ســــؤالاً جــوهــرياً عــن الـهـويـة والاغـــتـــراب داخــل المجتمع. • المـــوت واللامـــســـاواة: فـي «مـلـك المـــوت لا يتكلم العربية»، يحاكم السارد الثقافة السائدة التي تكرس فئات لا تستحق وتهمش الفئات التي تستحق الإبراز والظهور. • الاحتجاج والصمت: «ترانيم مواطن لا يتحرك» تروي قصة مـواطـن يـقـرر الـتـوقـف عـن الــحــراك احـتـجـاجاً على واقعه، فيصبح ظاهرة يستقطب اهتمام العالم كله. • العلاقات الإنسانية والذكريات: كما في «مجرد رسالة مــن عــجــوز» و«أشـــتـــاق للعناق فـأسـتـيـقـظ»، حـيـث يتم استدعاء الماضي والحب والندم. • الـنـقـد الاجـتـمـاعـي والـسـيـاسـي: تظهر فــي قصص مثل «إشهار جوع» و«فلس... طين» و«يأكلون الهواء»، التي تفضح الفساد والتناقضات الطبقية والهدر الإنساني. الفكرة الثقافية.. نقد ال سقومحاولات التسامي تمثل مجموعة «أقنعة مـن لحم» مـشـروعاً نـقـدياً ثقافياً يخترق سطح الـواقـع ليصل إلى الجروح العميقة للفرد والمجتمع، لا يقدم السنونة مجرد سرد للحكايات، فتْلاً للجماليات، بل ينفذ إلى البنى الثقافية المهيمنة ويقوم بتفكيكها، مظهراً تناقضاتها وعطبها الداخلي، يفكك أيـضاً ويقوم بنقد النسق المحلي والعالمي، فمن الممارسات اليومية المعيبة إلى نقد البنيات العابرة مثل صـنـدوق النقد وبنية حقوق الإنـسـان الكونية التي تكون زائـفـة في كثير من الممارسات لتكرس بدورها جرح العربي الغائر الذي يبدو واضحاً في كل مفاصل المجموعة. - نقد ال سق الاجتماعيوالسياسي 1 يــعــري الـسـنـونـة الأنـــســـاق الـثـقـافـيـة الــســائــدة، ســــواء كــانــت سـيـاسـيـة أو ديـنـيـة أو اجـتـمـاعـيـة، ففي «ملك الموت لا يتكلم العربية»، يوجه سهام النقد إلـى النظام العالمي المعطوب، أمـا فـي «إشـهـار جـــوع»، فيكشف عـن تناقض النظام القضائي الــذي يعاقب الجائع على إعلان جـوعـه، بينما يتغاضى عـن جشع التجار والمسؤولين. - الانزياح عن المألوفكإستراتيجية 2 نقدية يـسـتـخـدم الـسـنـونـة الانـــزيـــاح والـــغـــرابـــة كـــــأداة فنية لخلخلة الواقع وإثارة الأسئلة الثقافية، تحول الوجه إلى وجه كلب في القصة الأولـى ليس سوى استعارة قوية عن الاغتراب وفقدان الهوية في مجتمع لا يعترف بالاختلاف والتعددية والسَعة، كما أن حفر الـرأس في التراب في «صرخة طينية» يمثل محاولة يائسة للهروب من ضغوط الحياة والبحث عن مساحة للتنفس. - الرمزية والسخرية.. أداتا التسامي 3 السخرية محفز للوعي، ففي «اتصال مائي»، يتحول الحمام إلى فضاء للهروب من الضغوط، لكن الهاتف يظل يلاحق البطل كرمز لسلطة الواقع، وفي «يأكلون الهواء»، يصبح الحديث عن كرة القدم ة. هروباً من مواجهة الإخفاقات الواقعي - البحثعن المع ىفيزمن اللامع ى 4 تتكرر فـي المجموعة شخصيات تبحث عـن معنى فـي عالم يبدو مفككاً وغير مكترث، الرسالة التي يكتبها العجوز في «مجرد رسالة من عجوز» هي محاولة لربط الماضــي بالحاضر، ولإعــادة بناء الــذات من خلال الـذاكـرة. أمـا في «الحب يكتب ما قبله»، فيبدو الحب هو المنفذ الوحيد من سجن التقاليد والتناقضات . الأسرية - كسر الب ية.. صرخةشكلية لواقع ثقافي 5 القصص التي يقدمها سنونة لا تعتني بالشكل كثيراً، فالقصص ليست على النمط نفسه، لا تحتفي كثيراً بشروط القصة القصيرة كما يقول الكتاب، فالقصة تجرب الكتابة الـشـذريـة، والكتابة المفككة، والـتـكـرار والـحـذف، والتعالي على الـزمـان أو المكان المحدد.. المجموعة صرخة ثقافية تدعو لتجاوز التقاليد كاختراعات معيبة أصبحت سلوكيات تركز القبح. غلافأق عة من لحم. رحلة مع الذاكرة سعيد المحثوثي- عدن لعلّ أخطر ما في الذاكرة أنها تعيد تشكيلنا رغماً عنا، فكل جرح قـديـم يظل يعمل فينا كـجـذر خـفـيّ يـدفـع أغـصـان شخصياتنا للنمو عـلـى هـيـئـة أخــــرى، لـكـن هــل الــذكــريــات عــــدوٌ أم حـــارس؟ أحياناً تشبه سيفاً مسلولاً على أعناقنا، وأحـيـاناً أخـرى تبدو مثل مصباح صغير ينقذنا من عتمة الحاضر، قد تهدم أرواحنا حين نستحضر الخسارات، لكنها تمنحنا أيضاً جذوراً تذكّرنا أننا لم نكن فراغاً عابراً. إنها إذن كيان مزدوج، تؤلمنا بقدر ما تحفظ لنا معنى الوجود، فنحن لا نعيش حياتنا مرة واحــدة، إنما نعيشها مـرتين، حين تحدث ماضياً وحين نستعيدها حاضراً، وفي الاستعادة يكمن العذاب اللذيذ، وفيها أيضاً يكمن عزاؤنا الوحيد بأن شيئاً من الدمع والحلم والحب قد مرّ بنا يوماً. الذكريات ليست ثابتة كما نعتقد، فهي تتغير بتغيرنا نحن، أحـــيـــاناً نـعـيـد ســـرد حـــدث مــا وكـأنـنـا نـعـيـد كـتـابـتـه مــن جـديـد، نضيف إلـيـه مشاعرنا الحالية بعيوننا المتعبة، فنكتشف أن الماضي نفسه مرن يتشكل وفقاً لتجاربنا، بينما هو يظل ماضياً جامداً للآخرين. وفـي بعض اللحظات تصبح الذكريات مرايا تعكس أخطاء نا وعـــثـــراتـــنـــا فــتــؤلمــنــا بلا هــــــــوادة، وتـــكـــشـــف لـــنـــا الــــوجــــه الـخـفـي لشخصياتنا، الـوجـه الـــذي نـحـاول إخــفــاء ه عـن الآخــريــن حتى عن أنفسنا أحياناً، لكنها في الوقت نفسه تمنحنا القدرة على التسامح مـع أنفسنا ومــع مـن جـرحـونـا، لأنها تظهر لنا أيـضاً المسارات التي قادتنا إلى ما نحن عليه اليوم. والأدهـى من ذلك أنها تلاحقنا في الحاضر الحالي ولا تكتفي بمرافقتنا في الزمن الماضي، تهبط علينا فجأة دون سابق إنذار في لحظة ضحك أو صمت طويل، عند ذلـك نشعر بأننا عشنا حيوات عديدة سواء حياة الأحداث، أو حياة الاستعادة والتخيّل والحلم، وهكذا في هذه الرحلة المزدوجة، تتضح لنا جلياً حقيقة أن حياتنا برمّتها مجرد فسيفساء من اللحظات المستمرة في التشكّل، والتي تمنحنا إحساساً بالدوام رغم هشاشتنا. ختاماً نستطيع القول إن الذاكرة هي التي تصنعنا وتعيد تشكيلنا وتذكرنا بأننا أكثر من مجرد لحظة عابرة في هذا العالم، لأننا بها وحدها نعرف حجم الألـم والحب، ومن خلالها نفهم أننا رغم كل فقد وخسارة كنا هنا فعلاً وتركنا أثراً ولو كان خافتاً. الجمعة السبت ه 1447 جمادىالأولى 24-23 الس ة الثام ة والستون 21328 العدد م 2025 نوفمبر 15-14

RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==