14 ّالثقافة حين ينسحب الظّل ولا تغيبُ الشمس(!) ن الكتابة � ري» ع � دي � س � اب الكاتب الكبير «مشعل ال �� رُ قليلاً، غ � ث � منذُ سنةٍ وأك الصحفية، غاب عن المشهد الإعلامي والثقافي والاجتماعي، بعد سنواتٍ ظل فيها صوته حاضراً، خفيفاً على النفس، ثقيلاً في المعنى، حاضراً كطيف لا يُرى إلا إذا ابتسم العقل. ة. كان نبرةً خاصة، وموقفاً أنيقاً، � لم يكن مشعل السديري مجرد كاتب زاوي م فيه �� نٍ ازدح �� راخ. ففي زم �� ن دون ضجيج ولا ص � ارئ م � ق � ى ال � رةً تصل إل � ك � وف و يختار طريقاً � ان ه �� راض، ك �� ع �� ت �� المنبر الصحفي بالتحزّب والتكلف والاس اء بقدر ما � ذك � مختلفاً: سخرية رشيقة، وعقلانية مرحة، وخطاباً فيه من ال فيه من العفويّة. غيابه لم يكن مجرد غياب مقال، بل غياب أسلوب. غيابه ترك مساحة شاغرة لا يُمكن ملؤها بسهولة. م لا � ه � إن � رروا ف �� ك �� راً، وإن ت � ي � ث � ررون ك � ك � ت � ل) لا ي � ع � ش � وع (م �� ن ن �� اب م ��ّ ت ��ُ ك �� ك أن ال �� ذل يدومون كما دام هو. لا أحد من محبيه يعرف يقيناً أسباب هذا الغياب: هل هو قرار بالعزلة؟ هل هو تعبٌ من الكتابة؟ أم تعبٌ من العالم؟ لكن المؤكد أن الغياب كان صامتاً كحزنه، عميقاً كأثره. أكتبُ اليوم ليس لأستدعيه بالضرورة، بل لأقول له: رة، وبصمتك محفوظة في � ذاك � ت. كتاباتك باقية في ال � لقد كنتَ هنا، وما زل الوجدان، والقلوب التي أحبّتك ما زالت تنتظر صباحاً يشبهك. سلامٌ عليك أيها الغائب الحاضر، وإن عدت، فمرحباً بك، وإن آثرت البقاء في عزلتك، فالدعاء والامتنان لك من قرّائك الذين لم ينقطعوا عنك، حتى حين انقطعت عنهم. أقول ذلك لأن ثمة غيابات لا تُفسّر، ولا تُعَوّض، ولا يُستعجل نسيانها. غياباتٌ تختبر ذاكرتنا، وتربك عاداتنا، وتمتحن وفاء نا لمن اعتدنا حضورهم من غير أن نشعر بثقلهم. كان السديري طوال عقودٍ أحد أكثر الأصوات ة والعربية. �� ودي �� ع �� س �� ة ال � اف � ح � ص � ي ال �� رّداً ف ��� ف ��� ت كاتبٌ لا يتشابه، ولا يتصنّع، ولا يستعرض. يكتب كمن يهمس لقارئ ذكيّ، ثم يترك له أن يبتسم، أو يتأمل، أو يتذكّر شيئاً كان قد نسيه. ة، وشبه ���� ي ���� وم ���� ي ���� اه ال ������������ ن زواي ��� ك ��� م ت ����� ل اليومية، مجرّد نصوص ساخرة، بل كانت تمارين على الفهم، وترويضاً للوجدان على تقبّل الواقع بجرعة من العقل والمرونة. اً، ولا �� ف �� وق �� ك م �� ن ��ّ ق �� ل ��ُ ن ي �� ك �� م ي ��� ل يجرّك إلى قناعة، بل يعرض لك المشهد كما يراه من فوق، محمولاً على طائر من خفة الظل، ثم يتركك حيث يشاء وعيك. غيابُ (مشعل) اليوم يشبه انسحاب ظلٍ طويلٍ عن جدارٍ اعتدت النظر إليه كل صباح. لا أحد قال إن النهار انتهى، لكنّ شيئاً (ما) اختلّ في الصورة. ما يزال الناس يسألون عنه: أين هو؟ لماذا توقف؟ هل هي وعكة صحية؟ أم عزلةٌ يختارها الكبار حين يستشعرون امتلاء الكأس؟! لا أحد يعرف. ة في �� ارغ �� د ف � اع � ق � اة، وم � ي � ح � ال � لأ ب � م �ُ ت ت � ان � اء ك � ض � ي � ة ب � اح � س � و م �� ا ه � ن � دي � ا ل �� لّ م �� ك الصباحات التي كانت تبدأ بجملته الأولى. والمفارقة أن مشعل، رغم حضوره داً في الظهور. فلم يكن من أولئك الكتّاب الذين يتحدثون � الساحر، كان زاه عن أنفسهم، أو يقدّمون كتاباتهم باعتبارها موقفاً مصيريّاً، بل كان يكتفي بأن يكون كما هو. في غيابه، يتبنيّ لنا كم كان مهمّاً. لا لأنه كان يرفع صوته، بل لأنه كان يرفع الذائقة. لا لأنه كان صاخباً، بل لأنه كان مختلفاً. هو من القلائل الذين فهموا أنّ خفّة الظل موهبة، وأنّ الذكاء لا يحتاج إلى صراخ، وأن الموقف حين يُصاغ بلغة راقية، يصل أبعد من أيّ صدام. وقد لا أبالغ إذا قلت إن مشعل السديري أسّس مدرسة كاملة في كتابة العمود ة، ومصادقة � غ � ل � ع ال � وي � ط � ارئ، وت �� ق �� رام ال �� ت �� ى اح � ل � ة ع � م � ائ � ة ق �� درس �� يّ، م � ف � ح � ص � ال الفكرة. مدرسة لا تنتمي إلى الإيديولوجيا بقدر ما تنتمي إلى «الذوق»، ولا تسعى إلى التأثير العابر، بل إلى البقاء الهادئ. هل يعود؟ لا نعلم. م، حين � اه � ن � ب � ب � ن أح �� ى م � ل � ل ع � ق � ث � اءً أن ن ���� س وف � ي � ودة؟ ل �� ع �� ال �� ه ب � ب � ال � ط � ل ن �� ه يختارون أن يبتعدوا. ذه الكلمات، فليعلم أن الذين أحبّوا كتابته، لم � رأ ه � لكنه لو ق ة أكثر ��� ن زاوي �� م م � ال � ع � روا ال �� ي �� ل ل �� م، ب � ه � س � ف � روا أن �� ي �� ا ل � رؤوه � ق � ي اتساعاً، وأن الذين انتظروا عموده كل صباح لم يفعلوا وم لا � ي � ون عنه ال � أل � س � ن ي � ذي � ل محبة، وأن ال � ادةً، ب ��� ك ع �� ذل يسألون عن «الكاتب»، بل عن «الصوت»، عن المذاق الذي افتقدوه، عن العقل الهادئ الذي كان يُرمّم لهم فوضى الأخبار والكلام والضجيج. أخيراً.. إلى مشعل السديري: سلامٌ عليك في غيابك. سلامٌ على قلمك، وعلى نبرتك، وعلى أثرك. سلامٌ على العابر الخفيف، الذي مضى من دون أن يُدير ظهره، ولا أن يغلق الباب. نحن لا نطلب عودتك، ك كنت ��� ا أن � ن � س � ف � ر أن ���ّ ذك ��� ط ن �� ق �� ن ف �� ح �� ن هنا، وأنّ مَن كان هنا بهذه الأناقة.. لا يمكنُ أنْ يُنسى! @ali_makki2 عليمكي أحمد المُلّ توأمحياة بين جُملتين.. م وُلِد في حي الكوت بالهفوف الشاعر أحمد محمد 1961 في صبيحة الخامس والعشرين من شهر مايو لعام ده محمد بن عبدالرحمن الملا، � . أمه عائشة بنت حسين العرفج من سلالة البيوت العريقة بالأحساء ووال � الم ينتمي إلى بيوت العلم والعلماء الذين كانت بيوتهم لا تتوقف الأكفّ عن طرق أبوابها من كثرة الوافدين عليها لطلب العلم ولقضاء الحوائج. الطفل الشاعر دائماً ما تردد والدتُه على مسامعه أنه الطفل الأول من عائلته الذي ولد في المستشفى، بينما أخوته الثلاثة الذين سبقوه في الحياة قد ولدوا في البيت، وكانت تسمي يوم مولده يوم العيد الكبير الذي هـ. 1380 يصادف الحادي عشر من ذي الحجة لعام وكأنه وُضع في خانة التميّز منذ الصغر، وأصبحت هذه الخانة تكبر معه شيئاً فشيئاً كلما أخذته الحياةُ في دروب الشعر. ورث عن أبيه مثلما يرثُ معظمُ الأبناء عن آبائهم الأحسائيين حُبّ النخلة، تعلّم منه كيف يحضنها مثلما تحضن الأمّ ابنها!.. كيف يُصغي بحواسّه المتوثبة إلى جذورها في التربة!. ده وقصصهِ عنها تشبه حكايات ألف ليلة وليلة، إذْ يتذكر أن المسافة � كانت حكاياتُ وال ى نخلهم «المخيبري» � وت إل � ك � ي ال � ن ح � ي الجهة الغربية م � ود ف � وج � ن بيتهم الم � الممتدة م ده جيئةً � الواقع في الطريق العمومي المفضي إلى قرية المنصورة، وهو ممسك بيد وال وذهاباً هي حياة النخلة التي انزرعتْ في روحه وقلبه حتى قال عنه الإعلامي عبدالله فسيجزم بأنه � ى ملامح الشاعر أحمد الم � ن ينظر إل � راه معه «م �� وار أج � المغلوث في ح خرج من رحم نخلة. عيناه البنيتان تمرتان وفمه نواة وأطرافه أغصان يانعة». بعنوان «الأحساء أغنيتي 2007 يا له من وصف ينبّهنا إلى قصيدة كتبها الشاعر عام ونخيلها جفاه الفلاحون» يستعيد فيها أزمنة الطفولة والشباب ويلتقط الحنين وارة، ويسترجع تلك الحياة التي كانت �� ف �� ن عيونها ال � ذي كانت تتدفق مياهه م �� ال تنضج سريعاً على أعذاق النخيل وغصونها، ويتذكر الطقوس وتضاريس الأمكنة «.. أزمان عريضة والنخلة في هذه الجزيرة هي الأم والأب والملاذ، البيت والمعاش، الظل والسقف.. قفّة الخبز ولهب الرغيف، صندوق الجدة ومكحلة العروس، هديّة البواكير وذهب السلال، عصا الرعاة وحطبة الفأس». ي مدارسها �� درس ف ���� وف وي � ف � ه � ارات ال ���� ح � ر يكبر ب � اع � ش � ى ال � ت � ف � ان ال �� ا ك � م � ن � ي � وح داء ات الشعر، �� النظامية «مدرسة الفتح الابتدائية» كانت حواسّه تتفتح على ن ان عند � واء ك � د نفسه محاطاً بعالم من الكتب س � وأنّ لها أنْ لا تتفتح، فقد وج س أول مكتبة �� ذي أس ��� «ال � ل � ه الم � ل � دال � ب � خ ع � ي � ش � ه ال � م � د ع � ن � ي بيتهم، أو ع �� ده ف ��� وال تجارية في الأحساء» مما حفزه كثيراً على مغامرة القراء ة. لكنْ ثمة حافز آخر، قربه للشعر أكثر، دائماً ما كان يذكره وهو انبهاره ودهشته أمام شخصيات عايشها في حارته كانوا يطلقون عليها صفة الجنون؛ لأن سلوكها فقط لا واردة في ديوانه �� راد له صاحب» ال � ذوق العام. وليست قصيدة «عويمر.. الحريق ي �� يتوافق وال (يوشك أن يحدث يليه مرآة النائم) سوى ملمح عابر على مفاعيل هذا الانبهار. إن هذه الشرارة من الدهشة نمت في داخله مثلما تنمو نبة صغيرة في حقل مهيأ للزرع، وعلمته لاحقاً أن الشعر لا يمكن الإمساك به إلا وهو كامن أو مندس خلف الظواهر، اسمعه كيف يقول: «بالنسبة لي مثلاً عندما رش في ذروة فصل الصيف، أشعر فجأة بقشعريرة ً، برجفة ضاربة من البرد» �� ى أغاني فريد الأط � أستمع إل وكأنه وعى مبكراً أن التمرد على نمطية الظواهر يقوده إلى حقيقة الشعر، وهذه الحقيقة بالنسبة له ليست سوى لعبة تشبه الألعاب التي مارسها طيلة حياته منذ الصغر، حيث كلما أتقن لعبة هرب منها إلى غيرها، اك أن � وان (إي � وعندما أدركته لعبة الشعر خاف أن يتقنه؛ فيهرب منه. يقول في قصيدة «لعبة الشعر» من دي هجرتُ كل شيء ولحقني الشعر يلهث هربتُ منه.. وأدركتني عضّته هرما أهملته خوفا 122 يموت قبلك) ص وريبة من أمري.. ا أفعل � ي أصابعي خشيتي أن أجيد م � وكُ ف � ش � ا نبت ال � ه � دارك � ّت لا أت � ع � دي ب � ن ي � ه م � ي � لهذا أكتبه، وسريعا أرم ويهجرني إلى لعبة أخرى. لذلك خلال هذا الوعي المبكر الذي انفتحتْ أبوابه على حياته أخذ يدفع خطواته في كل اتجاه، وكأنه يبحث عن المعنى الذي يعطي حياته القيمةَ الكبرى، وكانت المحطة الأولى في هذا البحث بدأت من دراسته الجامعية في الرياض حينما كانت تُسمى جامعة الملك سعود جامعة الرياض، حيث درس فيها علم الاجتماع وتخرج ، وفيها بدأ يتلمس طريقه للشعر حينما كتب محاولاته الأولى في الشعر التقليدي بتشجيع 1983 منها عام من أصدقاء الدراسة. لكنه وهو المأخوذ بصفة التمرد والبحث الدائم عن الفرادة ترك العمل في جامعة الملك م بعدما قضى فيها أكثر من عشر سنوات. وفي هذا العقد من الزمن بين 1994 فيصل بين الأحساء والدمام عام تخرجه وتركه للعمل بدأت تحولاته الشعرية تظهر حين بدأ يكتب قصيدة النثر، وذلك بالتزامن مع دخوله عالم الصحافة متعاوناً مع جريدة اليوم في الشأن الثقافي الأدبي، ثم رئيساً لتحرير جريدة الرياضي. سوى 1995 ام � ل يتقصف) عن المؤسسة العربية للدراسات ع � ى (ظ �� داره لمجموعته الشعرية الأول �� لم يكن إص روز شاعر سيحتل مكان الصدارة في ساحتنا الأدبية، وستكون مياهُ بئره الشعري تتدفق بلا � ن عن ب � الإع توقف أو انقطاع على مدى العقود التالية من السنين. وكأن سرّ تدفقه نلمحه في الحيوية والنشاط والإقبال بحب وأمل على الحياة باعتبار ما تسلكه حياتهُ في طرقها الوعرة؛ لأجل أن يستمر هذا التدفق دون انقطاع. ى كالتالي: (خفيف ومائل كنسيان) �� ه لمجموعاته الشعرية بعد الأول � دارات � اءت إص �� لذلك ج در عن � م (سهم يهمس باسمي) ص 1997 روت � ي � ن دار الجديد - ب � در ع �� ص ن دار �� در ع �� ش) ص �� وح �� ن ال � اري � م � (ت 2005 – س � ري �� اض ال ��� ب وري � وك � ك � دار ال يّ والمركز � (كتبتنا البنات) صدر عن نادي الرياض الأدب 2010 الغاوون (الهواء 2014 (علامة فارقة) صدر عن دار مسعى 2013 الثقافي العربي (ما أجمل أخطائي) 2014 طويل وقصيرة هي الأرض) صدر عن دار مدارك (إياك أن يموت قبلك) صدر عن دار منشورات 2016 صدر عن دار مسارات (يوشك أن يحدث يليه مرآة النائم) صدر عن دار مسكيلياني 2018 المتوسط وقد لا يجانبنا 2024 (يا له من يوم هائل) صدر عن مجموعة كلمات 2020 ر ارتبط بحياة الشاعر، � ه آخ � ذا الملمح يرفده وج � الصواب حينما نؤكد أن ه ه، فقد � دي � و الشغف بالعمل الثقافي والفتوحات التي ترسخت على ي � ألا وه زال مستمراً للآن. � ، ولا ي 2008 ام � م السعودية منذ ع � س وأدار مهرجان أف � أس أيضا ومن خلال توليه إدارة فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام أنشأ بيت 2015 ارس � م 28 ى � ه الأول � ذي افتتحت دورت � الموسيقى ومهرجان بيت الشعر ال إن هذا الشغف بالسينما والفن التشكيلي أيضا سنراه يضرب أطناب أعمدته في تجربته الشعرية مما سنقف عليه فيما يلي من كلام. ولكن بلا شك مثل هذه الشخصية المبدعة والمؤثرة في مشهدنا الإبداعي والأدبي لن تخلو سيرتها من الجوائز والتكريمات، وليست جائزة الشاعر محمد الثبيتي سوى الدليل على 2015 للإبداع التي حصل عليها شاعرنا في دورتها الثانية عام هذا التميز والعطاء. قصيدة الملا هي تؤم الحياة منذ إصداره الأول (ظل يتقصف) وقصيدته لا تتوقف ا بعدها بخفة � ى م �� ا إل � اوزه � ج � ت � ى إلا وت ��� ان، فما أن تخطو خطواتها الأول � ري � ج � ن ال � ع ورغبة جامحة إلى فضاء أكثر رحابة وأكثر انفتاحاً. فهو يكتب القصيدة كمن يخوض سباقاً لا توجد في مضماره سوى أيامه، محاولاً اللحاق بها كي يسترد منها حياته. لا شيء يمنعه من اللحاق، لا شيء يصده، آمنَ بالقصيدة كمأوى ضد الطيور الجارحة في الحياة. لكنه لم يغلق نوافذه ولا أبوابه، العابرون كثر على عتباته، وكأنه المصب الذي تلتقي عنده الأنهار جميعاً. إذ نصغي إليه حين يقول في قصيدة «أمحو الموت» من مخاطباً إحداهن «.. لهذا عليك أن تتجنبي الأسود من الثياب، يكفيني ما 156 ديوان «تمارين الوحش» ص أنا فيه من غيابي، ولا تغلقي نافذة فتحناها معاً، أو تفتحي باباً مررنا به، لا تضعيني في الحزن، ولا تنسي عشقي للحياة». لكن مكابدات الحياة باعتبارها مرجعية للكتابة عند أحمد الملا لها ضريبتها المؤلمة على حياته نفسها، ولها اء» من � ع حياتي نحو الم � ذي يمدّه بالحس الشعري للكتابة. يقول في قصيدة «أدف � في نفس الوقت الحافز ال : أنهكتني حياتي حين كتبتها، ظلت ترتمي أمامي جانحةً على شاطئ ضحل، 45 ديوان (يوشك أن يحدث) ص لم تسعفني حيلةٌ تعيدها إلى حيث تغوص الحيتان وتختفي مرحة في المحيطات، يوجعني مرآها تتمرغ وتنفخ في الوحل وكلما همّت بالعودة مع الموج حفرت حتفها بكلمات أغصّ بها وتلفظني. محمد الحرز نشأ بين الكتب والجنون الجميل ليكتشف الشعر والدهشة وعىمبكراً أن التمرد على الظواهر يقوده إلى حقيقة الشعر من يعيد لنا الحكواتيفيالمقاهي الأدبية والمسارح ارة العربية �� ض �� ح �� ي ال �� ي ف �� وات �� ك �� ح �� ان ال ��� ك الإسلامية أحد مكونات المخيال الشعبي ا ظاهرة �� اره �� ب �� ت �� ن اع �� ك �� م �� ي ي ��� ت ��� ة، ال �� م �� ه �� الم داد والتنفيذ ��� ن الإع � مسرحية متكاملة م ي طبيعة ابتسيمولوجيا �� راج، وف ���� والإخ دم مشاهد ��� ق ��� ذي ي ������� ي ال �� ب �� ع �� ش �� ي ال ��� ك ��� ح ��� الم ع والأسطورة ��� واق ��� ال � ي � ا ب �� ة م � ي � ك � ي � ام � ن � دي ل ابستيمي �� ي �� ك �� ش �� ق ت �� ق �� ح �� اع أن ي ��� ط ��� ت ��� اس ذات على ����� درة ال ���� ر ق � س � ف � اص ي ���� ر وخ � اي �� غ �� م ة وتمثيلها ���� اذب ���� ج ���� ة ال ��� اي ��� ك ��� ح ��� ع ال ��� ن ��� ص اب متعدد ��� ط ��� ي خ ��� دودة ف ���� ح ���� ات م �� رك �� ح �� ب ي والثقافي واللغوي، �� يتداخل فيه الأدب دد المحكي ��� ج ��� ات ت ��� ان ��� ك ��� ه إم �� ي �� ح ف �� ض �� ت �� وت عبر سياقات مختلفة ومتباينة تخضع ك، يتضح فيه � اس � م � ت � ع وال � اب � ت � ت � ون ال � ان � ق � ل نجاح الحكواتي وشيوعه من خلال إعادة الحكاية كفعل تواصلي يتطلب مهارات الإلقاء والتمثيل. ظ غياب �� ح �� ل �� ي، ن ���� ال ���� ح ���� ا ال ��� رن ��� ص ��� ي ع ������ وف الحكواتي بمفهومه التقليدي عن أروقة ة، وحضوره ���� ي ���� ي الأدب ��� اه ��� ق ��� ارح والم ��� س ��� الم ن خلال �� ن م � ج � ه � ل م � ق � ن � دل أو ل �� ع �� ل م � ك � ش � ب ل فيها �� ق �� ت �� ي ان �� ت �� ت ال �� اس �� ود ك ��� ب ��� ج ال ��� رام ��� ب وى الأداء المسرحي � ت � س � ن م �� ي م �� وات �� ك �� ح � ال ك العديد ���� ي ذل ���� ي. وف �� ع �� م �� س �� ى الأداء ال ���� إل ر فيها التضعيف � ه � ي ظ � ت � ج ال � رام � ب � ن ال �� م رى يعبّر ��� ب ��� واة ك ����� ل ن �� ل � ن خ ��� ي م �� ائ �� ك �� ح �� ال ل منها ��� اس ��� ن ��� ت ��� م ت ����� وان ث ���� ن ���� ع ���� ال ���� ا ب ��� ه ��� ن ��� ع ي الذي �� رف �� ع �� وع الم ��� ن ��� ب ال �� س �� ات ح �� ي �� ك �� ح �� الم يتخصص فيه البرنامج؛ فمثلاً نجد أن ل بود � ث � ة م � م � ري � ج � ص ال � ص � ات ق � ت � اس � ودك � ب كاست جناية يحكي تفاصيل جريمة ما من خلال عنوان يشير حقله الدلالي إلى ذي تنتظم فيه ��� ي ال � ك � ح � ك؛ فيتفجر الم ��� ذل وذج الخماسي �� م �� ن �� ل ال � ل � ن خ �� ة م � اي � ك � ح � ال ) يحكم فيه P.Larivaille( اري �� ف �� ول لاي � ب � ل ة فوقية �� ي �� ن �� ل ب � ل �� ن خ ��� ص م �� ق �� ة ال �� ي �� وال �� ت �� م بعناصره الخمسة، وهي: الحالة الأولية La situation( للتوازن أو بنية الاستهلال Pertur�( ارة � )، ثم التحريض والإث initiale ن بعدها الحدث أو العرض، � )، وم bateur uResol ل �� ن ح �� ث ع � ح � ب � زاء أو ال �� ج �� م ال �� ث ( ة بتحقيق �� ي �� وال �� ت �� ذه الم ��� )، لتنتهي ه tion iLa situation f الحالة النهاية للتوازن ( )، أو يخضع القص لطبيعة الجريمة nale د من �� دي �� ع �� اك ال �� ن �� ي. وه ����� ق الأدائ � وي �� ش � ت �� وال ذات ����� ر ال ��� وي ��� ط ��� ة وت �� ف �� س �� ل �� ف �� ي ال ��� ج ف ��� رام ��� ب ��� ال والسياسة والتاريخ وفي أدب اليوميات ع والثقافة � م � ت � ج � ي الم ��� ات وف ��� راف ��� ت ��� أو الاع وفي تلخيص الكتب. إن ما يقدم في هذه ه لا يلغي � ن � ك � د، ل �� ي �� د ج �� ه �� و ج �� وات ه �� ن �� ق �� ال تأثير الحكواتي بمفهومه التقليدي في تدشين الدهشة لدى المتلقي خاصة فئات ي تغذية �� اب، وف � ب � ش � وال � ق � راه � شء الم � ن � ال الخيال بمكونات فانتازية، وتشكيل أفق ه، وإشراكه � ورات � ص � ي ت � للمشاهد جديد ف ارئ الأنموذجي �� ق �� رار مصطلح ال ��� ى غ � ل � ع و بالمتلقي الأنموذجي � ك � و إي � رت � ب � عند ام اب لملء ���� ب ���� ي ال ��� وات ��� ك ��� ح ��� ه ال ���� ح ل �� ت �� ف �� ذي ي ������ ال بياضات أدائه، فيتوقع وبيني احتمالاته ل ما � ي � اص � ف � ت � ه ل �� ل �� أوي �� ت �� ى ب �� ن �� ع �� ع الم �� ن �� ص �� وي ي عن �� وات �� ك �� ح �� ف ال �� وق �� ت �� ي � ي �� د، وح �� اه �� ش �� ي انٍ، هنا ��� زء ث � ج � م ل � ك �� ف ال � وق � ت � ص، وي �� ق �� ال يرتبط المتلقي بفكرة نمو خياله وقدرته على تشعب احتمالاته أو تقليصها. ليبقى السؤال من يعيد لنا الحكواتي؟ إن البرامج التي قدمتها وزارة الثقافة وهيئة الأدب جديرة بالشكر والتقدير، فماذا لو ه وفق �� ائ �� ي �� ادة إح �� إع �� ي ب � وات � ك � ح � ل � ت ل �� ف �� ت �� أُل دة، لا سيما � دي � رات ج � ؤث � دة وم � دي � ة ج �� رؤي ودي والملاحم �� ع �� س �� خ ال �� اري �� ت �� ص ال � ص � أن ق البطولية مليئة بالحماسة وتتسق مع مفهوم الحكواتي، والكثير من القصص العالمية والحكايات المبتكرة وفقضوابط ذب جمهور ��� ور وج � ه � ظ � ر تستحق ال � ش � ن � ال ة والتقنية �� زل �� ع �� ى ال ��� ف إل ��� ذي زح ���� ل ال �� ظ �� ال ن أدب � رة ع � اغ � رة ش � غ � د ث � ه س � ي � الرقمية وف المخيال الشعبي والملحمي في صناعته وتكوينه وتشكيل القيم والوعي وتغيير ن، وتطويره ����� ري ����� ام الآخ ����� ه ����� وك وال ��� ل ��� س ��� ال ي إلى �� رام �� اب وال � ب � ش � وتقديمه للنشء وال مشاهدة هذه الحكايات. د. أميرة المحارب مشعل السديري.. الجمعة السبت هـ 1447 محرم 17-16 السنة الثامنة والستون 21220 العدد م 2025 يوليو 12-11
RkJQdWJsaXNoZXIy MTExODU1NA==